نتنياهو في باريس: المناخ يبدو أكثر راحة فقط

يديعوت أحرونوت

افيعاد كلاينبرغ  2/12/2015

يبدو أن نتنياهو راض في مؤتمر المناخ في باريس. أولا لانه ابقى وزير شؤون البيئة، آفي غباي، في الوطن. فغباي مهتم جدا بالمناخ ولديه ايضا آراء خاصة به في صفقة الغاز. وبالتالي فهو زائد في باريس (وربما في الحكومة ايضا). ثانيا، هو راض لان لديه احساسا (مبررا) بأن إسرائيل وقضاياها الداخلية (الانتفاضة الثالثة مثلا) لا توجد في هذه اللحظة على رأس اهتمام الأسرة العالمية.اضافة اعلان
 من ناحية نتنياهو هذا جيد. فانتباه العالم بشكل عام اشكالي إذ ان العالم لا يتفق وفكر الوزير اوري ارئيل حول مملكة إسرائيل الثالثة، الهيكل واعضاء التكاثر للقطط من جنس ذكري حسب الفقه. فمعظم العالم يصعب عليه أن يفهم سياسة الحكومة التي يترأسها نتنياهو، ويعتقد أن الرفض السياسي الذي تبنته باسم حلم "اسرائيل الكبرى" لا يخدم قضاياه (ولا قضايانا ايضا). ولكن في هذه اللحظة، كما اسلفنا، فان "الاحتلال" يمكنه أن ينتظر.
زعماء الغرب مشغولو البال بأزمات أكثر الحاحا: الارهاب، الهجرة، التوتر بين تركيا وروسيا. في الظروف الناشئة إسرائيل هي لاعب مهم في لعبة الشطرنج العالمية، وزعماء العالم يريدون استخدامها. جيد جدا. "الكاريكاتير الذي يصفنا كمنبوذين لا يعكس مكانة إسرائيل الحقيقية"، أعلن رئيس الوزراء. نتنياهو غير المنبوذ يسير إذن في الاروقة ويلتقي الناس. يتحدث مع اوباما وكيري ويوبخهما على التحريض في السلطة. يتحدث مع موغريني من الاتحاد الأوروبي ويوبخها على وسم بضائع المستوطنات. واحيانا يصافح الناس.
 صافح ابو مازن مثلا، وسارع الى الإعلان بان هذه بادرة طيبة فارغة ("يوجد بروتوكول دبلوماسي وانا اتصرف كما هو دارج"). مصافحات اخرى حققها نالت وزنا اثقل: "زعماء عرب توجهوا الي أمام ناظر كل العالم وصافحوني... وانا لا اتحدث فقط عن اولئك الذين لنا علاقات معهم؛ آخرين ايضا. احدهم اعرب عن تقديره لخطابي في الامم المتحدة". لهذه الدرجة. ومع أن هؤلاء الزعماء خرجوا ظاهرا من الخزانة الدبلوماسية وصافحوه أمام أنظار "كل العالم"، امتنع نتنياهو بسرية عن ذكر اسمائهم. الجنتلمان يبقى جنتلمان.
ولكن الثناء على الخطاب في الأمم المتحدة كان ينبغي أن يذكر نتنياهو ببضع حقائق غير مريحة. حملته ضد الاتفاق مع إيران كان مليئا بلحظات دراماتيكية ومثيرة حتى أكثر من اللقاءات في الاروقة الباريسية. رئيس الوزراء خطب في الأمم المتحدة (ذات مرة اظهر صورة قنبلة، ومرة اخرى صمت صمتا بالغ المعنى) وفي الكونغرس الأميركي. حيث ذكر هامان الشرير وهتلر ونال تصفيقا من الحاضرين. ايلي فيزل وسارة نتنياهو تأثرا جدا. الموضوع هو أنه عندما ينتهي الضجيج والدراما، وعندما يتبدد الدخان البياني، خرج زعماء الغرب وإيران وفي يدهم اتفاق موقع.
ان خريطة المصالح العالمية حساسة للحراك الموسمي، ولكن المناخ لا يتغير: ثمة فجوة غير قابلة للجسر بين فكرة "إسرائيل الكبرى" لنتنياهو واريئيل وبين الفكرة الجيوسياسية لكل اللاعبين الكبار في العالم. وخلافا للادعاءات المتكررة من نتنياهو وصحبه، فان العالم لا يتآمر لابادتنا. وهو يعتق بان علينا أن ننهي مغامرتنا الامبريالية ليس كي تحل بنا النهاية بل كي يكون ممكنا اعادة تصميم خريطة المصالح في الشرق الاوسط.
  كي يكون بوسع إسرائيل أن تكون جزءا من منظومة التحالفات الغربية في المنطقة، فانها ملزمة بان تحل النزاع مع الفلسطينيين. هذه هي بطاقة الدخول. هذا المعطى لم يتغير. وهذا ليس متعلقا بمحبة الفلسطينيين (في الغرب لا يحبونهم) او كراهية اسرائيل (في الغرب لا يكرهوننا) هذا مرتبط بالمصالح. وحاليا يمكن التعاون معنا.