"الجذل".. بوابة لتمكين المرأة وخدمة المجتمعات المهمشة

مخبز خيري صغير في إحدى القرى التابعة للمبادرة- (من المصدر)
مخبز خيري صغير في إحدى القرى التابعة للمبادرة- (من المصدر)

تغريد السعايدة

عمان- "الجذل" هو الفرح والثبات في معناه اللغوي، لذلك لم يكن اسم "الجذل" مصادفة، عندما تم اختياره ليكون الاسم التعريفي بمبادرة "يداً بيد نصنع الفرق".اضافة اعلان
وكانت "الجذل" التي جاءت بتأسيس من قبل الناشطة الاجتماعية جذل الهنداوي، هي بوابة الانطلاقة للعمل التنموي وخدمة المجتمعات المهمشة في مناطق عدة من المملكة.
المبادرة حديثة الولادة في التأسيس، ولكن لها عقود في العمل التطوعي الخيري في الأردن، وتقول الهنداوي إنها منذ كانت تعيش في الإمارات مع زوجها عندما كان سفيرا للأردن هناك، لم تتوقف عن العمل الخيري الذي يخدم الوطن والفئات الأقل حظاً التي بحاجة إلى التفاتة ومد يد العون لهم بطريقة تضمن لهم استدامة الوضع المعيشي المناسب لهم.
لذلك، لم تعتمد الهنداوي في عملها على المساعدات الآنية للأسر والعائلات، بل كانت تحرص على خلق فرص عمل ومشاريع صغيرة تخدم أكثر من أسرة وتحيي الوضع الاقتصادي لديهم.
وتذهب الهنداوي إلى أن مبادرة "الجذل" أو الجذل للتنمية المستدامة، جاءت نتاج أعوام عديدة من العمل العام التطوعي والخيري خارج الأردن، الذي كان جلّه موجها للوطن، وأثمر عن مشاريع صغيرة ومتوسطة عدة بالشراكة مع القطاع الخاص الأردني لخدمة الشباب وتمكينهم بالاعتماد على الذات، ونتاج عامين من العمل داخل الوطن مع خيرة من الشباب والمبادرات الرائعة والراقية، كما وصفتها.
ولكن مع مرور الوقت ولوجود أهمية كبيرة، ومع ضرورة أن يكون هناك تنظيم رسمي ومؤسسي للعمل التطوعي الخيري، كان لا بد من أن يكون هناك قوانين وأسس يستمر عليها العمل التطوعي مهما كان حجمه، لذلك تم تسجيل المبادرة بشكل قانوني في وزارة الصناعة والتجارة، لتكون مؤسسة خيرية غير ربحية تماماً، هدفها دوما العمل التطوعي الخيري ومد يد العون وإحياء المشاريع التنموية المستدامة.
وتعمل الهنداوي منذ سنوات في مجال العمل التطوعي وخدمة المجتمع المحلي، من خلال مساهمتها في مبادرات وطنية عدة منذ فترة طويلة، قامت من خلالها بدعم العديد من العائلات والأسر العفيفة في إيجاد "خلق فرص عمل" لهم من خلال مشاريع بسيطة تُدر الدخل المقبول لهم، وتخدم المجتمع الذي يقيمون فيه.
وتحاول الهنداوي من خلال "الجذل" أن يكون التركيز على اليد العاملة والمرأة تحديداً، التي عبر تمكينها تمكين أسرة بأكملها، وتتحول لمنتج ومشغل في منطقتها؛ إذ أظهرت النتائج على أرض الواقع أن المرأة الأردنية قوية وبإمكانها أن تكون رائدة في عملها في حال أُتيحت لها الفرصة المواتية.
لذا، كان لا بد من أن يكون هناك مجموعة من الغايات والأهداف التي يجب السير على نهجها في سبيل إنجاح العمل الخيري؛ إذ تعتقد الهنداوي أن وجود قاعدة وثوابت لأي مبادرة خيرية تطوعية يسهم في تنظيم العمل ووجود جهات داعمة لهم في أعمالهم التطوعية، مؤكدة أن وجود الدعم يسهم بشكل مباشر في توسيع دائرة المستفيدين من المشاريع الريادية المستدامة.
ومنذ انطلاقة مؤسسة "الجذل" في العمل الخيري، أصبحت الآن مؤسسة رسمية مسجلة. وتبين الهنداوي أنها تركز في عملها على "توفير التدريب في مجالات التنمية الاجتماعية المستدامة كافة، كذلك الأفراد والمؤسسات في المناطق المهمشة والمجتمعات الفقيرة وبناء قدراتهم لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية".
وتؤكد الهنداوي كذلك، أن الشعار الذي تعمل على تنفيذه منذ بدأت عملها التطوعي وتؤمن به حقاً هو "يد بيد نعمل فرق"، وهو الذي بالفعل سيحدث فرقا في المجتمع الأردني المعطاء الذي لا يتوانى عن تقديم العون للمحتاج في صور مختلفة، ولكن أن يكون العمل منظما ومؤسسيا فإنه بالتأكيد سيحدث فرقا أكبر وأشمل.
وخلال تواجدها في الإمارات في السنوات الماضية، كانت الهنداوي قد أسست رابطة خريجي الجامعات الأردنية في الإمارات، والتي من خلالها تم تنفيذ مشاريع خيرية عدة موجهة للأردن، كون أبنائه بحاجة لدعم في كل وقت، فكان من المشاريع المميزة التي تقوم بتدريس مجموعة من الطلبة في الجامعات، وتقديم التكاليف المادية كافة التي يحتاجونها خلال فترة دراستهم؛ حيث قدمت قرابة تسع منح في كليات الطب والهندسة.
وبصفتها سفيرة فخرية لمنظمة عالم صغير للأطفال ومقرها أبو ظبي، قامت الهنداوي بإقامة فعاليات ذهب ريعها على مدى سنوات لمؤسسات عدة تعنى بالأيتام والفتيات المعنفات أسريا، وذلك من خلال التنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية.
وتحت شعار مبادرة "يد بيد نعمل فرق" والتي تنشط تحت مظلة "الجذل"، نفذ مخبز خيري صغير في إحدى القرى ومشروع لإنتاج الأجبان. كما قامت "الجذل" في بداية شهر رمضان بالمشاركة في مشروع الغارمات وبالتعاون مع مديرية أوقاف الزرقاء في تأمين سداد ديون 18 سيدة غارمة وعودتهن إلى عائلاتهن، كما زودت سيدة غارمة وابنتها بماكينتين للخياطة لتمكينهما وتأمين دخل لهما لحياة كريمة.
كما تم خلال الأعوام الماضية تنفيذ مشاريع خدمية في قرى عدة من المحافظات الأردنية، وهي مناطق "مهمشة" وبحاجة للدعم الرسمي والأهلي، عدا عن مشاريع خدمة المرأة التي تعمد الهنداوي على التركيز عليها في غالبية مشاريع التنمية التي تشارك فيها في المبادرات التطوعية الأردنية، بالإضافة إلى تقديم مساعدات عاجلة للأسر المعوزة ما بين الحين والآخر.
كما تعد الهنداوي في الوقت ذاته من الرائدات في العمل الثقافي التطوعي، من خلال مشاركتها الدائمة في نادي الكتاب، ووجود "فسحة" ثقافية للمرأة وتمكينها في فن الخطابة والتأثير، ولها العديد من المشاركات التطوعية الأخرى التي توزعت في داخل الأردن وخارجه، وجميعها موجهة للوطن وخدمة أبنائه.
وتخطط "الجذل" لمشاريع عدة للتدريب وتعليم المهن للشباب في القرى والأرياف.