الملك يرعى الاحتفال الوطني بالذكرى الخمسين لمعركة الكرامة

سرب من طائرات سلاح الجو الملكي تحلق في سماء موقع الاحتفال بذكرى الكرامة-(تصوير: محمد ابو غوش)
سرب من طائرات سلاح الجو الملكي تحلق في سماء موقع الاحتفال بذكرى الكرامة-(تصوير: محمد ابو غوش)

الشونة الجنوبية - رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، الاحتفال الوطني الذي أقامته القوات المسلحة الأردنية– الجيش العربي بالذكرى الخمسين لمعركة الكرامة الخالدة، وذلك في بلدة الكرامة، التي كانت محورا أساسيا من أرض المعركة.اضافة اعلان
ولدى وصول جلالة القائد الأعلى، موقع الاحتفال، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، واستعرض جلالته حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.
وصافح جلالته، بعد ذلك، كبار المستقبلين من أصحاب السمو الملكي الأمراء، ورئيس مجلس الأعيان بالإنابة، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس المحكمة الدستورية، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ومستشاري جلالة الملك، وأمين عام الديوان، ومدراء الأجهزة الأمنية، ورؤساء الأركان السابقين، وكبار ضباط القوات المسلحة، ومدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى.
ثم استعرض جلالة الملك، حملة الأعلام الذين اصطفوا أمام الصرح التذكاري لشهداء معركة الكرامة، ووضع جلالته إكليلا من الزهور على الصرح، الذي تحمل جدارياته أسماء شهداء المعركة.
بعد ذلك، ابتهل مفتي القوات المسلحة العميد الدكتور ماجد الدراوشة إلى الله عز وجل بالدعاء لشهداء الجيش العربي ومعركة الكرامة، بأن يرحمهم ويحل عليهم الرضا والرضوان وعظيم المغفرة والأجر والإحسان مع النبيين والصديقين والصالحين.
وقرأ جلالته والحضور الفاتحة على أرواح الشهداء الطاهرة، في حين عزف الصداحون لحن الرجوع الأخير، مثلما استعرض جلالته أسماء شهداء الوحدات والتشكيلات التي شاركت في معركة الكرامة الخالدة.
وفي الباحة المجاورة للصرح حيث الحفل الوطني بهذه المناسبة، توسط جلالة القائد الأعلى أبطال معركة الكرامة، وأمامهم ساحات العروض، التي شكلت ميدانا يحاكي أرض المعركة، باستخدام آليات ومعدات عسكرية شاركت وغنمت في المعركة.
وألقى رئيس هيئة العمليات والتدريب اللواء الركن مصلح المعايطة، كلمة القوات المسلحة استحضر فيها بطولات وتضحيات الجيش العربي ودفاعه عن أرض الوطن وهم يحققون النصر المؤزر، وترحم على روح قائد المعركة جلالة المغفور له الملك الحسين، طيب الله ثراه، وأرواح الشهداء الأبرار وشهداء الوطن.
وقال: "نستذكر في هذا المكان الطاهر المعطرِ بدماءِ الشهداء وعزيمة الرجال وصبرِهم وتضحياتهم، الذكرى الخمسين لمعركة الكرامة الخالدة التي جسد فيها رجال الجيش العربي، أعظم انتصار وسجلوا فيها ملحمةَ البطولة والشجاعة، حيث كانت هذه الأرض المباركة على موعد مع الصبر والنصر والتضحية والشهادة، وكان النشامى يلقنون العدو درسا قاسيا ويعيدون للأمة كرامتها ومجدها وثقتَها بنفسها".
وتابع "فتحية الإكبار والعرفان لهم، شهداء ومصابين ومحاربين وهم يفتدون الوطن بالمهجِ والأرواح ويحققون نصر الكرامة التي نحتفل اليوم بيوبيلِها الذهبي، نصرا وإنجازا وحضورا يليق بالأردن وأهله الصابرين المرابطين، وهم يحملون مبادئ ورسالة الثورة العربية الكبرى، حيث كان لهم قبل "الكرامة" وتحت ظل الراية الهاشمية، صولات وجولات في معارك الشرف في اللطرون وباب الواد، وفوق كل أرض فلسطين ودرتها القدس الشريف، عهدة عمرية ووصاية هاشمية على مقدساتها، تليق بها وبمكانتها وقدسيتها وبتضحيات وبطولات شهداء الجيش العربي، الذي خضب أرضها وأسوارها وعتباتها بدم شهدائه الطاهر".
