وعود الحكومة

هل يمكن بعد شهرين من الإعلان عن الخطة التنفيذية للحكومة ملاحظة توجهات وإنجازات جديدة، أم أن المسألة هي تسيير أعمال ومؤسسات لا يختلف بخطة أو من دون خطة؟ ما التغييرات والتعديلات التي أحدثتها الخطة في مسار العمل الحكومي؟ ماذا فعلت أو بدأت بفعله الحكومة في تنفيذ الخطة؟ وما ذا سيكون الفرق لو لم تكن لدينا خطة تنفيذية؟

اضافة اعلان

ثمة إجابة بأن الحكومة بالفعل تطبق الخطة التنفيذية، وهي إجابة صحيحة بالطبع، لأن أفكار ومنجزات الخطة التنفيذية للحكومة تؤشر بوضوح وقناعة أنه لن يكون لدينا سوى العمل اليومي والروتيني، بل إن معظم ما ورد في خطة الحكومة مما لا يصلح تسميته خطة، ولكنها أعمال وقرارات يومية، هذه مثلا وعود الخطة في إصلاح القطاع العام: مذكرات تفاهم بين وزارة تطوير القطاع العام وعدد من الوزارات والدوائر الحكومية الأخرى، وإنشاء مكاتب للشكاوى وخدمة الجمهور، وتطوير الهياكل التنظيمية لعدد من الوزارات، وحوسبة عدد من الدوائر والخدمات، ومشروع قانون معدل لقانون المعاملات الالكترونية، ومشروع قانون معدل لقانون الاتصالات، ومشروع قانون جرائم الحاسوب، ومشروع نظام اعتماد وترخيص جهات التوثيق الالكتروني، وإصدار نظام التوثيق الالكتروني الحكومي، والتخطيط لاية مشاريع مستقبلية، والبدء بقياس رضا المواطنين.

وفي تطوير الموارد البشرية الحكومية: وضع تصور مستقبلي للإطار التنظيمي الخاص بإدارة الموارد البشرية في القطاع العام، وتقييم القدرات المؤسسية والإدارية، ووضع خطة تطويرية لـ 10 % من وحدات إدارة وتنمية الموارد البشرية في الدوائر، وإنجاز مرحلة تحليل الإجراءات المستقبلية لنظام إدارة الموارد البشرية واستكمال دراسة خصائص الوزارات والدوائر، واستخدام منهجية التخطيط الوظيفي في عملية جداول التشكيلات، وتعديل نظام تطوير القطاع العام وادارة متابعة الاداء الحكومي بإعداد مسودة نظام لإدارة متابعة الأداء الحكومي، وإعداد مشروع معدل لقانون ديوان المحاسبة، وتحويل مخرجات الأجهزة الرقابية إلى مدخلات لبرنامج تطوير القطاع العام وبالعكس.

وهكذا فإنها وعود ومقولات، بلا جمرك كما يقال، وأستطيع أنا شخصيا أن أعد بها، وأدافع بعد شهور عن الإنجازات التي حققتها في إصلاح القطاع العام، وربما سيجد القراء أنني قدمت مشروعات وأفكارا للقطاع العام وتطويره أكثر من وزارة تطوير القطاع العام، وأما التنمية السياسية فمن المؤكد، ولا أحتاج للجدل، بأنها أفكار ومقولات وإسهامات يمكن لأي مدرسة ثانوية تحقيقها بفاعلية وكفاءة.

أكاد أغامر بالقول إن ثمة اعتقادا سائدا في مستويات مختلفة في الإدارة بعضها متقدم بأن الأفكار تصبح جميلة ومهمة بمجرد إدراجها في البَوَر بوينت!

[email protected]