ندوة في "الرابطة" تقرأ فلسفة الثورة لدى جمال عبد الناصر

عزيزة علي

عمان- استعرض المحامي فايز شخاترة أول من أمس في مقر رابطة الكتاب الأردنيين كتاب "فلسفة الثورة" للزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، ضمن حوارية الثلاثاء الثقافي الذي تنظمه رابطة الكتاب والجمعية الفلسفية والمنتدى العربي، المحاور التي وردت في الكتاب ودور مصر في العالم العربي.اضافة اعلان
ووصف عبد الناصر في مقدمته للكتاب انه "ليست محاولة لتأليف كتاب ولا هي محاولة لشرح أهداف ثورة 23 يوليو وحوادثها.. إنما هي شيء آخر تماما..إنها أشبه ما تكون بدورية استكشاف، إنها محاولة لاستكشاف نفوسنا لكي نعرف من نحن وما دورنا في تاريخ مصر المتصل الحلقات ومحاولة لاستكشاف الظروف المحيطة بنا في الماضي والحاضر".
وقال شخاترة إنَّ عبد الناصر انتبه منذ وقت مبكر إلى دور مصر العربي والإقليمي والدولي، لذلك عمل أثناء فترة حكمه لمصر ضمن ثلاث دوائر: عربية وافريقية ودولية، مع التركيز على الدائرة العربية، باعتبار مصر جزءا أصيلا منها.
في الكتاب يتوقف عبد الناصر كثيرا امام كلمة "فلسفة" فهو يرى انها كلمة ضخمة وكبيرة ويحسن وهو يقف حيالها. ورأى شخاترة أن عبد الناصر كان يحمل مشروعا قوميا تحرريا، مشيرا إلى ان الكتاب يعرض الاسباب العارضة للثورة، ونتاج الحرب العربية الصهيونية في فلسطين في العام 1948، والأسلحة الفاسدة في تلك الحرب التي راح ضحيتها العديد من الجنود والضباط وانتخابات نادي الضباط في تشرين الثاني (نوفمبر) في العام 1951، وفاز فيها الضباط الأحرار وألغى الملك فاروق تلك الانتخابات.
وينفي الكتاب أن ثورة 23 يوليو قامت بسبب النتائج التي أسفرت عنها حرب فلسطين، والأسلحة الفاسدة التي راح ضحيتها جنود وضباط وأزمة انتخابات نادى ضباط الجيش. وقال "إنَّ ثورة 23 يوليو كانت تحقيق لأمل كبير راود شعب مصر، منذ بدأ العصر الحديث يفكر أن يكون حكمه في أيدي أبنائه، وفي أن تكون له نفس الكلمة العليا. في مصيره وإذ كان الأمر كذلك، ولم يكن الذي حدث يوم 23 يوليو تمرداً عسكريا".
وبيَّنَ شخاترة أنَّ عبد الناصر كان يرى في إعلان دستور 1923، تفتيت وحدة الشعب التي تجلت في ثورة 1919، بانقسام الشعب وشغاله عن تحقيق ما فيه القومية والوطنية بالتحرر والاستقلال، ما جعل الملك فؤاد ينقلب على الدستور في العام 1930، ويعود إلى حكم الفرد المطلق.
د. هشام غصيب، أكَّدَ في مداخلة له على أن الرئيس المصري الراحل كان استقلاليا وقوميا واشتراكيا وتنمويا، من خلال مواقفه وإنجازاته. فيما ورأى د.موفق محادين أن كل المشاريع القومية في الوطن العربي لم تكن لتتحقق لولا تجربة الرئيس عبدالناصر الذي أدرك بوعيه المبكر أهمية مصر ودورها الجيوسياسي في المنطقة والعالم، مشيرا إلى طبيعة العلاقة التي ربطت عبدالناصر بالشرق والغرب.

[email protected]