"جبل القلعة" تأريخ عريق ومخزن للحضارات بحاجة للاهتمام (فيديو)

منظر عام للآثار في جبل القلعة - (الغد)
منظر عام للآثار في جبل القلعة - (الغد)

محمد أبو الغنم

عمان- في وسط عمان يقع الصرح الأثري والتأريخي جبل القلعة، الذي يضم مخزنا من كنوز ذات قيمة تأريخية تعكس عراقة وأهمية الإرث الحضاري والإنساني في الأردن.اضافة اعلان
ويرى الزائر لجبل القلعة آثار الحضارات التي اتخذها العمونيون منذ القدم مقراً لحكمهم في المدينة، ومن بعدهم كل من اليونان والرومان والبيزنطيين الذين ازدهرت عمان بعهدهم وبنيت فيها المسارح والمعابد الضخمة والحمامات البيزنطية، وصولا إلى الحضارة الإسلامية، كل تلك الحضارات في موقع واحد.
ويطل جبل القلعة بموقعه المتميز في منطقة جبل الحسين على الكثير من مناطق عمان.
وتبلغ مساحة جبل القلعة نحو 120 هكتارا، وهو وحدة قياس مساحة الأراضي، ويبلغ الهكتار الواحد نحو 10 دونمات.
ويصل الطريق إلى الجبل بشارع يبلغ طوله نحو 500 متر صعودا إلى الموقع لتبدأ رحلة الانطلاق في القلعة عبر مساربه المتشعبة التي يؤدي كل منها إلى موقع أثري.
عند تجوالك في الجبل، ترى الكهف البرونزي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد؛ إذ كان يستخدم للدفائن، وفيه أكثر من قبر محفورة في الصخر الجيري.
ويأخذ الطريق بعد الكهف إلى الأعمدة الأثرية ذات الارتفاع الشاهق؛ إذ يصل ارتفاعه إلى أكثر من 10 أمتار.
وبات الجبل صاحب التأريخ الأثري مقصدا لعمليات الدعاية والتسويق لأصحاب بعض الوكالات، خاصة المتخصصة بالأزياء التراثية؛ إذ يقبلون على الموقع لأخذ بعض الصور بالزي التراثي المميز.
ويحتاج هذا الصرح الأثري إلى العديد من الخدمات والاهتمام، خاصة بالمرافق الصحية الموجودة عند البوابة الرئيسية لدخول الجبل، والتي تعاني من قلة النظافة أو حتى تفتقدها بشكل واضح، وأصبحت حسب رواد القلعة المحليين والأجانب مشكلة ويجب حلها والاهتمام بمثل هذا الموقع التأريخي.
ويضم الجبل القصر الأموي الذي أنشئ العام 720م، وهي فترة الحكم الأموي، وجاء بناؤه للموقع الاستراتيجي العسكري الذي يكشف المنطقة كاملة، وسمي بالقصر الأموي نسبة للفترة الأموية؛ حيث أصبح مقصدا للسياحة الدينية أيضا.
واشتكت سائحة إندونيسية من سوء المرافق الصحية الموجودة في الجبل؛ حيث أكدت استياءها من تلك المرافق الموجودة بمثل هذا الموقع التاريخي.
وقالت "إن الموقع يحتاج إلى الكثير من الاهتمام والرعاية، خاصة بالنظافة التي يجب أن تكون محض اهتمام العاملين فيها".
وقال المواطن عمر طنطور "أنا من سكان عمان ولم أزر جبل القلعة من قبل رغم مروري شبه اليومي من جانبه، ولم أتوقع أن يكون بهذا الجمال والروعة".
وأكد طنطور "بعد مشاهدتي لهذا الإرث التأريخي سأرتب زيارة مع أفراد عائلتي ليتعرفوا على هذا الموقع المهم ويطلعوا على معلومات واقعية عن الحضارات التي كانت موجودة لدينا".
وأشار إلى ضرورة إنشاء مشاريع سياحية في الموقع تخدم الزائر مثل المطاعم والاستراحات، بالإضافة إلى أماكن مخصصة للأطفال لإمضاء أوقاتهم في الجبل.
وقال أحد العاملين في كافتيريا الجبل تامر أبو جاموس "إن الحركة السياحية في الموقع بدأت تنشط منذ بداية الشهر الحالي، وسترتفع مستويات نشاطها خلال الشهر المقبل".
وأكد أبو جاموس، أن الحركة الشرائية جيدة من السياح، خاصة الإندونيسيين والفلبيين، بالإضافة إلى الأميركان، وهم الأكثر إقبالا على الشراء.
وأضاف أن مستويات الأسعار مقبولة ومناسبة للزوار كافة، رغم أن ترخيص الكافتيريا سياحي.
وقال سائق تاكسي وليد أبو بكر، الذي يركن سيارته في الموقع بحثا عن رزقه "إن الحركة ضعيفة".
وأضاف أبو بكر "أن السائح الأجنبي أو المحلي يأتي إلى الموقع من خلال باصات أو سيارات سياحية يستقلها من المطار فور دخول المملكة، لذا فهو لا يحتاج إلى سيارات التاكسي، بالإضافة إلى أن المواطن المحلي يأتي إلى الموقع بمركبته الخاصة". وأكد أن وقوفه عند الموقع يكون بهدف الاستراحة، وإذا وجد زبونا يقله حيثما يريد.
وردت وزارة السياحة والآثار على شكاوى الزوار، خاصة بالمرافق الصحية؛ إذ أكدت أنها قيد الصيانة التي ستنتهي خلال الشهر الحالي، والمرافق الصحية الموجودة عند المدخل هي مؤقتة.
وأشارت الوزارة إلى اهتمامها الكبير بالموقع من مختلف الجوانب، خاصة جانب النظافة الذي تخصص له عاملين متابعين، مبينة أنه في حال تم وجود مهملات تكون من الهواء وسيتم التركيز على أهمية نظافة الموقع ومتابعتها للحفاظ على رونق الجبل.
وبلغ عدد الزوار الكلي لجبل القلعة خلال العام الماضي نحو 364.8 ألف زائر مقارنة بـ224 الف زائر خلال العام 2018، مرتفعة بنسبة 63 % أو ما مقداره 140 ألف زائر.
وارتفعت نسبة زوار الجبل من الأجانب خلال العام الماضي 85 % أو بمقدار 119 ألف زائر؛ حيث بلغت أعدادهم نحو 259.2 ألف زائر مقارنة بـ140 ألف زائر من مختلف الجنسيات الأجنبية خلال العام 2018.