الأفراح البلجيكية الكبيرة تأتي بعد خوض أكبر "المعارك"

اللاعب البلجيكي ناصر الشاذلي يسجل هدفا في مرمى اليابان -(أ ف ب)
اللاعب البلجيكي ناصر الشاذلي يسجل هدفا في مرمى اليابان -(أ ف ب)

موسكو - غالبا ما تأتي الأفراح الكبيرة بعد خوض أكبر المعارك. بعد أن حسمت مبارياتها السابقة بسهولة، انتظرت بلجيكا حتى الدقائق الأخيرة في مواجهة اليابان لتنبعث من رمادها مجددا وتخرج فائزة 3-2 في ثمن نهائي كأس العالم "روسيا 2018".. عانت بلجيكا بعد أن تخلفت بهدفين يابانيين واجتازت مراحل صعبة قبل أن تقلب الأمور في صالحها وتضرب موعدا لمواجهة مرتقبة مع البرازيل يوم الجمعة المقبل.

اضافة اعلان

ولأن كل معركة طاحنة تكون ملحمية، فقد تميز ثلاثة أبطال خلالها. فبعد أن ارتكب خطأ أدى إلى هدف اليابان الافتتاحي، كان يان فيرتونجين أول من ارتدى ثوب المنقذ من خلال تسديدة رأسية قوسية خادعة مقلصا الفارق. منحت هذه الكرة الرأسية الحاسمة الحيوية للمنتخب البلجيكي وقال صاحب الهدف في هذا الصدد لموقع FIFA.com "كنا قد بدأنا نتصور الأسوأ لكننا حصلنا على حفنة من الحظ في الوقت المناسب".

قام مدرب بلجيكا روبرتو مارتينيز خلال تخلف فريقه بهدفين بالزج بمروان فيلايني وناصر الشاذلي. فرض الأول بفضل طول قامته (194 سنتيمترا) وقوته الجسدية الهائلة نفسه في الكرات العالية ليسجل هدف التعادل من كرة رأسية كما فعل قبل أربع سنوات ضد الجزائر وقال بعد المباراة "ربما أصبح تسجيل هدف بالرأس أمرا مألوفا لكن هذا الهدف يُجسد القوة الجماعية التي نظهرها على مستوى المجموعة".

لعب الشاذلي دوره بامتياز أيضا، حيث تميز بسرعته على الجهة اليسرى قبل أن يحسم المباراة بعد هجمة مرتدة مثالية. عاش الشاذلي موسما صعبا بعد غيابه عن معظمه بسبب الإصابة، وبالتالي كان تواجد اللاعب الذي يستطيع أن يشغل أكثر من مركز في صفوف منتخب بلاده، مفاجأة في التشكيلة الرسمية لمنتخب بلاده المشارك في العرس الكروي. وقال الشاذلي: "كان الأمر صعبا بالنسبة لي من الناحية الذهنية، عانيت شخصيا وهذا ما يجعل كأس العالم أكثر جمالا بالنسبة لي". 

وأضاف في ما يتعلق بأهم هدف سجله في حياته بقوله "فكرت كثيرا بعائلتي أكثر من الفريق الذي أظهر شخصية قوية لا سيما بعد تسجيل هذا الهدف الحاسم. بذلت جهودا كبيرة لكي استعيد مستواي، وأنا أحصد ثمار ذلك الآن".

وكان توماس مونييه صاحب التمريرة الحاسمة كشف بأنه وزملاءه تدربوا كثيرا على التمريرات العرضية خلال التمارين وأشاد بالشاذلي بقوله "قمنا بالكثير من التمريرات العرضية عشية المباراة وكان دائما ينهيها في الشباك. قلت له إنه يملك حس الرقم 9 لأنه كامل وقوي عندما يكون في كامل لياقته".

وأشاد مونييه أيضا بفيلايني وقال "شأنه شأن الشاذلي، فهو يملك شيئا خاصا به استطاع من خلاله خلق الفارق. لكنهما يملكان شيئا مميزا فعلا. لقد أظهرنا مرة جديدة بأننا فريق مؤلف من 23 لاعبا وليس 11 فقط".

أما إيدين هازار الذي اختير أفضل لاعب في المباراة فهو الآخر تغلبت عليه مشاعره لدى خروجه من غرف الملابس بعد المباراة، بعد أن ظن بأن فريقه كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج بقوله "اعتمدنا على ضربة الحظ من خلال هدف فيرتونجين قبل أن نعتمد على روح المجموعة خلال الصعوبات التي عشنها في المباراة". وختم القائد الفخور والسعيد برؤية لاعبي الصف الثاني يستأثرون بالأضواء "أنا فخور بقدر ما تنفست الصعداء".-(موقع الفيفا)