محمود سلطان: الأغنية التراثية مرآة تعكس حياة الأجداد

المطرب محمود سلطان- (من المصدر)
المطرب محمود سلطان- (من المصدر)

أحمد الشوابكة

عمان- لا يرى الفنان الأردني محمود سلطان اهتماما حقيقيا بالفنان الأردني من قبل الجهات المختصة والمسؤولة عن الحركة الفنية في الأردن، وبخاصة في ظل عدم وجود إستراتيجيات بعيدة المدى لرفع سوية الأغنية الأردنية على وجه الخصوص، مسجلا عتبه على ضعف نسب حضور الأغنية الأردنية في العرض التلفزيوني والإذاعي، على خلاف المحطات الفضائية العربية المتلفزة والإذاعية التي تعطي اهتماما واسعا لفنانيها في عرض وبشكل دوري ومستمر، داعيا لمعالجة هذه المشكلة التي تقف حائلاً بوجه الفنان الأردني وعدم انتشار إنتاجاته الفنية. وفق حديثه لـ "الغد".اضافة اعلان
ويضيف سلطان: للتعرف على الأغنية الأردنية بـكافة ألوانها الغنائية، لابد من الاهتمام بها ونشرها وترويجها عبر القنوات المتلفزة، وهذا يساهم في خلق جو تنافسي بين الفنانين لتقديم أغان ذات قيمة ومعنى؛ إضافة لضرورة إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالمنوعات الغنائية، لخلق جو فني تستعيد الأغنية الأردنية حقها في الانتشار الأوسع.
كما يؤكد أن المطرب يبحث عن قوت يومه من الحفلات والأعراس والسهرات الخاصة، ويوفر بعض المال لإنتاج أعماله وترويج اسمه، ما يستدعي ذلك إلى ضرورة التشاركية بين نقابة الفنانين وكافة الجهات المعنية بالحركة الثقافية على وجه العموم والفنية على وجه الخصوص لمعالجة المشاكل التي يعانيها الفنان الأردني، وتعزيز مكانته، إلى جانب تطوير وإصلاح منظومة الفن برمته.
ورأى سلطان الحاصل على جائزة المركز الأول في مهرجان الأغنية الأردنية 2020 ، وقدم فيها أغنية "تاريخك كتاب"، أهمية أن تعطى صلاحيات لنقابة الفنانين من أجل الحصول على نسبة من مدخول كل فنان غير الأردني من حفلات عامة أو خاصة داخل المملكة، بحيث يخصص هذا الاقتطاع من الفنانين غير الأردنيين، لتحسين صندوق النقابة المالي، كي تستطيع النقابة تقديم المساعدة للفنانين الذين اعتزلوا الفن بفعل الزمن أو المرض أو للتقاعد.
ويقول: "عندنا مستوى عال وأصوات جميلة ورائعة، ولكن الإمكانيات عندنا محدودة وللأسف، فالإعلام المحلي على جميع أنواعه يهتم بالفنانين من خارج البلاد، ولا يركز الأضواء كما يجب على فنانينا المحليين وأخبارهم. والمستوى المحلي يضاهي المستوى في العالم العربي"، مكتفيا بالقول: "ستظل الأردن دائما ولادة وفيها أصوات رائعة".
ويؤكد أن طرح أغنية واحدة كل فترة هو الأسلوب الأفضل في هذه الفترة، أفضل بكثير من طرح ألبوم غنائي كامل، ولا مبرر له، خصوصا بعد الاستخدامات الجديدة للشبكة العنكبوتية، التي باتت تتكفل اليوم بهدر مجهود الفنان وعمل شركات الإنتاج الفني، من خلال طرح هذه الأعمال على مختلف المواقع والمنتديات الإلكترونية المختصة، رغم أن شبكات التواصل الاجتماعي تساعد على انتشار الفنان وإيصال أعماله للجمهور بشكل أسرع، لكن بالمقابل تعمد إلى تجريده من العائدات المادية المتوقعة من هذه الأعمال، لهذا السبب يمكن اعتبار الأغنية المفردة حلا أفضل في هذه الفترة، سواء من ناحية الكلفة الإنتاجية أو من ناحية التركيز وضمان تقديم منتج غنائي عالي المستوى من ناحية الكلمات والألحان والتوزيع الموسيقي، وصولا إلى التسويق والترويج الإعلامي.
