نريد إعلاما عالميا

ما حصل مع مالك موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، «تويتر» سابقًا، إيلون ماسك، عندما فكر للحظة بأن يكون موضوعيًا، فيما يخص العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وما يتعرض له ساكنوه من إبادة جماعية، يؤكد من جديد أهمية الكلمة والقلم، وأقصد هنا الإعلام، بمختلف أنواعه.

اضافة اعلان


فعندما فكر ماسك، أن يفسح المجال لأصحاب الضمير الحي، ليقولوا كلمة حق، بشأن ما يتعرض له المدنيون العُزل في غزة، أو يفندوا روايات الاحتلال التي لا تدخل عقلًا، أو يوثقوا لصور أو فيديوهات، تفضح الكيان الصهيوني، وما يرتكبه من قتل وتدمير في القطاع، أقل ما يُقال عنه إنه مُمنهج، فضلًا عن أنها تؤكد أن العالم، الذي يُطلق على نفسه بأنه مُتحضر، وصاحب قانون، يكيل بمكيالين، ودومًا لصالح الاحتلال، على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين.


عندما فكر بشيء من ذلك سالف الذكر، تعرض لهجمة شرسة واسعة، أبطالها هذه المرة الشركات العالمية الكبرى، من خلال إيقاف إعلاناتها على منصة «إكس»، وكالعادة لمصلحة الكيان الغاصب، في صورة توحي بأن هذه الشركات، ومن قبلها دولها، صاحبة أعرق الديمقراطيات، في صف، لا بل داعمة ومُساندة، لآلة البطش الإسرائيلي، في ما ترتكبه من مجازر بحق الفلسطينيين.


وبعيدًا عن عمليات الربح والخسارة؛ إذ خسرت شركات ماسك مئات الملايين من الأسهم، وبالتالي مثلها من الدولارات الأميركية، إلا أن الأمر يتعلق بقوة الإعلام، في إيصال الحقيقة، كاملة غير منقوصة، فالمعركة معركة وعي وصناعة رأي عام. وعلى الجانب الآخر تؤكد تلك «الفعلة»، قوة الإعلانات، واعتبارها «سلاحًا» يستخدمه ليس فقط أصحاب المال، وإنما تلجأ إليه الدول أيضًا، بُغية التأثير على وسائل الإعلام، التي لا تُغنّي على نفس «المنوال»، الذي تضعه هذه الدول.


ذلك يدفعنا نحن كعرب، وخصوصًا أصحاب رؤوس الأموال، للتفكير جديًا، وبكل واقعية، بضرورة التركيز على أن يكون لدينا إعلام عالمي، موجه إلى الدول الغربية بشكل عام، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، والدول الكبرى المؤثرة في صناعة القرار العالمي.


لا يوجد مانع واحد، أو مُعيق ما، يمنعنا كعرب، من إنشاء أكثر من وسيلة إعلامية حديثة، تواكب التطور العالمي بشأن الإعلام، على اختلاف تخصصاته، وعلى رأسها الإعلام الرقمي، لما له من قوة في تغيير نظرة الغرب تجاه القضية الفلسطينية، من أجل إنصافها وأهلها فقط.. فأولئك «يُجيشون»، بكل ما يملكون من قوة ومال وصحفيين وفنيين وخبرات، من أجل حذف منشور في أحد مواقع التواصل الاجتماعي.


وقد لاحظ الجميع كيف علقت شركات أميركية كبرى، مثل: والت ديزني، وارنر برذرز ديسكفري، إن بي سي يونيفرسال، إعلاناتها على منصة «إكس»، لأن مالك الأخيرة أيد منشورًا قال كاتبه «إن الشعب اليهودي يحمل كراهية جدلية للبيض».


مُلخص القول، إن بني يعرب قادرون على صناعة رأي عام عالمي، نضع فيه العالم المُتحضر بالصورة الحقيقية لما يحصل للأشقاء في فلسطين، وتسليط الضوء على قضايانا المُهمّشة، خصوصًا القضية الفلسطينية (المركزية)، من خلال عدة طرق، أهمها إيجاد وسائل إعلام، من صحف عالمية وفضائيات ومواقع تواصل اجتماعي.


فالعرب يملكون الأدوات الأساسية لإنشاء صحف أو فضائيات عالمية، تُخاطب الرأي العام الغربي، وبلغته التي يعرفها، موثقة بالكلمة الصادقة، والصورة الحقيقية، القائمة على الموضوعية والمهنية.. فما دام المال موجودًا، والكفاءات البشرية ما أكثرها، ما الذي يمنع من الإقدام على هذه الخطوة التي تُعد في غاية الأهمية.


الإعلام، بكل أنواعه، سلاح في غاية الأهمية، إن لم يكن يقف على رأس الأسلحة الإستراتيجية، التي يتوجب منا كعرب النظر إلى قوتها وتأثيرها، في تغيير الرأي العام الغربي، وقادر على إظهار الوجه القبيح للقوى الغربية التي أيدت الكيان الصهيوني في المضي قدمًا في مسلسلات قصف الأطفال والنساء.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا