هرمونات البطيخ.. إشاعات قديمة تتجدد

البطيخ
البطيخ

مع كل موسم لإنتاج البطيخ، تبدأ الأقاويل والإشاعات حول كيفية التعامل معه، وطرق انتقائه، ونوعيته، وجودته، وقد سرت في هذا النطاق منظومة عادات تأسس غالبيتها على الإشاعة، والادعاء والبعد عن العلمية والدقة.

اضافة اعلان


ومن أبرز هذه العادات، الادعاء بأن البطيخ يجب وضعه في الشمس ليبرد، وهذا قول خاطئ وفق خبراء في الزراعة، يؤكدون أن تعريضه للشمس، يتسبب بتغيير طعمه ولونه وجودته وإتلافه، وهو ما يشبه إشاعة "هرمنة" البطيخ، دون أن يدرك مطلقوها بأن استخدام الهرمونات في الزراعة، وتحديدا في البطيخ، تتسبب بإتلافه على نحو سريع جدا، لذا فإن استخدام الهرمونات أمر غير مجد اقتصاديا ولا صحيا، كذلك فإن الطلب من بائعي البطيخ، بشق البطيخة "على السكين" عند شرائها للتعرف على لونها وطعمها، وهو أمر يتطلب الحذر، اذ أن غالبية السكاكين التي تستخدم في هذه العملية تكون ملوثة بالجراثيم.


الى جانب ذلك كله، فإن العملية الزراعية أيا كانت، تخضع لرقابة وفحص ومتابعة، تنفذها مختبرات وزارة الزراعة، للتأكد من سلامة المنتج الزراعي الوطني.


وفي هذا السياق، أكد مزارعون وخبراء في القطاع الزراعي "سلامة" وجودة البطيخ الأردني، الموجود حاليا في الأسواق المحلية، موضحين بأن البطيخ، بدءا من زراعته وحتى قطفه، يخضع لرقابة وفحص دقيقين ومحكمين عن طريق مختبرات وزارة الزراعة.


كما أكدوا، في تصاريح منفصلة لـ"الغد"، عدم وجود بطيخ "مهرمن" في الأسواق، قائلين في الوقت نفسه، إن وجود أو استعمال أي نوع من الهرمونات، يسهم أو يسبب تلفا لثماره.


وأضافوا أن مثل هذه الإشاعات أو المعلومات المغلوطة، التي تظهر في كل موسم بطيخ، من شأنها الإساءة لسمعة المنتج الأردني، فضلا عن تأثيرها السلبي الكبير على الاقتصاد.


يأتي ذلك في وقت أكدت فيه وزارة الزراعة "سلامة" منتج البطيخ الأردني، مشيرة إلى أنه لا يسبب أمراضا، داعية وسائل الإعلام إلى عدم ضرورة تناقل مثل هذه المعلومات، وأخذها من مصدرها المعني والمتخصص.


نائب رئيس الجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه وأحد مزارعي البطيخ في الأردن زهير جويحان، نفى ما يجري تداوله عن سلامة البطيخ الأردني، واشار الى "أن شتلة البطيخ أساسا، هي شتلة نبتة القرع، ويجري تطعيمها في البطيخ، لما تتميز به نبتة القرع من مقاومة للأمراض ولقوة جذورها، ولأنها تعطي حجما أكبر دون أي نوع من الأسمدة أو المواد العضوية.


وقال جويحان لـ"الغد"، إنه عند وضع البطيخ تحت الشمس وفق القول السائد "حط البطيخ في الشمس.. تبرد بسرعة" يؤدي لارتفاع حموضتها، ما يتسبب بالأمراض، بخاصة وأن الجو كان في الفتره الماضية خماسيني، ويساعد على نقل الجراثيم.


من جهته، نفى مدير عام اتحاد المزارعين الأردنيين محمود العوران ما يجري تداوله عن سلامة  البطيخ الأردني، مشيرا الى أن عملية إنتاج البطيخ من الألف الى الياء، تخضع للرقابة والفحص الدقيقين والمحكمين عن طريق مختبرات وزارة الزراعة التي تؤكد جودة وسلامة الخضراوات والفواكه الأردنية.


وأوضح العوران، أن مواطنين يصرون على شراء البطيخ بشق البطيخ بالسكين لمعرفة لونه أي "على السكين"، في وقت تكون فيه السكين "ملوثة" جراء استعمالها في عدة أغراض، ما قد يسبب في نقل الجراثيم لمنتج البطيخ، مناشدا المواطنين عدم الانسياق وراء تلك الشائعات.


ونصح العوران المواطنين بشراء البطيخ الموجود في أماكن مظللة، وكذلك عدم تناول كميات كبيرة منه. 
وقال رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان خدام، أنه لا وجود لبطيخ مهرمن في الأسواق، وأن البطيخ الأردني من أجود أنواع البطيخ، موضحا أن وجود أو استعمال أي نوع من الهرمونات في ثمار البطيخ يؤدي إلى تلفه.


وأضاف خدام، أن هذه الإشاعات التي تظهر في كل موسم بطيخ، تسيء الى سمعة المنتج الأردني، وذات مردود مضر بالاقتصاد الزراعي، مؤكدا أن الإنتاج الزراعي في الأردن يخضع لرقابة شاملة في مراحل الزراعة جميعها.


مساعد أمين عام وزارة الزراعة لشؤون التسويق حازم الصمادي، قال إن البطيخ في الأردن "سليم، ولا يسبب أي أضرار أو تأثيرات جانبية"، مضيفا أن "بعضهم قد يختلق شائعة ما، تنتشر بسرعة، بهدف حصد الإعجابات على مواقع التواصل بالذات، وذلك يكون على حساب القطاع الزراعي وسمعة المنتج الأردني".

 

اقرأ المزيد : 

مزارعون يؤكدون جودة البطيخ الأردني وينفون استخدام الهرمونات