10 آلاف حفرة امتصاصية في منطقة الخالدية تهدد مصادر المياه الجوفية

إحسان التميمي

المفرق - يرى سكان قضاء الخالدية بمحافظة المفرق، أن وجود أكثر من ثلاثين ألف متر من مياه المجاري في أكثر من عشرة آلاف حفرة امتصاصية، تهدد مصادر المياه الجوفية وتتسبب في تلوث البيئة.
ويؤكد سكان انهم يتكبدون تكاليف مالية وأعباء كبيرة جراء نضح الحفر شهريا، وخاصة أن معظمهم من ذوي الدخول المتدنية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يدق فيه رئيس بلدية الخالدية عايد عوض بني خالد، ناقوس الخطر بتأكيده لجوء بعض السكان إلى استخدام المياه العادمة في عملية الري بسبب عدم مقدرتهم على دفع أجرة نضحها، ومعظمها تحتاج إلى النضح مرة كل 3 أسابيع.
وأكد الخالدي، أن محاولات البلدية المتواصلة لضمان شمول المنطقة بخدمات الصرف الصحي للحفاظ على البيئة لم تأت بنتيجة حتى الآن، مطالبا وزارات المياه والري والبيئة والتخطيط، باعتبار قضاء الخالدية المنطقة الأكثر حاجة في المملكة لشمولها بالصرف الصحي سواء من مخصصات وزارة المياه والري أو من خلال المشاريع الممولة من خلال المنحة الخليجية.
ويستغرب صمت الجهات المعنية عن ما اعتبره "كارثة" قد تذهب في مصادر المياه الجوفية او تلوثها، خاصة وان جميع الدراسات تشير الى احتواء مياه الصرف الصحي "الحفر الامتصاصية"، على جرثومة الايكولاي والتي قد تشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان ليس في القضاء بل في المملكة كاملة.
وقال، إن الكثيرين يدفعون ثلث رواتبهم الى عملية النضح، ومنهم أسر لا يتجاوز دخلها 250 دينارا، ولديها من الابناء سبعة.
وطالب سكان بسرعة شمول القضاء بخدمة الصرف الصحي قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح من الصعب حلها "كباقي المشاكل".
 وقال المواطن راكان الخالدي إن انتشار الحفر الامتصاصية تشكل خطورة على المياه الجوفية، إضافة إلى تسببها بانتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض، مطالبا وزارة المياه والري بالعمل على انشاء شبكة للصرف الصحي في المنطقة، سيما مع الارتفاع المستمر في أجرة نضحها إلى الحد الذي يفوق قدرة العديد من الأسر.
وقال المهندس محمد الدغمي، إن انتشار الحفر الامتصاصية يشكل خطرا مباشرا على المياه الجوفية نتيجة امكانية تسرب المياه العادمة اليها، مبينا ان منطقة الخالدية يوجد فيها العديد من الآبار الارتوازية، بالاضافة الى المياه الجوفية التي باتت معرضة الى الخطر جراء تدفق مياه عادمة إليها من خلال الحفر الامتصاصية.
وأضاف أن توصيل الشبكة سيسهم في تحسين الوضع البيئي، بالاضافة الى العمل على حماية المياه الجوفية، خاصة أن العديد من المواطنين يلجأون إلى ترك المياه العادمة تتدفق باتجاه الاودية لعدم مقدرتهم على دفع تكاليف نضحها.
وقال المواطن ممدوح عوض الى ان انتشار الحفر الامتصاصية وبشكل عشوائي جعل من منطقة الخالدية من المناطق الأكثر عرضة للخطر البيئي وتهديدا الى المياه الجوفية داعيا الجهات المعنية إلى الإسراع في تنفيذ مشروع الصرف الصحي كونه أولوية لسكان المنطقة.
وكان بني خالد قد اشار في وقت سابق أن المياه العادمة تسببت بتلويث وادي الضليل الذي يزود مائيا من خلال وادي العاقب ووادي الزعتري والركبان، مبينا أن المياه الملوثة التي تطرح من قبل الصهاريج بدأت في التأثير على مياه سد الملك طلال لأن الأودية الثلاثة تعتبر من روافد السد، مطالبا بسرعة العمل على إنشاء محطات تنقية، بالإضافة الى ربط المنطقتين بخدمة الصرف الصحي. وبين أن المياه التي تطرح هي مياه صرف صحي ومياه مصانع ملوثة كيماويا.
مشيرا الى ان عملية طرح المياه العادمة تعود الى افتقار المنطقة الى خدمات الصرف الصحي
من جهته، بين مدير سلطة مياه الزرقاء المهندس محمد أبو ميدان أن المياه العادمة التي تطرح في الأودية تلحق الضرر بالمياه الجوفية، مؤكدا قيام بعض أصحاب الصهاريج بتفريغ حمولة صهاريجهم في الأودية القريبة من منطقة الضليل والخالدية والحلابات.
وبين أن السلطة تستخدم ما يقارب 30 ألف متر مياه معالجة يوميا، من الآبار الجوفية الموجودة في المنطقة، لافتا الى أن وزارة المياه ستعمل على إقامة محطات تنقية بهدف تخفيف التلوث بتكلفة تفوق الخمسة ملايين دينار، قائلا "إن تكلفة ربط المناطق بخدمة الصرف الصحي تفوق 15 مليون دينار".

اضافة اعلان

[email protected]
ihssanaltamimi@