هل سيحقق الاحتلال مآربه باستعادة أسراه والقضاء على حماس باقتحام رفح؟

1715025689482306000
غزيون يتفقدون دمار منازلهم في رفح -(وكالات)

رغم المخاوف التي عبرت عنها دول عدة، بينها الولايات المتحدة الأميركية الحليف الأبرز والأهم للكيان الصهيوني، من اتساع رقعة القتال في قطاع غزة، وشن عملية عسكرية برية على رفح التي نزح إليها 1.2 مليون فلسطيني، هربا من ويلات الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال والجرائم بحق الأطفال والنساء وتدمير المساكن والمرافق العامة والمشافي والمدارس والجامعات، دعت تل أبيب النازحين في رفح لإخلاء المدينة، تمهيدا لبدء عملية عسكرية محدودة.

اضافة اعلان


ويرى مراقبون أن أوامر الاحتلال لإخلاء رفح، تصعيد خطر سيكون له عواقب كبيرة على المنطقة والإقليم، وتداعيات سلبية على العملية التفاوضية التي تجري في القاهرة، برغم تكثيف الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، الفترة الماضية جهودهم، من اجل وقف إطلاق النار، وزيادة منسوب تدفق المساعدات للقطاع الذي دمرت الحرب اكثر من 80 % منه، وإطلاق سراح عشرات أسرى الاحتلال لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس".


جيش الاحتلال، أعلن أمس بدء عملية الإخلاء في رفح، طالب خلالها قاطني شرق المدينة بالتوجه إلى مناطق محددة، وسط مخاوف من أن يؤدي الاجتياح المتوقع إلى وقوع كارثة إنسانية فيها.


يقول اللواء المتقاعد فارس كريشان، إن عملية اجتياح واسعة لرفح لم تبدأ الى الآن، بحيث يركز جيش الاحتلال على استهداف المناطق التي أمر بإخلائها، كنوع من الضغط العسكري لدفع المدنيين للنزوح منها.


وتابع: لكن العملية وشيكة وقد تبدأ في أي وقت، بحسب تصريحات لمسؤولين في الأمم المتحدة، حصلوا على خرائط لعمليات الإجلاء في المدينة. مضيفا أنه خلال مفاوضات وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس بوساطة مصرية، هدد الكيان أكثر من مرة باجتياح رفح حال فشل المفاوضات، وحشد قواته قرب المنطقة، لكن ذلك لم يمنع من ان تتعرض قواته المتمركزة في منطقة كرم أبو سالم في غلاف قطاع غزة، لقصف مكثف بالصواريخ، أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 12 آخرين، نتيجة لهجوم صاروخي تبنته حركة حماس، لتعلن تل أبيب منع مرور المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم المحاذي لموقع تجمع قوات الاحتلال المقصوفة إلى غزة، عقب عملية القصف، بينما شنت طائراته غارات ليلية على رفح، أدت لارتقاء عشرات الشهداء وإصابة آخرين.


حركة حماس امس، أكدت مواصلة المفاوضات بروح إيجابية، وقال المتحدث باسمها عبداللطيف القانوع في تصريحات صحفية، إن "قيادة الحركة في حالة تشاور داخلي وفصائلي بعد جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة".


وألقى جيش الاحتلال أمس، منشورات ورقية على الأحياء الشرقية لمدينة رفح، جاء فيها "جيش الدفاع الإسرائيلي سوف يعمل بقوة شديدة ضد المنظمات الإرهابية في مناطقكم، مثلما فعل حتى الآن"، كما تضمنت المنشورات تحذيرا بان "كل من يوجد بالقرب من المنظمات الإرهابية يعرّض حياته وحياة عائلته للخطر".


من جهته، يقول العميد المتقاعد حافظ الخصاونة، ان "بدء تنفيذ جيش الاحتلال لعملية محدودة في رفح، ستكون أكثر خطورة، ومن شأنها تأجيج الغضب الدولي على دولة الاحتلال، وتضعف علاقة تل أبيب بواشنطن، أو قد تتسبب بقتل أسرى من الكيان لدى حركة حماس في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي".


واضاف الخصاونة إن "التصعيد الجديد في رفح، يهدد مسار مفاوضات التهدئة، ويخلق واقعا جديداً على الأرض، تمتد آثاره إقليميا ودوليا، اذ وظف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الهجوم الذي شنته حركة حماس على قاعدة عسكرية في منطقة كرم أبو سالم، كذريعة لبدء هذا النشاط العسكري، والذي بدأته بإعلان إغلاق معبر كرم أبوسالم، وبالتالي تهديد انهيار المفاوضات القائمة".


واستكمل: برغم تواصل المفاوضات في القاهرة، كان هناك إجماع في مجلس الحرب، وداخل المؤسسات الأمنية للاحتلال، على تنفيذ عملية اجتياح رفح، والاختلاف فقط بينهم كان، حول البدء بالعملية الآن أم تأجيلها إلى حين الوصول لصفقة تحرير لأسراهم.


وتجري مصر وقطر والولايات المتحدة وساطة في محاولة للتوصل إلى هدنة بين الاحتلال وحركة حماس، ترتكز على وقف القتال لـ40 يوماً، وإفراج الحركة عن أسرى محتجزين لديها منذ السابع من أكتوبر، مقابل معتقلين فلسطينيين لدى الاحتلال.


بدوره، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، إن محاولة السيطرة على رفح، قد تسمح لنتنياهو بإعلان الانتصار الكامل للاحتلال، وتحقيق هدفها بالقضاء على حركة حماس، وهو ما يحتاجه قبل الانتخابات المقبلة، لكن لا بد من مراعاة تبعات تكلفة مثل هذه الخطوة على الساحة الدولية، فبعد نحو 7 أشهر من الحرب، تراجع التعاطف الدولي مع تل ابيب بعد السابع من أكتوبر، في ظل العدد الكبير من الشهداء الفلسطينيين الذي يقترب من 35 ألفا.


وأتم: هدف الاحتلال الإستراتيجي من تنفيذ هذه العملية في رفح، ليس فقط لتدمير قدرات حركة حماس العسكرية، بل لاحتلال ممر فيلادلفيا، ومن ثم إحكام التطويق والسيطرة بشكل 
كامل على القطاع.

 

اقرأ المزيد : 

تحذير من الرئاسة الفلسطينية بشأن اجتياح رفح