ويعتبر سلطان أن الفيديو كليب من أهم العناصر والوسائل التي تساعد على انتشار المطرب، لكونه يرسخ الأغنية في ذهن المشاهد، مما يكسب الفنان الشهرة، وخصوصا في ظل السوشال ميديا "اليوتيوب" والانتشار الواسع للمحطات الفضائية، وجاء حصوله على جائزة مهرجان الأغنية مخالفاً لمراده، بغية اكتسابه الجانب المعنوي أكثر من المادي لاستكمال مسيرته الغنائية التي بدأها منذ ما يزيد على ثلاثة عقود وفق قوله، فالفنان يحتاج إلى منصة حقيقية تسهم في إبراز مكنونه الإبداعي والمواظبة على الاستمرارية في تقديم المنتج الغنائي، مضيفا أن الجائزة التي حصل عليها في المهرجان نقطة إيجابية في سجله الفني، وهي حالة آنية لا أكثر، فكان المرتجى الاستمرارية في إيجاد مشاريع توفرها الجهات المختصة في الحالة الفنية، وبخاصة في ظل تداعيات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على المشهد العام.
ويمتلك محمود سلطان صوتا جميلا وعذبا، ولديه طبقات صوت عالية، ويغني جميع الألوان والأنماط الغنائية، ويركز على اللون الطربي الكلاسيكي الأصيل والمواويل ويغني بعدة لهجات عربية، وشارك في عدة مهرجانات وحفلات وأمسيات فنية محلية، منها: "مهرجان صيف عمان، مهرجان جرش، مهرجان الفحيص، مهرجان الأردن، ومهرجان الأغنية الأردنية"، إضافة إلى احياء حفلات خاصة وعامة في عدة دول منها: "مصر، المغرب، الإمارات، الكويت، لبنان، وكندا"، ما أكسبه شهرة. وعن مشاريعه المستقبلية، أكد أن هناك عدة أغان جديدة على الطريق، ومن هذه الأغاني الحديدة أغنية سترى النور قربيا وستكون مفاجأة للجمهور، مبيناً بأنه يحضر حالياً عملا غنائيا للأعراس والمناسبات، وسيتم تصوير فيديو كليب، والعمل من كلمات وتوزيع الفنان خالد العلي، وألحان فلكلور، مشيرا إلى أهمية الأغنية التراثية والفلكلورية كونها مرآة تعكس حياة الأجداد الروحية وتداولتها الأجيال وتوارثتها جيلاً عن جيل، فالفلكلور يشكل أحد دعائم الثقافة الوطنية، ونحن معنيون بالحفاظ عليه، حيث تعتبر الأغنية الشعبية أحد عناصر التراث الأردني من خلال معرفة محتوى أساليب الحياة والعادات والتقاليد والأدوات التي استخدمها الناس للتغلب على ظروف الحياة وتوفير احتياجاتهم اليومية، وفي الحصاد والأعراس وكافة المناسبات الوطنية والدينية.
وأشار سلطان في حديثه لـ "الغد" إلى أهمية الأغنية الوطنية ودورها في إشعال حب الوطن داخل كل فرد، مؤكدا أن الأغنية الوطنية تأخذ المستمع وتحمسه وتذكره إنه يعيش على أجمل أرض في الدنيا، ولها تأثير مباشر وحاضر في أذهان الجمهور، كما تعمق الولاء والانتماء للوطن وقيادته.
ويذكر أن محمود سلطان، بدأ مشواره الفني في سن مبكرة في العام (1991)، وقدم من خلال مسيرته على مدى أكثر من ثلاثة عقود، مجموعة أغان عاطفية وتراثية ووطنية، وشارك أيضاً بأكثر من أوبريت وطني وعربي، توجها بفوزه بجائزة المركز الأول في (مهرجان الأغنية والموسيقى الأردني 2020 ).
وتعاون الفنان الأردني محمود سلطان مع نخبة من شعراء وملحنين محليين ومن دول عربية بتقديم أغنيات بعدة لهجات عربية وصورت بطريقة فيديو كليب منها: "وينك أنت، قلبي ما بيكذب، يا ريت الحب، حنّوا علي العدا، عشمتني بالحلق، الله على حبك، أغيب، كذاب كبير، سبع وثماني، هلا والله ، ليلة عمري، بكفي عاد، أول كلمة ست الكل، وخلي عندك شخصية".
كما غنّى سلطان مجموعة من الأغاني الوطنية بالتعاون مع شعراء وملحنين أردنيين، وتم عمل فيديو كليب: "تاريخك كتاب، الأردن أولاً، أحلف والشاهد ربي، أردنا فداك العين، يا رسام، هبّوا الشباب، أردنية احنا وبس، أبيش بحلاها، والبترا".