وتفوق ريال مدريد على بايرن ميونيخ بمجموع المباراتين (4-3)، ليعبر إلى المباراة النهائية، بينما أطاح بروسيا دورتموند بفريق باريس سان جيرمان الفرنسي بفوزه ذهابا وإيابا بنفس النتيجة (1-0)، وبمجموع المباراتين (2-0).
وستكون هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها "النادي الملكي" على لقب الكأس ذات الأذنين مع "أسود الفيستفاليا"، حيث تعود المرة الأولى للريال في نهائي دوري الأبطال أمام فريق ألماني إلى ستينيات القرن الماضي وتحديدا في موسم (1959-1960)، وكان اللقب الأخير في الخماسية التاريخية على التوالي (1956-1960)، على حساب آينتراخت فرانكفورت بنتيجة (7-3).
أما المرة الثانية فكانت في بدايات الألفية الثانية في نهائي جلاسجو في إسكتلندا، حيث كانت الغلبة له أيضا على باير ليفركوزن (2-1)، رافعا الكأس التاسعة في تاريخه.
على الجانب الآخر، سيكون هذا هو النهائي الثالث في تاريخ "أسود الفستفاليا"، بعد نسخة العام 1997، والتي شهدت تتويجه باللقب الأول والوحيد على حساب فريق يوفنتوس الإيطالي بنتيجة (3-1). بينما سقط في المحاولة الثانية على يد غريمه التقليدي بايرن ميونيخ في نهائي ويمبلي بنتيجة (2-1) قبل 11 عاما.
أنشيلوتي: العبور للنهائي سحر
وأشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لفريق ريال مدريد، بأداء لاعبيه، حيث قال في تصريحات نقلتها صحيفة "ماركا" الإسبانية: "إنه شيء سحري وليس له أي تفسير، لكن مرة أخرى بدعم جماهير مذهلة، ومع لاعبين لم يتوقفوا عن الإيمان حتى جعلوا ذلك ممكنا".
وأضاف: "لقد قام اللاعبون بموسم لم يتوقعه أحد، وأنا أيضا، الوصول إلى النهائي هو نجاح بغض النظر عن النتيجة، سنستمتع بأيامنا المقبلة حتى النهائي، ويجب أن أستعد جيدا لما هو قادم".
وتابع: "هناك قائد يدعى فلورنتينو بيريز، نجح في جمع هذا الجيل الممتاز من اللاعبين، ريال مدريد عائلة مدارة بشكل جيد من قبل رئيسه، كما أن خوسيلو قدم الكثير للفريق، إنه انعكاس مثالي لما هو عليه هذا الفريق، وقدم الكثير دون فقدان الثقة والحماس، مثل الكثير من زملائه".
واستطرد: "لم يكن موسما سهلا، تحدثنا كثيرا عن إصابات كورتوا وميليتاو وألابا، لكننا أيضا فقدنا فينيسيوس وبيلينجهام وتشواميني لفترات طويلة، وقد استفاد الفريق من مشاكل الإصابات لإظهار القيمة الكبيرة له، لم نشكو وتغلبنا على الصعوبات".
وعن هدف بايرن الذي ألغي في الدقائق الأخيرة، علق: "الحكم المساعد رفع الراية، والحكم أطلق الصافرة، وهم يشتكون من إلغاء هذا الهدف، ونحن أيضا نشكو من إلغاء هدف لنا، حيث ألقى كيميتش نفسه على ناتشو، وكان يجب احتساب الهدف".
وواصل: "مرة أخرى قد حددت الفارق ونحن سعداء باللعب بدعم الجماهير، كانت لحظات لا تنسى وساحرة". وبسؤاله عما إذا كان يرى فينيسيوس أفضل لاعب في العالم، أجاب: "ما فعله في نصف النهائي، كان شيئا لا نراه كثيرا، وليس متاحا لكثير من اللاعبين".
خوسيلو: ما فعلته
لم يكن في أحلامي
بدوره، أبدى خوسيلو ماتو مهاجم ريال مدريد، سعادته الغامرة بما فعله في الانتصار (2-1) أمام بايرن ميونيخ على ملعب سانتياجو برنابيو، حيث كان "العملاق البافاري" متقدما في النتيجة بهدف ألفونسو ديفيز حتى الدقيقة 88، قبل أن يقلب خوسيلو الطاولة لصالح ريال مدريد بهدفين في 3 دقائق.
