صلابة المنظومة الصحية ونجاح التنسيق يحتويان "حادثة العقبة"

محمود الطراونة عمان – برهنت “حادثة العقبة”، أول من أمس، على مدى صلابة المنظومة الصحية، إذ نجحت وزارة الصحة، بالتعاون مع الجهات الطبية الأخرى ومُختلف أجهزة الدولة، في استنفار الهمم، بتأمين دخول جميع مُصابي الحادث إلى سائر مُستشفيات ثغر الأردن الباسم، سواء كانت مدنية أو عسكرية أو خاصة، وخلال سويعات فقط من وقوع الحادثة. كما استطاعت وزارة الصحة والأجهزة المعنية، تشغيل المستشفى الميداني في العقبة، خلال ساعتين اثنتين من وقوع الحادثة، فضلًا عن توفير ما يقرب من 300 كادر طبي طبي وتمريضي ولوجستي، في وقت قياسي، في خطوة تدل على قدرة الجهاز الطبي الأردني، على مواجهة أي أزمة طارئة، ناهيك عن التنسيق الكبير والتناغم في أدوار أجهزة الدولة المُختلفة. وكان توفي 13 شخصًا، وأصيب 260 آخرون، في حادثة تسرب غاز الكلورين في ميناء العقبة، جراء سقوط وانفجار صهريج يحتوي هذه المادة، أول من أمس. إلى ذلك، أكد أمين عام وزارة الصحة لشؤون الامراض السارية والاوبئة الدكتور رائد الشبول نجاح كوادر وزارة الصحة في التعامل مع “حادثة العقبة”، إذ استطاعت والأجهزة المعنية، من تشغيل المستشفى الميداني في العقبة خلال ساعتين من وقوع الحادثة. وأوضح لـ”الغد”، أن وزارة الصحة استطاعت توفير ما يقرب من 300 كادر طبي وتمريضي ولوجستي، في وقت قياسي، في خطوة تدل على قدرة الجهاز الطبي الأردني، أكان مدنيًا أو عسكريًا أو خاصًا، على مواجهة أي أزمة طارئة، ناهيك عن التنسيق الكبير والتناغم في أدوار أجهزة الدولة المُختلفة. وأشار الشبول الى تفعيل خطة الطوارئ القصوى وغرف العمليات في الوزارة والمحافظات، فضلا عن فرق التدخل السريع التي انشئت خلال جائحة كورونا وتعمل لمثل هذه الحالات. وقال إن وزارة الصحة، بالتعاون مع الجهات الطبية الأخرى في الدولة، نجحت في استنفار الهمم وتأمين دخول جميع المصابين وعمليات الاخلاء خلال ساعات، فضلا عن تشغيل المستشفى الميداني خلال ساعتين، وتوفير كافة الكوادر الطبية والتمريضية واللوجستية في وقت قياسي لاستقبال الإصابات. وتابع أن التنسيق عالي المستوى حدد الاعداد المستهدفة وتوفير الاسرة في مستشفيات المدينة، اضافة الى استقبال الكوادر الطبية والتمريضية وسيارات الاسعاف من المحافظات القريبة الطفيلة والكرك ومعان في وقت قياسي، فضلا عن وصول الخبراء والمختصين الى الموقع في الوقت نفسه لفحص المياه والتربة والهواء ليطال محلات المياه والبحر ومعظم المنشآت في المدينة. ولفت إلى ان اكثر من 300 من كوادر وزارة الصحة شاركت في عمليات الاخلاء، إضافة إلى عشرات سيارات الاسعاف، ليتبقى في المستشفى الميداني 7 اصابات، و21 في مستشفى الامير هاشم، و61 في المستشفى الاسلامي، و17 في مستشفى العقبة الحديث، فيما بلغت حالات الوفاة 13 حالة منها 8 لأردنيين، ولا وجود للحالات الحرجة. ولفت الشبول الى ان خبراء صحة أجروا اختبارات على قياس الهواء فكانت الامور طبيعية حتى مساء أول من أمس فضلا عن فحص البيئة والتربة التي كانت ضمن المعدلات الطبيعية. وبين ان جاهزية الكوادر الصحية كانت على اهبة الاستعداد لمواجهة حالة الطوارئ، حيث فتحت وزارة الصحة جميع المراكز الصحية بكامل كوادرها في العقبة لاستقبال أي إصابات، فضلا عن النقل الجوي من خلال سلاح الجو والخدمات الطبية الملكية والقطاع الخاص الطبي في المدينة. وتعمل وزارة الصحة، وفقا للشبول، على تحويل مستشفى العقبة الحديث في المدينة ليكون مستشفى حكوميا بعد قرار رئيس الوزراء بشر الخصاونة الذي اعلن فيه انتقال المستشفى من القطاع الخاص الى عهدة وزارة الصحة. من جهته، اشار مدير ادارة الرعاية الصحية في وزارة الصحة الدكتور رياض الشياب لـ”الغد”، ان الكوادر الصحية واللوجستية جهزت كافة المستشفيات بالأكسجين والترياق المتوفر لهذه الحالات، وهي مجموعة الادوية التي تستخدم في حالات التسمم جراء استشاق الغاز السام. ولفت الى ان رؤية وزارة الصحة 2022-2030 عملت غرف العمليات الرئيسة خلال ساعة واحدة، بإيعاز من وزير الصحة، وتنسيق مع الأمينين العامين الدكتور رائد الشبول والدكتور الهام خريسات، على تجهيز الكوادر والمستلزمات والفرق الطبية المختصة للتعامل مع الإصابات. وشدد على قدرة وزارة الصحة في مواجهة اي طارئ في المملكة وسرعة استجابة الاجهزة المعنية في الحدث من خلال التدخل واسناد كافة الفرق العاملة في الموقع. وعزا الشياب نجاح وزارة الصحة والفرق الرسمية الاخرى المساندة في حادثة العقبة إلى الدرس الكبير المستفاد من جائحة كورونا، وإلى التدريب العالي الذي حصلت عليه الكوادر من مختلف فئاتها، فضلا عن تفعيل فرق الطوارئ في الوقت المناسب لمواجهة أي طارئ. اقرأ أيضاً: اضافة اعلان