غزة تشيع شهداءها بعد التوافق على تهدئة

Untitled-1
Untitled-1
نادية سعد الدين عمان - خيّم على قطاع غزة، أمس، هدوء حذر بعدما دخل حيز التنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، عبر وساطة مصرية وقطرية وأممية، في ظل ارتفاع حصيلة جرائم الاحتلال إلى 27 شهيداً فلسطينياً، منهم 4 سيدات ورضيعتان وطفل، عدا إصابة 177 جريحاً، مقابل مقتل 4 إسرائيليين. وأكدت الفصائل الفلسطينية أن "وقف إطلاق النار الفوري تم بشرط أن يكون متبادلاً ومتزامناً، وعدم اختراق التهدئة مجدداً، وأن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة". وأوضحت أن من بين الخطوات "وقف التصعيد فوراً، فضلاً عن عدم إطلاق النار تجاه المتظاهرين في مسيرة العودة الكبرى على حدود القطاع، مع تعهد الاحتلال بعدم إختراق الإتفاق، أسوة بكل مرة يقوم فيها بإختراق العهود والمواثيق التي يتم الإتفاق عليها برعاية مصرية". وأفادت أنه، طبقاً له، "سيتم إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 12 ميلاً، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير"، و"السماح للمنظمات الدولية الإنسانية مساعدة العائلات التي تضررت خلال العدوان منذ يوم الجمعة الماضي ". ونوهت إلى الاتفاق على "عدم تكرار محاولة الاغتيال لأي فلسطيني "إما مدنياً أو عسكرياً" من قبل طائرات الاحتلال، وعدم إطلاق النار والاعتداء على المزارعين شرق قطاع غزة ". وبينت الفصائل أهمية "كف سلطات الاحتلال عن اعتداءاتها المتواترة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وعدم المساس في الأسرى داخل سجون الاحتلال". من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، أن "أي تهدئة لا تلزم الاحتلال الإسرائيلي برفع الحصار عن قطاع غزة "ستكون هشة وقابلة للانهيار من جديد وستفجر الأوضاع لاحقاً". بدوره، قال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية في فلسطين محمد البريم (أبو مجاهد) إن "إتفاق وقف إطلاق النار تم برعاية مصرية وقطرية وأممية، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة، وأن يكون متبادلاً ومتزامناً". فيما أفاد مسؤول المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية في قطاع غزة، وسام زغبر، بأن "إتفاق وقف إطلاق النار يشمل وقف عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني، والتزامه بتنفيذ اجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر ووقف استهداف الصيادين والمزارعين والمتظاهرين في مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي القطاع، شريطة أن يكون متبادلا ومتزامناً". ونوه، زغبر، إلى التزام الفصائل "بما تم التوصل إليه من اتفاق وقف إطلاق النار عبر المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال وبالرعاية المصرية، إلا أنه مرهون بالتزام الاحتلال بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني واستكمال تنفيذ اجراءات تخفيف الحصار." وكانت الجهود المصرية الحثيثة والتدخل القطري المكثف، وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة، خلال الساعات الماضية، قد استهدفتا إستعادة الهدوء ووقف التصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة. وكان الرئيس محمود عباس قد طلب، مؤخراً، من مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، دراسة طلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في تصريح له، إن "الصمت المريب للمجتمع الدولي، هو الذي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي بارتكاب جرائهما بحق الشعب الفلسطيني". وشدد على أن "الرئيس عباس يجري اتصالات على مختلف المستويات، من أجل ضمان وقف العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتوفير الحماية الدولية لهم". وقد شهد قطاع غزة، منذ السبت الماضي، عدواناً إسرائيلياً حاداً، حيث شن جيش الاحتلال غارات جوية ومدفعية عنيفة على أهداف متفرقة في القطاع، فيما اطلقت الفصائل بغزة رشقات من الصواريخ تجاه المستوطنات في جنوبي فلسطين المحتلة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن "الاحصائية التفصيلية للعدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع لليوم الثالث على التوالي بلغت 27 شهيداً، منهم 4 سيدات و2 أجنة ورضيعتين وطفل، فضلاً عن إصابة 177 مواطناً بجراح مختلفة". وقالت "الصحة الفلسطينية" أن الطواقم الطبية تمكنت، أمس، من انتشال جثماني شهيدين ارتقيا في غارة إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة". وأفادت المصادر الطبية، بوصول جثماني الشهيدين طلال عطية محمد أبو الجديان، ورغدة محمد محمود ابو الجديان إلى المستشفى بعد انتشالهما من تحت أنقاض شقتهم الواقعة شرق البلدة، والتي تم استهدافها بصاروخ مباشر من قبل طائرات الاحتلال. إلى ذلك؛ اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، ساحات المسجد الأقصى المبارك، في أول أيام شهر رمضان الفضيل، من جهة "باب المغاربة"، تحت حماية قوات الاحتلال. وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، أن "المستوطنين، نفذوا جولات استفزازية داخل ساحات المسجد الأقصى، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، فيما أدى بعضهم صلوات تلمودية قبالة قبة الصخرة ومصلى باب الرحمة، قبل أن يغادروا من باب السلسلة." فيما انتشرت قوات الاحتلال بكثافة في ساحات الحرم القدسي الشريف لتأمين اقتحامات المستوطنين وقمع أي تحرك فلسطيني مضاد، كما واصلت الشرطة الإسرائيلية منع العديد من الفلسطينيين من دخول الأقصى، كما تواصل فرض إجراءات مشددة عند أبوابه ونصب الحواجز العسكرية في القدس القديمة عند الطرقات المؤدية للمسجد. وواصلت قوات الاحتلال عدوانها عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، عبر شن حملة واسعة من الاقتحامات والمداهمات في أنحاء مختلفة من الأراضي المحتلة، أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.اضافة اعلان