وقال خوسيلو خلال تصريحات نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية: "الإنسان يحلم دائما بأن يكون في اللحظة المناسبة، الهدف الأول جاء بسبب التأهب والتواجد في اللعبة، كانوا متعبين وهذه الدقائق أثرت عليهم".
وأضاف: "في أحلامي لم يكن الأمر بهذا الجمال، دائما قلت، جئت للمساعدة والمساهمة، كارلو أنشيلوتي كان يعرف ما يمكنني أن أساهم به، وفي النهاية أنا سعيد بما قدمته، سعيد في الفوز بالليغا وبالوصول إلى نهائي دوري الأبطال".
وتابع: "أعتبر نفسي واحدا من الأبطال، وقدم الفريق بأكمله موسما رائعا، وكان من المتوقع أن تكون المباراة صعبة للغاية، الوصول إلى هنا بعد ما تعرضنا له في بداية الموسم أمر صعب للغاية، لكنني سعيد بما قدمته اليوم، أحاول الاستفادة قدر المستطاع من لحظاتي".
وأوضح: "كنا نعلم أنه مع النتيجة 1-1 هناك فرص، الجمهور كان يدفعنا، وهذه هي العقلية في ريال مدريد، ويجب علينا أيضا الفوز في هذه المباريات بالقلب، وريال مدريد لديه الكثير من ذلك". وعن مستقبله، أجاب: "أنا مركز حاليا على ما حدث اليوم وأن هناك نهائيا بعد ثلاثة أسابيع، سيتم النظر في المستقبل لاحقا. أريد أن أكون بقمة جاهزيتي لبقية الموسم".
بيلينجهام: مباراة تلخص موسمنا
ويرى الإنجليزي جود بيلينجهام نجم ريال مدريد، أنه من الجنون مواجهة فريقه السابق بوروسيا دورتموند، في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
وساهم بيلينجهام - الذي انتقل إلى ريال مدريد قادما من دورتموند الصيف الماضي، في صعود فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث قال بيلينجهام خلال تصريحات نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية: "إنه حلم حقيقي، قال أحد اللاعبين لي: إذا قلت لك هذا في فترة الإعداد، هل كنت ستصدق؟ ربما لا".
وأضاف: "لنكون عادلين، عندما تكون طفلا، دائما ما فكرت في اللعب بناد وعندما تصل هنا لا تصدق ذلك. أنا متحمس قليلا، ومذهول قليلا".
وأوضح: "ما حدث يلخص موسمنا. لدينا جودة وموهبة بكثرة، ولكن في بعض هذه المباريات التي يبدو فيها أننا سنودع البطولة، لدينا لاعبون يأتون من الاحتياط ويمكنهم القيام بعمل كبير نحقق الفوز في المباراة"، في إشارة إلى نزول خوسيلو من دكة البدلاء وإحراز هدفي فوز ريال مدريد.
وعن مواجهة بروسيا دورتموند في النهائي، أكمل: "إنه جنون ولا أصدق ما حدث بهذه الطريقة، سأخوض النهائي الأول لي في إنجلترا على ملعب ويمبلي، وضد دورتموند الذي يستحق مكانه في النهائي، سيكون من الجميل رؤية بعض الأصدقاء القدامى، أعتقد أنني سأغلق الهاتف وسأترك الرسائل حتى الغد".
واختتم: "زيدان هو مصدر إلهامي وأود أن أفعل ما فعله في نهائي دوري الأبطال مع ريال مدريد، أنا سعيد للغاية، عائلتي كانت هنا اليوم وهذا يجعل الأمر أكثر متعة، سيكون من المثير لعب نهائي دوري الأبطال مع ريال مدريد".
توخيل يبرر قراراته الغريبة
ودافع توماس توخيل مدرب بايرن ميونيخ عن تغيير الثنائي هاري كين وجمال موسيالا، بينما كان فريقه متقدما في النتيجة بهدف نظيف أمام ريال مدريد، قبل أن يقلب النادي الملكي الطاولة وينتصر (2-1)، ويبلغ المباراة النهائية.
وأرجعت الجماهير والنقاد سبب خسارة بايرن المثيرة إلى قرار توخيل، الذي تسبب في أن ينهي بايرن ميونيخ الموسم دون أن يحقق أي لقب، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2012.
وقال توخيل، الذي سيرحل عن تدريب الفريق بعد آخر مباراتين بالدوري الألماني (بوندسليجا)، إنه لم يكن لديه خيار سوى تبديل الثنائي بسبب مشاكل بدنية، كما أن اللاعبين أشارا إلى رغبتهما في الخروج.
