‘‘النابلسيون‘‘ يستذكرون شهداء الجيش العربي في معركة وادي التفاح

ضريح شهداء الجيش العربي الأردني في نابلس يعلوه العلمان الوطنيان الأردني والفلسطيني - (الغد)
ضريح شهداء الجيش العربي الأردني في نابلس يعلوه العلمان الوطنيان الأردني والفلسطيني - (الغد)

طارق الدعجة

نابلس- رغم مرور نحو 49 عاما على احداث معركة المدرعات، التي جرت في وادي التفاح في منطقة نابلس، فان ذكرى وتضحيات شهداء القوات المسلحة الاردنية- الجيش العربي في هذه المعركة، ما تزال حاضرة في أذهان اهالي نابلس، وتثير فيهم الفخر بالشهداء.اضافة اعلان
كلما حضر ذكر الأردن والأردنيين في مجالس "النابلسيين" تتسارع الى الاذهان أحداث معركة المدرعات، التي وقعت يوم 7 حزيران "يونيو" 1967، وكان بطلها الشهيد الاردني المقدم صالح عبدالله شويعر، الذي أطلق عليه "النابلسيون" اسم الشهيد "أبو هاشم"، بالإضافة إلى رفاقه الثلاثة، والذين استطاعوا تأخير سقوط المدينة بيد الاحتلال الإسرائيلي لنحو 4 ساعات.
وخلال زيارة ميدانية أجرتها "الغد" إلى موقع أضرحة شهداء وادي التفاح الاربعة، بدا واضحا الاهتمام الكبير من قبل اهالي المدينة بهؤلاء الشهداء، حيث كتب على الضريح عبارة "الفاتحة للراقد في هذا الضريح المقدم صالح عبد الله شويعر (أبوعلي) بطل معركة المدرعات التي وقعت في وادي التفاح بنابلس يوم الأربعاء 7/ 6/ 1967 رحمه الله".
وكتب أسفل الضريح: "رفاق الشهيد البطل أبو علي في معركة الدبابات، الشهداء ملازم أول سليمان عطية سليم الشخانبة، رقيب أول صياح فياض عواد الفقراء، جندي أول راشد موسى نمر العظامات".
كما كتب الى جانب الاضرحة الآية الكريمة " بسم الله الرحمن الرحيم {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً" صدق الله العظيم.
ويقول رئيس اللجنة الاهلية لمدينة نابلس نصر عرفات، ان تضحيات شهداء معركة المدرعات في وادي التفاح ما تزال ماثلة في اذهان سكان المدنية، وموثقة ويتم تداولها في المجالس، وكلما جاء ذكر الأردن والاردنيين يستعيد النابلسيون بطولة الشهداء الاردنيين.
وأخذت منطقة وادي التفاح اسمها من كونها سابقا عبارة عن غابة، ولان أكثر انواع الاشجار الموجودة فيها التفاح، وتعد المنطقة مدخلا رئيسيا لمدينة نابلس من الجهة الغربية، لذلك ارادت قوات الاحتلال الاسرائيلي احتلال المدينة من الجهة الغربية (اراضي 1948 المحتلة).
وقال عرفات "كانت هنالك مدرعة للجيش الاردني في المنطقة، وكان جنودها يرابطون على حدود نابلس، من الجهة الغربية، وعندما وقعت المعركة ظهر 7 حزيران (يونيو) 1967 قاوم افراد الجيش الاردني، قوات الاحتلال الاسرائيلية بشجاعة وبسالة، واوقفوا تقدم القوات الاسرائيلية لأكثر من 4 ساعات".
وتابع عرفات "لم تستطع القوات الاسرائيلية الدخول الى نابلس الا بعد استعانتها بالطيران الحربي وقصف المدرعة بالقذائف واحرقت الدبابة بمن فيها"، موضحا انه بعد احتلال المدينة مباشرة جرت محاولات لانقاذ هؤلاء الابطال الا انها لم تنجح، ثم تم نقل جثامين الشهداء من الشارع الرئيسي الى المنطقة المحاذية وتم دفنهم فيها".
واشار الى ان اهالي المدينة يحرصون على زيارة قبور حُماة نابلس من شهداء الجيش الاردني صبيحة كل يوم عيد وقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.
ولفت عرفات الى إعداد كتاب تحت عنوان: "نابلس مدينة الحضارات"، وتم اطلاقه في الاردن قبل عامين، تكريما لأهالي الشهداء، وتم تغليف الكتاب بصورة لمقام الشهداء الاربعة.
واشار الى وجود ترتيبات تجرى لدعوة اهالي الشهداء لزيارة نابلس وتكريمهم من قبل اهالي المدينة، على التضحيات التي قدمها هؤلاء الشهداء دفاعا عن ثرى فلسطين.
من جهته، يقول المواطن النابلسي الدكتور عبد الرحيم الحنبلي ان تضحيات شهداء الجيش الاردني في معركة وادي التفاح ما تزال حاضرة في اذهان النابلسيين، خصوصا صمود بطل المعركة الشهيد صالح عبد الله شويعر ورفاقه الثلاثة، الذي أخّر احتلال نابلس اكثر من 4 ساعات.
واضاف "عندما وقعت المعركة كان عمري حوالي 27 عاما، وأعي أحداث المعركة، كانت قوات الاحتلال دخلت المدينة من الجهة الغربية، وعندما شعروا بوجود مقاومة من قبل المدرعة الاردنية، التي يقودها البطل (ابو هاشم) ورفاقه طلبت القوات الاسرائيلية تعزيزا عسكريا، وجاءهم من الجهة الشرقية للمدينة، وتحديدا من منطقة الباذان، طيران ودبابات واحرقوا المدرعة بمن فيها".
واشار الى وجود قبور العشرات من شهداء الجيش الاردني في المنطقة، مبينا انها غير موثقة، لان الطيران الاسرائيلي عندما كان يقصف الدبابات كان يحرقها بمن في داخلها.
وفي مقبرة مخيم عين بيت الماء، التي تبعد حوالي 2 كيلومتر عن وادي التفاح يرقد الشهيدان عبدالكريم جدعان العزام وشاكر العلوان العبادي.
ويقول الشاهد على احداث المعركة، الحاج ابو عماد، ان المدرعة التي كان يقودها شويعر واجهت القوات الاسرائيلية، ما دفعها للاستعانة بالطائرات للقضاء على تلك المقاومة".
واضاف ابو عماد، المولود العام 1936، "خرج ابو هاشم من الدبابة عندما احترقت، وبدأ يقاوم القوات الاسرائيلية من وراء الصخور وصمد بكل قوة، رافضا الاستسلام حتى نال الشهادة، وعندما تأكد الضابط الاسرائيلي من استشهاد إبي هاشم قام الضابط بتأدية التحية العسكرية المتعارف عليها له، لأنه كان يقاتل بشجاعة وقوة".
[email protected]