الأمن الغذائي والطموح الأردني

الأمن الغذائي مشكلة أصبحت تقلق المجتمع الدولي، فالدول الفقيرة تعاني قلة المواد الغذائية بخاصة في الأماكن النائية بسبب النزاعات المسلحة يتعرض المدنيون إلى الحصار وبالتالي يواجهون خطر المجاعة، والكوارث الطبيعية كالجفاف وشح الأمطار. لذا عمدت العديد من المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى دق ناقوس الخطر بضرورة تأمين الطعام لمحتاجيه.

اضافة اعلان


إن الأمن الغذائي بات من القضايا المهمة التي تشغل أجندات حكومات دول العالم، عدا الأمن المائي والذي يعد نقص المياه فيه المسبب الرئيسي لنقص الغذاء، فالأمن الغذائي لا يتأتى إلا إذا أصبحت هناك رؤية واضحة وجلية في كيفية الحفاظ على مصادره، كالزراعة والثروة الحيوانية، فلم يظهر مصطلح الأمن الغذائي إلا بعد أن أصبحت دول كثيرة تعاني قلة المياة، مقابل دول تستأثر بمصادر المياه عنوة، وأخرى تمتلك مصادر المياه لكن لا تكفيها، فلجأت المجتمعات الدولية إلى التفكير بحلول للحد من النقص الحاصل في المياه، وأول ما يتبادر إلى الأذهان الاحتباس الحراري، فلن يكون هناك أمن غذائي من غير وضع حلول حاسمة وجادة في موضوع الاحتباس الحراري. والذي لم ينشأ بشكل طبيعي ولكن لأسباب غير طبيعية أوجدها الإنسان، وعلى رأس ذلك عوادم السيارات والأدخنة المنبعثة من المصانع، وتطويع الأسلحة المحرمة دوليا والمعدات الثقيلة في النزاعات والحروب، ولن يكون أمن غذائي أو حتى مائي من غير اتخاذ خطوات فاعلة وعملية للتقليل من الاحتباس الحراري والحد من مسبباته.


الأردن بدوره يدرك أهمية تبني حلول جذرية لظاهرة الاحتباس الحراري والقضايا المتعلقة بالأمن الغذائي، وإذ يتجه الأردن إلى تكثيف جهوده للعناية بالزراعة ووضع أجندة لحماية المياه المحلية أولها ترشيد الاستهلاك، والذي يعد من أهم الحلول الناجعة لمحاربة الاحتباس الحراري، إلا أنه ما تزال بعض التحديات التي تواجهه كنقص المياه والتصحر بسبب زحف العمران، وهو الآن بصدد إيجاد بدائل لذلك.


وإذ يتطلع الأردن إلى إنتاج المزيد من المحاصيل الزراعية وتأمين حاجته منها، كما وأنه يسعى ليحتل الصدارة في محيطه العربي والإقليمي في إنتاج المحاصيل الزراعية وتصديرها، تمتع الأردن وما يزال على مدى عقود طويلة بوفرة إنتاجه الزراعي وتميزه، والذي حاز على الاستحسان في العديد من الدول خاصة دول الخليج العربي الشقيق، لذا يحث الخطى ليكون سلة غذاء عربي واقليمي، لغناه بالكفاءات والخبرات المؤهلة في القطاع الزراعي وامتلاك أراض زراعية شاسعة ذات تربة خصبة فريدة من نوعها تصلح لزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية كزراعة خضار وفاكهة لا يتم زراعتها في محيطه العربي. فإستراتيجية الأردن واضحة العمل الدؤوب من أجل الأمن الغذائي للأجيال القادمة.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا