سلامة عيد.. الحارس الأهلاوي "العتيق" والمدرب الذي جمع بين التناقضات والإنجازات

حارس المرمى السابق والمدرب الحالي سلامة عيد - (من المصدر)
حارس المرمى السابق والمدرب الحالي سلامة عيد - (من المصدر)

يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها "من الصفر"، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية. زاوية "من الصفر" تقف في جديد محطاتها، عند الحارس الأهلاوي "العتيق" سلامة عيد، الذي دافع عن عرين "الليث الأبيض" والمنتخبات الوطنية منذ 1981-1994، ترك بصمته التدريبية على أبرز حراس المرمى في العديد من الأندية المحلية، عبر رحلة تدريب بدأها بالتسعينيات، وما يزال بريقها في ملاعب الكرة المحلية، جامعا الإنجازات والتناقضات في تدريب حراس قطبي العاصمة والشمال، وغيرها من محطاته حارسا للمرمى ومدربا مميزا في السطور الآتية:

اضافة اعلان


من اللويبدة

يروي حارس مرمى الأهلي "العتيق" والمدرب سلامة عيد، المولود في العام 1964، أن حارات اللويبدة ومدارسها، كانت مسرحا لانطلاقته الكروية، قائلا: "داعبت الكرة صغيرا مع أقراني في الحارة والمدرسة، وإن لعبت في مراكز عدة، إلا أن حراسة المرمى كان تستهويني، ولعبت بالحارة في منطقة اللويبدة، إلى جانب نجوم الزمن الجميل للكرة الأردنية، ولا سيما نبيل التلي، عصام التلي، فراس القاضي وغيرهم من الأسماء الكبيرة".


وتابع: "في مدرسة عمر بن الخطاب الشاملة باللويبدة، تعددت أسماء النجوم الكروية، وكان يدرسنا التربية الرياضية الراحل والمدرب الكبير مظهر السعيد، وهنا اختار العديد من النجوم للفيصلي أذكر منهم جمال أبوعابد، فيما ذهبنا مجموعة أخرى إلى النادي الأهلي، الذي كان من أبرز الأندية المحلية، وإن كانت لي تجربة عندما لعبت في نادي خريجي جامعة بيروت العربية خلال الفترة 77-80".


الأهلي.. سنوات لا تنسى

ويجد سلامة عيد أن انطلاقته الحقيقية كأنت في الأهلي،  وهي الأجمل في حياته الكروية، مفسرا: "التحقت بالمدرسة الأهلاوية، وتدربت تحت قيادة مدربي القدير حسونة يدج، والذي كان عائدا للتو من دورة تدريبية في ألمانيا، وكانت هناك اختبارات للناشئين تحت 16 سنة، وأذكر أنني خضت الاختبار وقتها إلى جانب 11 حارسا للمرمى، ووقع علي الاختيار لتبدأ حكايتي الأجمل في النادي الأهلي منذ العام 1981".


وزاد: "ولعبت المباراة الرسمية الأولى في صفوف الفريق الأول، في مباراة اعتزال النجم محي الدين حبيب (حدو)، فيما كانت المباراة الرسمية الأولى لي أمام فريق الوحدات في موسم 1983، وفزنا وقتها بنتيجة 2-1، وزمالت أسماء كبيرة ولاسيما عيسى الترك، عدنان الترك، يعقوب الترك، أحمد خليل، صلاح عليان. وواصلت رحلتي مع الأهلي حتى موسم 1994، وعاصرت العديد من الأجيال الأهلاوية، ولا سميا نارت يدج، موسى شتيان، عامر والي، بسام الخطيب، وتسلمت شارة القيادة خلال الفترة 91-94، وصحيح أننا لم نحصل على ألقاب خلال تلك الفترة، لكن وصلنا إلى نهائي كأس الأردن مرتين أمام الوحدات والجزيرة، ثم ودعت الأهلي بعد اعتزال الكرة العام 1994".

 


منتخبات وطنية

ويصنف عيد، أن ذوده عن عرين المنتخبات الوطنية من أجمل محطاته الكروية، مبينا: "كان لي الشرف أن أحظى بالدفاع عن عرين المنتخبات الوطنية، حين مثلت المنتخب الوطني الأول تحت قيادة المدرب اليوغسلافي بيتر، خلال الفترة 1988-1990، ومثلت أيضا المنتخب العسكري، وشاركته بتصفيات بطولة العالم العسكرية، وخضت المباراة الشهيرة أمام العراق العام 1990، وخسرنا وقتها بنتيجة 0-2، وضم وقتها المنتخب العسكري العراقي أغلب نجوم المنتخب العراقي الأول المشهورين".


التدريب رحلة ممتعة

ويسرد سلامة عيد قصته مع التدريب التي بدأت بالصدفة موضحا: "بعد اعتزالي ومن خلال عملي في أمانة عمان، وترددي على النادي الأهلي، شجعني المحاضر الآسيوي والمدرب القدير نهاد صوقار على اقتحام عالم التدريب، وقال لي: "أريدك معي في تدريب الأهلي، وفعلا شاركته التدريبات ووجدت الشغف كأنني ما أزال أحرس الخشبات الثلاث".


