الجوائز الفردية في "سلة الفئات".. بين فوضى التشكيك وإثبات الأحقية ومطالبات الإلغاء

7410
من إحدى مباريات سلسلة نهائي دوري تحت 16 سنة بين الأرثوذكسي واتحاد عمان -(من المصدر)

تتباين الآراء بين مؤيد ومعارض في خضم "فوضى" توزيع الجوائز الفردية مع ختام بطولات دوري الفئات العمرية لكرة السلة، رغم سير "فريق الإحصاء" على تطبيق ضوابط وتعليمات الاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا" في عملية الاختيار لمستحقي الجوائز مع ختام البطولات، والتي كان آخرها دوري الناشئين تحت 16 سنة.

اضافة اعلان


ومع استمرار غياب توافق مدربي الفرق والأهالي واللاعبين، والتشكيك بآلية اختيار الفائزين في الجوائز الفردية، بات لزاما على اتحاد كرة السلة المسارعة قبل انطلاقة الموسم المقبل؛ إلى تصويب الخلل بتعميم تعليماته في هذا الملف المزعج وإيجاد لوائح وأنظمة تقطع الطريق على تكرار مشهد الفوضى وتراشق الاتهامات داخل الملعب وعلى منصات التواصل الاجتماعي، والتي من شأنها التأثير سلبا على اللاعبين الناشئين في مرحلة عمرية مبكرة، خصوصا إذا ما تحول "الشك" إلى تأكيد وقناعة خاصة داخله بتعرضه إلى الظلم.


ويطبق اتحاد كرة السلة نظام الجوائز المتعارف عليه في الاتحاد الدولي لكرة السلة والمتبع تطبيقه في العديد من الدول، وبما يخدم أهداف المنافسة في بطولاته، حيث يكون معيار اختيار الفائزين في الجوائز الفردية، مبنيا على تطبيق معادلة أن يكون اللاعب قد لعب على الأقل ثلث مباريات الفرق الأكثر خوضا للمنافسات في بطولة الدوري، حتى يتمكن اللاعب من الدخول في سباق المنافسة على الجوائز بعد تحقيق هذا الشرط، بعيدا عن توجيه الجوائز أو الاختيار العشوائي المبني على بروز لاعب في المباريات الحاسمة أو مساهمته بحسم اللقب.


ويبقى باب تعديل تعليمات وأنظمة احتساب الفائزين بالجوائز الفردية مفتوحا ومرنا، والذي يكون محددا قبل انطلاقة الموسم، علما بأن اتحاد السلة يطبق معايير "فيبا" عند اختيار الفائزين بجوائزه الفردية.


ووفقا لقسم الإحصاء التابع لاتحاد كرة السلة، فإن اللاعبين كافة المشاركين مع فرقهم في بطولات دوري الفئات العمرية، يتم احتساب عدد مبارياتهم بناء على استيفائهم شرط تحقيق الثلث من عدد المباريات للفريق الأكثر خوضا لها في البطولة، وحال تحقيقه ذلك الشرط يدخل اللاعب في سباق المنافسة على الجوائز الفردية، والتي يتم احتسابها كافة بناء على "Per game"، حيث يقسم العدد الإجمالي للنقاط المسجلة أو المتابعات أو التمريرات أو سرقة الكرة على عدد المباريات التي يخوضها كل لاعب لاحتساب المتوسط "المعدل"، باستثناء جائزة أفضل مصوب ثلاثيات، والتي تحسب بناء على عدد النقاط المسجلة بتقسيمها على عدد تصويبات اللاعب، مع الأخذ بعين الاعتبار احتساب متوسط تصويبات اللاعب لإدخاله في صراع المنافسة على الجائزة.   


ويقول د. إبراهيم العصعوص المدرب والأكاديمي في معرض رده على استفسارات "الغد": "هناك الكثير من الأمور والمساهمات للاعبين مع فرقهم لا تكون مسجلة في ورقة الإحصائيات، ويجب أن ينظر لها، وهي المتعلقة بالدفاع القوي والالتزام الخططي والشخصية القيادية واتخاذ القرارات الصحيحة والروح الإيجابية، والتي تجعل اللاعب بمثابة الجندي المجهول".  


