الأندية.. عقوبات وتسول

خالد خطاطبة إذا لم ينجح اتحاد كرة القدم وأندية المحترفين، في إحداث ثورة في ثقافة الاحتراف والنهج، فإن أندية المحترفين في طريقها لامتهان التسول، أو مواجهة خيار تسليم مفاتيح الأندية لوزارة الشباب. واقع الكرة الأردنية بات مريرا ومقلقا، وجاءت “موضة” العقوبات والغرامات المتكررة التي تصدرها لجان اتحاد الكرة، لتكشف عن وهن منظومة الاحتراف في الأندية التي ما تزال بعيدة كل البعد عن الاحتراف الحقيقي، كما كشفت أيضا عن وجود خلل في منظومة الكرة الأردنية لا بد من رصده ومعالجته، وهي مسؤولية مشتركة بين الاتحاد والأندية. يكفي المتابع لتشخيص واقع كرتنا أن يرصد العدد الكبير من اللجان المؤقتة في أندية المحترفين، ويكفي الراصد أن يمتع ناظريه يوميا بقرارات وعقوبات وغرامات تضرب صناديق الأندية وكوادرها من لاعبين ومدربين وإداريين، ويكفي المشجع الغيور قهرا وهو يرى ناديه يتسول بين الشخصيات الداعمة والشركات بحثا عن الدنانير “لتسليك” طلب لاعب أو مدرب لم يتسلم راتبه منذ عام، أو تأمين مبلغ مالي لتعبئة الحافلة بالوقود، ويكفي المشجع الأردني حسرة وهو يتابع قرارات وعقوبات يصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ضد أندية أردنية، بسبب غياب الفكر الاحترافي لتلك الأندية التي سمحت للاعب أو مدرب أجنبي بالتشهير بها في ردهات الاتحاد الدولي. أول من أمس، ألزمت لجنة أوضاع اللاعبين، مجموعة من أندية المحترفين بدفع آلالاف الدنانير للاعبين ومدربين، وسبقتها اللجنة التأديبية في غرامات أخرى على الأندية بسبب مخالفات خلال المباريات، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن كيفية تعامل الأندية مع تلك العقوبات، وعن كيفية تأمين تلك المبالغ الكبيرة التي تفوق قدرات صناديق تلك الأندية التي تعاني أصلا من عجز كبير. تسديد المستحقات للاعبين والمدربين أمر مستحيل قياسا بإمكانات الأندية، وبالتالي تعريضها لمزيد من العقوبات في حال التزم الاتحاد بتطبيق التعليمات حرفيا، الأمر الذي يدفع الإدارات لسلوك طريق أخرى غير مضمونة النتائج، وتتمثل في انتهاج سياسة “بوس اللحى”، لإقناع اللاعبين والمدربين بتسويات مالية، أو الصبر لحين انفراج الأزمة المالية وهو أمر مستبعد إذا ما استمرت سياسات الأندية على ما هي عليه. الأندية الأردنية تسير نحو الهاوية، بسبب غياب فكرها الاحترافي بالدرجة الأولى، وغياب المصادر المالية القادرة على تغطية جزء من نفقاتها، وهي مسؤولية تتحملها الإدارات بالشراكة مع اتحاد الكرة المطالب بتعزيز الشراكة الفعلية مع الأندية والتواصل معها، ليس فقط بالكلام والتنظير، بل بتجسيد ذلك على أرض الواقع، من خلال مساعدتها في العوائد المالية ولو بشكل مؤقت، ومساعدتها في البحث عن مصادر تمويل، أو حتى عقد محاضرات في الجانب التسويقي، أملا في المساعدة على الخروج من عنق الزجاجة. الكرة الأردنية في خطر، والواقع يتحدث عن ذلك، وبالتالي من الضروي عقد خلوة يلتقي فيها اتحاد الكرة والأندية وروابط المشجعين، والقيادات الرياضية الأكاديمية، بحثا عن مخرجات وتوصيات ربما تساعد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا

اضافة اعلان