"مجمع رغدان".. 17 عاما من التعطل تحوله مرتعا للمتشردين

مجمع رغدان السياحي في عمان - (أرشيفية)
مجمع رغدان السياحي في عمان - (أرشيفية)

مؤيد أبو صبيح

عمان- 17 عاما ومجمع رغدان وسط البلد على حاله. لم يتغير عليه شيء، سوى الشكل الحديث للبناء القائم بمنحة يابانية، بعد أن ذهبت وعود تشغيله أدراج الرياح، وتحولت منطقة وسط البلد القريبة منه التي كانت قبل العام 2003 منطقة حيوية تزخر بالحركة على مدار الساعة، الى منطقة أشباح ليلا نهارا.اضافة اعلان
مسؤولون بأمانة عمان الكبرى قالوا لـ"الغد": "إن الأمانة حتى تاريخه، لا تمتلك رؤية واضحة لتشغيل المجمع، الذي كان يفترض بأن يعود في العام 2006 إلى سابق عهده كمجمع للباصات والسرفيس"، لكن مستجدات كثيرة -بحسبهم- غيرت خطط الأمانة وجعلتها تغير رأيها تجاهه، وتستبدله بمجمع "المحطة" الذي أصبح دائما، وليس مؤقتا كما كان مقررا.
وأضافوا "في العام 2019 زار وفد من منظمة جايكا اليابانية التي أسهمت بتمويل المشروع، والتقى مدير المدينة أحمد ملكاوي، وتقدمت جايكا باستفسارات للأمانة عن مصير المجمع، ولماذا لم يجر تشغيله كمجمع نقل وفق التمويل الياباني".
وكانت نسبة مساهمة جايكا في التمويل 80 % من كلفة مشروع مجمع رغدان، وقدرها 8.5 مليون دينار.
ورغم افتتاح رئيس الوزراء الأسبق عبد الله النسور مشروع مجمع رغدان السياحي في العام 2013، وإعلان أمين عمان الأسبق عقل بلتاجي عن بدء تشغيل المجمع لتطوير وتحسين الحياة في عمان، والذي يشكل -بحسب بلتاجي- كما قال في حينه، "خطوة جديدة ورئيسة لإعادة الحياة والألق لوسط المدينة"، لكن الأمر "لم يتغير على واقع الأرض"، بحسب تجار المنطقة.
وأشار بلتاجي، في حينها، الى أن مجمع رغدان سيكون نقطة رئيسة للحركة السياحية في عمان، لنقل السائحين منها وإليها، ويوفر لهم خدمات سياحية مختلفة من وسائط نقل وبازارات حرفية تقليدية وخدمات ومطاعم ومركز للمعلومات، فضلاً عن تسهيله لحركة مواطني المدينة في وسط البلد عبر "مكوك البلد" الذي يمكّن مستخدميه من إيقاف سياراتهم خارج وسط المدينة، والتنقل باستخدام باصات تتحرك كل عشر دقائق لقضاء مختلف احتياجاتهم، ما يسهل الحركة ويخفف الازدحام المروري.
التجار قالوا لـ"الغد" إن الوضع في منطقة المجمع كارثي، فمنذ 17 عاما بدأ المكان يتحول منطقة أشباح، ومرتعا للمشردين والمتسكعين.
التاجر يوسف بيطار، قال "جميع مشاريع إحياء المنطقة التي نفذتها الأمانة سابقا فشلت فشلا ذريعا، وهي حلول فزعة وليست دائمة"، مضيفا "أرزاقنا دمرت وبيوتنا خربت.. وهناك كبير من التجار أعلن افلاسه"، داعيا الى تشغيل المجمع وعودته للعمل كما كان قبل العام 2003.
بلال بركات، قال "اجتمعنا أكثر من مرة مع مسؤولي الأمانة، وفي كل مرة كانوا يطلبون تشكيل لجان للبحث في مشروع رغدان. قرارات الأمانة غير المدروسة أحالت حياتنا وحياة عائلاتنا الى جحيم".
رئيس غرفة تجار عمان خليل الحاج توفيق، طالب الأمانة بإعادة المجمع وتشغيله كسابق عهده، لتدب الحركة في المكان، مشيرا إلى أن وسط البلد تعرض الفترة الماضية لأكثر من ضربة، أثرت عليه مباشرة.
وشدد الحاج توفيق على ضرورة توزيع المحلات في المجمع على أصحاب المحلات الذين يشغلونها قبل 2003.