ويضيف: "الفرق القوية التي تلعب مباريات مع فرق أقل مستوى منها، يحصل لاعبوها على امتياز تحقيق أرقام عالية تكون مؤثرة في توجيه الجوائز، وهذه متغيرات يجب أن تدفع اتحاد كرة السلة للتفكير بطريقة متقدمة في عملية الحكم على اللاعب"، مشددا على إمكانية فتح الباب أمام إشراك لجان فنية متخصصة لتقييم اللاعبين، دون الإنقاص من حق اللاعب المثبت على ورقة الإحصائيات.  


من جانبه، تمنى مدرب فريق الفحيص عبدالله جرارعة، أن يتم إلغاء فكرة توزيع الجوائز الفردية على لاعبي الفئات العمرية، وتحديدا في فئتي تحت 14 و16 عاما وللجنسين، مؤكدا أنها أثرت سلبا على نفسيات اللاعبين إلى جانب تسببها في إحداث شرخ عميق بطريقة لعب الفرق بتحويلها إلى اللعب الفردي والعشوائي.


وأشار جرارعة في حديثه لـ "الغد": "الجوائز الفردية أثرت سلبا على أداء اللاعبين واللاعبات، وباتت تدفع الكثير منهم للعب بشكل فردي يفوق اللعب بجماعية إلى جانب تشتيت تركيزهم، وهو ما يضاعف من حجم العمل على المدراء الفنيين"، متمنيا على المدربين عدم استغلال المباريات الضعيفة لتوجيه لاعبينهم لتسجيل أرقام تعزز حظوظهم في الفوز بالجوائز الفردية، وبشكل يحرم لاعبي دكة البدلاء من فرصة خوض دقائق لعب أكبر، خصوصا وأن تلك المباريات تمثل فرصة لهم من أجل استكشاف أنفسهم.


واستطرد: "الفئات تحت 16 و14 عاما تصنف ميني باسكت، كما أن ملف الجوائز الفردية وأفضل اللاعبين في كل مباراة، أثر على الأهالي ونفسيات اللاعبين واللاعبات، مع استمرار تراشق الاتهامات حول أحقية هذا اللاعب أو تلك اللاعبة في الفوز بالجائزة"، مثمنا في الوقت ذاته السياسة التطويرية لاتحاد كرة السلة بتطبيق أسلوب لعب "مان تو مان" بدلا من "دفاع المنطقة". 


وطالب اللاعب والمدرب السابق والمعلق الرياضي نهاد ماضي، بضرورة تخصيص جوائز للمرحلتين الأولى والنهائية، بناء على نظام الفصل المتبع في بطولات الفئات العمرية بين أندية الشمال والعاصمة، مشددا أن إحصائيات اللاعبين في المربع الذهبي تكشف الأرقام الحقيقية للبطولة، لكونها تشكل مقياسا يضم نخبة اللاعبين المتأهلين للأدوار المتقدمة بعيدا عن زيف الأرقام في المراحل الأولى. 

 

وقال ماضي في معرض رده على استفسارات "الغد": "أنا ضد التركيز على ملف الجوائز الفردية في هذه المرحلة العمرية المبكرة وأطالب بإلغائها، كما أعتقد أن القيمة الحقيقية للإحصائيات تكون بإرسالها لكل لاعب مع نهاية الموسم للإستفادة منها في معالجة نقاط الضعف ولمساعدته في الحصول على منحة دراسية"، مشددا أن هذه الإحصائيات تكون ذات قيمة مضاعفة للجهاز الفني للمنتخب الوطني من أجل اختيار اللاعبين بطريقة صحيحة تستند إلى خوضهم عددا كافيا من المباريات التنافسية.


ويجمع مراقبون على ضرورة أن يقوم اتحاد السلة باعتماد جائزتين لأفضل لاعب "MVP" خلال الموسم المقبل، بحيث تكون الأولى لأفضل لاعب في الموسم، والثانية تكون لأفضل لاعب في النهائيات، على غرار ما يتم تطبيقه في بطولة دوري رابطة المحترفين الأميركية وغيرها من البطولات القارية في الملاعب الأوروبية.