وقال توخيل للصحفيين عقب الفشل في التأهل للمباراة النهائية: "بدأنا المباراة بأربعة مهاجمين، واضطروا كلهم للخروج من المباراة".
وتكررت إصابة سيرج غنابري في أربطة الركبة خلال الشوط الأول، وعلى الأرجح سيغيب اللاعب عن المنتخب الألماني في بطولة أمم أوروبا التي تقام في ألمانيا خلال شهري حزيران "يونيو" وتموز "يوليو" المقبلين.
وتمكن ليروي ساني، الذي كان يعاني من مشكلة في الفخذ على مدار أسابيع، من لعب 76 دقيقة ولكنه لم يتمكن من الاستمرار، وهو نفس الأمر مع موسيالا، الذي عاد لتوه من الإصابة، كما أصيب هاري كين.
وأعرب المدير الفني الألماني عن أسفه بسبب الموسم المليء بالإصابات، وقال: "كنا نتعامل فقط مع الإصابات، دون أن تتاح لنا فرصة استباقية".
لكن تصريحات توخيل لم توقف الانتقادات، حيث قال أوين هارجريفز لاعب بايرن السابق لشبكة "تي.إن.تي سبورتس"، إنه كان يجب الإبقاء على نجوم بايرن حتى وهم يعانون، وقال عن هاري كين: "لا يمكنك أن تخرجه".
وسجل هاري كين 44 هدفا هذا الموسم ورغم ذلك، فقد أنهى موسمه الأول مع بايرن دون التتويج بلقب، علما بأنه لم يتوج بلقب كبير في مسيرته من قبل.
وتعاطف توخيل مع قائد الفريق مانويل نوير بعد خطئه الفادح في هدف ريال مدريد الأول، وقال: "نوير يمسك بالكرة عشرة آلاف مرة من أصل عشرة آلاف تسديدة، كانت هذه هي التسديدة 10001".
نوير: أعجز عن الكلام
من جانبه، أكد مانويل نوير حارس مرمى وقائد بايرن ميونيخ، أنه عاجز عن الكلام، بعد توديع دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد.
وكان بايرن ميونخ متقدما في النتيجة على ملعب سانتياجو برنابيو بهدف ألفونسو ديفيز حتى الدقيقة 88، قبل أن يقلب البديل خوسيلو الطاولة لصالح ريال مدريد بهدفين في 3 دقائق (88-90+1).
وارتكب نوير خطأ فادحا في الهدف الأول للملكي، بعدما فشل في السيطرة على تسديدة فينيسيوس جونيور لتسقط من يده بغرابة، أمام خوسيلو الذي وضع الكرة في الشباك، علما بأن الحارس المخضرم قدم مباراة جيدة تصدى فيها للعديد من الكرات الصعبة.
وقال نوير في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا): "أي شخص لعب كرة القدم يعلم ما أشعر به في الوقت الحالي، لقد تم إقصاؤنا في المنعطف الأخير من اللقاء، كنا متفوقين بهدف حتى الدقيقة 88، هذا أمر مرير للغاية".
واختتم حارس الفريق البافاري تصريحاته قائلا: "كنا قد خطونا خطوة نحو لندن وقريبين من النهائي، أنا عاجز عن الكلام حاليا".
الصحف الألمانية
تهاجم الحكم سيمون
شنت الصحف الألمانية، هجوما حادا على البولندي سيمون مارتشينياك حكم مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونيخ، بعدما شهدت المباراة حالة جدلية في الدقيقة 104، حيث سجل ماتياس دي ليخت مدافع بايرن ميونيخ هدفا لم يتم احتسابه بداعي التسلل، حيث أطلق الحكم البولندي صافرته قبل أن يسدد اللاعب الهولندي الكرة.
وعلقت صحيفة "سبورت بيلد": "في لحظة تسديد دي ليخت، أطلق الحكم صافرته، ليحرم بايرن ميونخ من فرصة التعادل. يا لها من فضيحة"، بينما عنونت صحيفة "Der Spiegel": "كابوس لا ينبغي الاستيقاظ منه".
وأضافت: "لقد كان الحكم البولندي مثيرا للجدل، كما أن مانويل نوير ارتكب خطأ غريبا في التصدي لتسديدة فينيسيوس". وشنت الصحيفة هجوما حادا على كيميتش الذي لم يظهر بالمستوى المطلوب أمام انطلاقات البرازيلي فينيسيوس جونيور. (وكالات)