وأضاف المعايطة، "أن الأردن لم يتنازل عن مبدأْ ولم ولن يساوم على عروبته وهويته ورسالته مهما كانتْ الظروف والتحديات، وسيبقى بحكمة قيادته وعزيمة أهله وكبرياء رجاله قلعة عصية وحصنا منيعا في وجه الحاقدين والجاحدين، وقد تحمل في سبيل ذلك الكثير الكثير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، رجاله سفراء لوطنهم أينما حلوا أو ارتحلوا يحملون اسمه وسام شرف يزين هاماتهم، وهم يقهرون الصلف والغرور والغطرسة والإرهاب ويدفنون الفتن في مهدها، ما لانت عزائمهم وما انحنت هاماتهم إلا لله، يترسمون خطى الحسين عليه رحمة الله، قائد الكرامة، وصانعِ مجدها مثلما يعاهدون جلالة الملك عبدالله الثاني، عهد الرجال الأوفياء بالمحافظة على كل ذرة تراب في هذا الحمى العربيِ الهاشمي الأصيل".
وأكد أن "أمن الأردن واستقراره وأمن مواطنيه وضيوفه هو أولويتنا الأولى، ولن نسمح لأي كان وبأي حجة أو ذريعة داخليا أو خارجيا أن يعبث بهذا الأمن"، مشددا على أن التحديات والتهديدات المحتملة التي أفرزتها البيئة المحيطة تتطلب من الجميع الوقوف صفا واحدا ويدا واحدة خلف قيادتنا الحكيمة، لنفوت على كل المتربصين بأمن وطننا أية فرصة لتحقيق أهدافهم وغاياتهم وأجنداتهم".
وتكريما لأبطال "الكرامة"، وقف جلالة القائد الأعلى والحضور، حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لشهدائها وأبطالها، ثم شاهد جلالته عروضا مزجت بين عناصر الأداء الحي وتقنيات الفيديو والصوت والصورة وتطبيقات أدائية لجوانب من المعركة نفذها مجموعة من منتسبي الجيش العربي، وعدد من الممثلين الأردنيين بالبزات العسكرية والخوذ التي كان يرتديها أبطال المعركة.
وعكست تلك العروض سير العمليات القتالية لليوم المشهود لمعركة 21 آذار (مارس) 1968، بدءا بالمعلومات الاستخبارية التي تم جمعها، وعمليات الحشد والتعبئة، وعرض لرسالة شهيد، وجوانب تبرز البطولات التي قدمها منتسبو الجيش تحقيقا للنصر، الذي أعلنه آنذاك المغفور له، بإذن الله، الحسين بن طلال.
وجسدت المشاهد تضحيات بواسل الجيش العربي الذين استطاعوا بهذه المعركة تغيير مجرى الحروب العربية الإسرائيلية وأعادوا للأمة ثقتها بنفسها، مبددين مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي.
واختتمت فعاليات الاحتفال بقفز مظلي، حيث حمل المظليون أعلام التشكيلات التي شاركت في المعركة، بينما حملت طائرات عمودية علم المملكة وعلم القوات المسلحة، وحلقت أسراب من الطائرات العمودية والمقاتلة اعتزازاً وافتخاراً بهذا النصر العظيم.
وجال جلالة القائد الأعلى بمتحف الكرامة، الذي أقامته القوات المسلحة، ووثق لمجريات المعركة والأسلحة التي استخدمت فيها، إضافة إلى الصور والوثائق والخرائط والمجسمات والرسومات التشكيلية التي استحضرت بطولات النشامى في معركة الكرامة الخالدة.
وشهد صرح شهداء الكرامة تحديثا كبيرا شمل مختلف جوانبه، حيث أُضيفت له قاعات تحتوي على الأسلحة والمعدات والوثائق والخرائط ليكون متاحا للزوار خاصةً طلبة الجامعات والمدارس، باعتباره يمثل قصة معركة فاصلة في تاريخ الجيش والمملكة، معركة الصبر والإنجاز والتحدي والنصر.
وحضر الاحتفال عدد من ممثلي الفعاليات الرسمية والإعلامية والشبابية وأسر الشهداء.-(بترا)