"جلد الذات" يؤثر سلبيا على الفرد

عمان- الغد- “جلد الذات” مصطلح نفسي يحمل معنى معنويا وآخر ماديا، المعنى المعنوي هو المبالغة في انتقاد الشخص لذاته ولومه لنفسه وتأنيبه لها لارتكابه سلوكيات خاطئة، أما المعنى المادي فهو إلحاق الأذى بنفسه متعمدا رغبة في الشعور باللذة والمتعة.اضافة اعلان
وتشير الخبيرة النفسية راندة حسين، وفق ما جاء على موقع “اليوم السابع”، إلى أن “جلد الذات” سلوك سلبي غالبا ما ينتاب الشخص عندما يصاب بالإحباط، فيتصدر الفشل الواجهة بينما تتوارى النجاحات التي غالبا ما تكون صورتها باهتة وضعيفة وغير واضحة في ذهنه، هو شعور سلبي ينتج عن رغبة الشخص اللاشعورية بالتغلب على الفشل بالهروب منه بدلاً من مواجهته لعجزه عن إدراك مواطن ضعفه وقوته، وعدم معرفته بمواطن ضعف وقوة التحديات التي يواجهها بل وأحيانا ما يعطيها حجما وقوة أكبر مما هي عليه بالفعل.
وجلد الذات، وفق حسين، ينتاب الشخص الذي يتوقع تحقيق النجاح والوصول إلى هدفه في وقت قصير، ولا يضع في اعتباره أنه يحتاج لجهد ووقت وتخطيط ليصبح حلمه حقيقة فهو يعيش في الوهم والخيال بعيدا عن الواقع.
وقد أثبتت الدراسات أن الشعور بالألم النفسي والجسدي بصورة طفيفة يؤدي لتحسين قدرات الفرد ويؤثر على أدائه بصورة إيجابية، لأنه يحفز هرمون الأدرينالين، إلا أنه إذا استمر سيؤثر بشكل سلبي على الشخص وقد يدفعه لتصرفات خارجة على إرادته ومنافية لقيمه ومبادئه وأخلاقياته.
وآثار الجلد الذاتي النفسية، كما تقول حسين، تظهر على الفرد والمجتمع في صور عدة مثل عدم القدرة على مواجهة الأزمات، وضعف التواصل الاجتماعي، وفقدان الأمل في المستقبل، والشعور الدائم بالأرق والقلق والتوتر، وعدم القدرة على التركيز، والكوابيس والشعور بالكآبة.
وأي مرض نفسي لابد من احتوائه من المحيطين بالمريض سواء الأهل أو الأصدقاء المقربين حتى يؤتي نتيجة، لكن لابد للشخص نفسه أن يكون لديه الاستعداد والرغبة في الشفاء، فكل إنسان عليه أن يتحلى بالصدق مع نفسه، ومحاسبة النفس ونقدها بدلاً من جلدها حتى يتعرف على مواطن التقصير والخطأ فيتمكن من معالجتها، فجلد الذات هو الاستمرار في تعذيبها وإيذائها بدون معالجة الأسباب.
وتدعو حسين إلى ضرورة التحلي بالصبر في علاج أي مشكلة، التعلم من الأخطاء، تطوير القدرات ومحاولة إيجاد البدائل، التوازن والحفاظ على الذات بإكرامها وعدم إهانتها أو جلدها.
وتقول حسن “هناك شخص يخطئ ولا يبالي، وآخر يخشى من الخطأ وإن أخطأ يجلد نفسه ويؤنبها، التوازن هو أفضل شيء وعلينا محاولة تجنب الخطأ وإذا وقع لا نلوم أنفسنا ونؤنبها بشكل مبالغ فيه، بل نحاول أن نتعلم منه ولا نكرره. ويكفي أن نعلم أن كل من حقق مكانة عالية لم تخلُ حياته من الأخطاء، المهم أن تكون أخطاء يمكن إصلاحها.
وعلينا، بحسب حسين، أن ندرب أنفسنا على نقد الذات وليس جلدها، فالنقد شعور إيجابي يتيح لنا اكتشاف مواطن الضعف والقوة بموضوعية، فنجيد قراءة أنفسنا ولا نخشى من مواجهة التحديات، نستفيد من أخطائنا، نتمكن من الوصول لأهدافنا من خلال التخطيط الجيد والنظرة الموضوعية، الشعور الإيجابي لنقد الذات ينبع من الرغبة الحقيقية في النجاح والثقة بقدرتنا على الوصول لأهدافنا.