"اللافندر".. تجربة فريدة على قائمة الزراعات الحديثة بعجلون

الفتاة لينا الطيبة أثناء رعايتها لأزهار اللافندر بمزرعتها في عجلون-(الغد)
الفتاة لينا الطيبة أثناء رعايتها لأزهار اللافندر بمزرعتها في عجلون-(الغد)

عجلون- أسباب عديدة في محافظة عجلون، تتطلب التخلي عن الزراعات التقليدية وتوجيه الدعم وتوفير الإشراف والتدريب والمنح والقروض إلى الزراعات الحديثة الأكثر جدوى والأسهل تسويقا.

اضافة اعلان

 

  هذه الأسباب، تتلخص وفق خبراء ومتابعين للشأن الزراعي، بمحدودية المساحات الزراعية التي لا تشكل قيمة تجارية لزراعة الحبوب، وانتشار الزراعات التقليدية التي أصبحت غير مجدية، وتعاني ضعف التسويق وتراجع أسعارها، كالكرمة والزيتون، ومحدودية مصادر مياه الري، رغم توفر البيئات الملائمة للعديد من الزراعات الحديثة الأكثر جدوى.


وتشمل الزراعات الحديثة نباتات كالخزامى "اللافندر" لاستخراج الزيوت العطرية، وأشجار فاكهة استوائية كالمانجو والبابايا والقشطة والتي يباع المستورد منها بأسعار باهظة.


إحدى قصص النجاح ترويها الفتاة لينا الطيبة، وهي المشرفة على مزرعة متخصصة بنبات الخزامى أو اللافندر بمنطقة راجب، مؤكدة أن هذا المشروع الرائد في المنطقة بدأ بعد أن حظيت بقرض ميسر لإنشاء مشروعها الذي بدأت تحقق فيه نجاحات متتالية نظرا لأهمية هذه النبتة ودخول زيوتها في كثير من الصناعات، مشيرة إلى أن مزرعتها تحتوي على 45 نوعا من نبات اللافندر الذي ما تزال زراعته نادرة في المحافظة والمناطق الشفاغورية الملائمة لزراعته.


وتؤكد الطيبة أن المزرعة بتطور ونجاح متواصل، كما أن كميات الإنتاج لديها تباع بأسعار ممتازة، مشيرة إلى أن كثيرا من الأسواق الخارجية ترغب بالتعاقد معها للاستحواذ على كامل الإنتاج من هذه النبتة التي تحظى بفرص تسويقية عديدة لتزايد الطلب عليها محليا وعالميا.


وزادت أن كلف إنتاج هذه النبتة محدودة، فهي مناسبة لحوض البحر الأبيض المتوسط، وهي أشبه بالنباتات التي تلائمها البيئة الصحراوية، فلا تحتاج إلى كميات مياه كبيرة أو أسمدة ومبيدات، فهي بنفسها ذات تأثير طارد للحشرات.


ويقول المهندس الزراعي معاوية عنانبة إنه وبرغم طبيعة المحافظة وتنوع مناخها الذي يجعلها صالحة لمختلف أنواع الزراعات الحديثة وذات الجدوى الاقتصادية العالية، إلا أنها ما تزال محرومة من هذه الزراعات التي أثبت عدد محدود من المزارعين والاختصاصيين الزراعيين نجاحها في عدد من مناطق المحافظة، مؤكدا أن دعم وتعميم تجربة الزرعات الحديثة في المحافظة وغيرها من المناطق المناسبة بيئيا، سيكون لها آثار إيجابية على المزارعين والاقتصاد الوطني، لا سيما وأن كثيرا من الزراعات التقليدية باتت مكلفة وغير مجدية.


يقول المهندس الزراعي المشرف على إحدى المزارع المختصة بهذا النوع من الزراعات الحديثة في منطقة راجب زكي الياسين، إن مختلف أنواع الفاكهة الاستوائية الأصل والتي زرعت في المزرعة بمنطقة راجب الدافئة نجحت، وأصبحت منتجة على نحو ممتاز، لافتا إلى أن مزرعته، تضم أنواعا متعددة، كالمانجو والأفوكادو والبابايا والمورينجا والكيوي والقشطة، كما تم زراعة الكستناء والبندق في مناطق ذات طقس بارد في عبين وسامتا وصخرة، ونجحت هي الأخرى.


يذكر أنه توجد في المحافظة عدة قصص نجاح أخرى في الزراعات الحديثة وذات الجدوى، والتي تتابعها كوادر مديرية الزراعة في مناطق مختلفة بالمحافظة، كزراعة نبات التنين والفطر، والفراولة والتي تحتاج زرعتها إلى البيوت البلاستيكية.


المزارعان محمد الرشايدة وأحمد فريحات، أكدا استعدادهما للتحول إلى أنواع من الزراعات الحديثة في حال لقيا الدعم المادي والنصح والارشاد من الجهات المعنية، لا سيما وان طبيعة المحافظة التي تتميز بتنوع مناخي بين بارد ومعتدل ودافئ، قد تساعد بنجاح هذه الأنواع من الفاكهة الاستوائية التي ما تزال تستورد وتباع بأسعار باهظة.


يشار إلى أن المساحات الزراعية المستغلة في المحافظة، وفق ارقام مديرية الزراعة، أكثر من 100 ألف دونم، يوجد منها 82 ألف دونم مزروعة بالزيتون، و21 ألف دونم مزروعة بأنواع الزراعات التقليدية كالحمضيات والكرمة والفاكهة، فيما تبلغ مساحة الأراضي الحرجية 34 % من مساحة المحافظة البالغة 419 كلم 2.


من جهته، قال مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، إن هذه الأنواع من الزراعات الحديثة، كأنواع من الفاكهة الاستوائية باهظة الثمن تعد مجدية، وتدر دخولا تفوق أضعاف تلك الزراعات التقليدية التي يعتمد عليها مزارعو المحافظة كالزيتون والعنب واللوزيات، وأنواع دارجة من الفاكهة الصيفية كالتفاح والرمان والتين.


وأكد أن الدعم الرسمي حاليا يقتصر على تقديم القروض، والتأهيل وعقد الورش التدريبية، وضمان التوجيه والإرشاد والنصح من كوادر وزارة الزراعة حول طرق الرعاية المثلى لهذه الأنواع من الثمار.


وزاد الخالدي أن المديرية تعمل باستمرار على توجيه النصح والإرشاد للمزارعين، للتوجه الى هذه الأنواع من الزراعات التي تتلاءم وتنوع المناخ والبيئة في المحافظة، بين الباردة والمعتدلة والدافئة، كما أن المديرية وبمختلف أقسامها، تعمل على تدريب وتأهيل كوادرها لمعرفة أدق التفاصيل بمختلف أنواع الزراعات الحديثة والمشاريع الزراعية ذات الجدوى والفائدة للمزارعين.

 

اقرأ أيضا:

عجلون: غالبية الزراعات تقليدية.. والحديثة محدودة أو غائبة