وتابع: "حصلت على الدورات الآسيوية (C وB  وA)، وحصلت أيضا على الدورة التدريبية الدولية ((Vutro-2)، والدورة الآسيوية لحراس المرمى في ماليزيا، وخضت العديد من الدورات وورش العمل لتدريب حراس المرمى، وشاركت كمدرب في دورات الاتحاد الياباني وخاصة دورات آسيا المستوى (C) تخصص تدريب حراس المرمى".


محطات وتناقضات وإنجازات

وأشار عيد، "حفلت محطاتي التدريبية بالتناقضات، حيث دربت حراس مرمى القطبين الفيصلي والوحدات، وكذلك قطبي الشمال الرمثا والحسين، حيث دربت  حراس مرمى  الفيصلي خلال الفترة 2015-2018، وشاركته الفوز بلقب كأس الأردن 2015 والدوري 2017، وكذلك كأس السوبر، ودربت حراس مرمى الوحدات موسم 2023، وشاركته التتويج بلقب كأس السوبر وكأس "القدس والكرامة"، ودربت حراس مرمى "الرمثا"  2020-2021، والحسين منذ استلام المدير الفني جمال محمود المهمة الفنية".


وأضاف: ولي الكثير من المحطات التدريبية مع الأندية والمنتخبات الوطنية، حيث دربت حراس مرمى أمانة عمان 1995-1999، ودربت  الأهلي 98- 2003 وعدت إليه 2019، وشباب الأردن 2003-2005، والجزيرة 2007 وعدت إليه 2011- 2014، وكذلك عدت إليه 2018، وسحاب 2021".


وأردف قائلا: "لي محطات تدريبية في المنتخبات الوطنية، ولعل أبرزها في منتخب الشباب 2005-2007، والذي شاركته التأهل والمشاركة في كأس العالم التي أقيمت في كندا 2007، وتواجدت في الجهاز الفني لمنتخب الناشئين في بطولة آسيا 2006، وكذلك دربت في منتخب السيدات 2005، والذي تواجدت في جهازه الفني في بطولة آسيا بماليزيا، وتواجدت أيضا في تدريب حراس مرماه خلال الفترة 2008-2009، ولي محطات احترافية، حيث تواجدت في الجهاز الفني لفريق السلام اللبناني 2019، وانتقلت منه إلى تدريب فريق النجوم السعودي 2019-2020".


دردشات

- نجلي حارس المرمى أحمد سلامة عيد: تنبهت إلى موهبته منذ الصغر في حراسة المرمى، ولديه المقومات الجسمانية والبدنية، وأعطيته من خبرتي، وتواجد في شباب الأردن، وكذلك تواجد في منتخبي الناشئين والشباب، وحاليا يخوض تجارب احترافية في فلسطين، حيث شارك فريق المكبر الفوز بلقب الدوري الموسم الماضي، ولعب في الموسم الحالي لفريق السواحرة قبل أن تتوقف المنافسات في فلسطين، وهو حارس مرمى وقائد.


- إنجاز المنتخب الوطني في كأس آسيا: قدم المنتخب الوطني مستويات رائعة، تحسب لمنظومة المنتخب الوطني والمدير الفني الحسين عموتة، وتوجيهات رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة سمو الأمير علي، ويجب البناء عليه وفق استراتيجية تغيير جذرية، تبدأ من الأندية وتمر بالمنشآت الرياضية، ودعم حكومي حقيقي واستثمار احترافي.


- الجيل الحالي للمنتخب الوطني: صحيح أنه يعتبر من أفضل الأجيال الكروية، لكن مر على الكرة الأردنية أجيال رائعة، لم تحظ بفرصة التواجد جميعها في تشكيلة وخيارات واحدة، كما الفرصة الثمينة للجيل الحالي في مختلف خطوط اللعب، ويحسب له الحصول على وصافة كأس آسيا.


- أبرز من دربهتم في حراسة المرمى: لؤي العمايرة، معتز ياسين، أحمد عبدالستار، مالك شلبية، عيسى محاد وعبدالله الفاخوري.


- الحسين إربد والدوري: إدارة محترفة، تعرف ماذا تريد، ووفرت للفريق أجواء مناسبة للألقاب، من حيث الاستقرار المالي، والتعامل الاحترافي في التفاصيل كافة، وامتدت إلى إدارة الفريق، وعقلية اللاعبين والجاهزية النفسية المهيئة للتركيز والأداء والنتائج، ولعل نتائج الفريق وتوغله في صدارة الدوري يفسران ذلك، والدوري ما يزال في الملعب وعلينا حسمه بأيدينا قبل جولات عدة، والفريق مهيأ للتيويج بلقب الدوري وكأس الأردن، وجماهير النادي الوفية تشكل الرقم الصعب.