العقبة- فيما أعلنت شركة الجسر العربي عن تشغيل الخط العربي الجديد للنقل البري و البحري بين العقبة و الموانئ المصرية المطلة على البحر الابيض المتوسط، وصفت أوساط تجارية واقتصادية وملاحية، هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح".
ويأتي تشغيل الخط، بعد إعلان عدد من شركات الشحن الكبرى إيقاف رحلاتها إلى موانئ البحر الأحمر عبر باب المندب، في ظل تصاعد وتيرة تهديدات "الحوثيين" على الملاحة البحرية.
وترى هذه الأوساط، أن تشغيل خط ملاحي بري وبحري من العقبة إلى الموانئ المصرية على البحر الأبيض المتوسط ومنها إلى بقية العالم، بمثابة إضافة نوعية لتجارة الأردن البينية، وستنعكس آثار ذلك عبر اختصار الوقت والكلف في تصدير واستيراد البضائع.
يقول مدير نقابة ملاحة الأردن الكابتن محمد الدلابيح لـ "الغد"، إن تشغيل خط ملاحي بديل بين الأردن ومصر خطوة بالاتجاه الصحيح، ويعد منفذا بحريا للتجارة الأردنية نحو أوروبا وأميركا، ويساعد على تأمين كافة الصادرات الأردنية عبر البحر الأبيض المتوسط من خلال موانئ جمهورية مصر العربية سواء موانئ الاسكندرية ودمياط أو بور سعيد.
ودعا الدلابيح إلى أهمية اعتماد الخط بشكل دائم، حتى مع انتهاء أحداث باب المندب لما له من فائدة كبيرة في التجارة البينية بين الأردن ومصر وبقية دول العالم.
وبين التاجر والمطلع على عمليات الاستيراد والتصدير حمزة أبو الليل، أن الخط الحالي الذي أعلن عن تشغيله، خطوة في الاتجاه الصحيح، وهو أمر طالبنا الحكومة به سابقا لتصدير البضائع الأردنية من المدن الصناعية عبر البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أن كلفة التصدير عبر الموانئ المصرية أقل من كلفتها عبر البحر الأحمر، لا سيما للبضائع المصدرة لدول أوروبا وأميركا.
وبين المستثمر في القطاع الصناعي محمد المغربي أن الخط الجديد يقتصر الوقت ويقلل الكلف على الصناعات الأردنية المتجهة نحو أوروبا وأميركا من خلال الموانئ المصرية المتواجدة على البحر الأبيض المتوسط.
وأشار أن هذا المنفذ، يساعد كثيرا في تسهيل حركة التجارة ويقف إلى جانب الصناعيين والمصدرين في محنتهم خاصة بعد اضطرابات باب المندب وهجمات "الحوثيين" على السفن التجارية المتجهة نحو موانئ البحر الأحمر والعودة بنفس الاتجاه.
وكان مدير عام شركة الجسر العربي عدنان العبادلة قد اعلن أمس عن تشغيل الخط العربي للنقل البري و البحري والذي يربط العقبة بالموانئ المصرية المطلة على البحر الابيض المتوسط، كخط بديل بعد إعلان عدد من شركات الشحن الكبرى إيقاف رحلاتها إلى موانئ البحر الأحمر عبر باب المندب.
وأكد العبادلة خلال اجتماع موسع عقد في مبنى شركة الجسر العربي بحضور محافظ العقبة خالد الحجاج ونائبي المدير العام للشركة ممثل الجانب المصري اللواء جمال محمد إبراهيم و ممثل الجانب العراقي م. محيي الدين الامارة وعدد من شركات الملاحة و التخليص العاملة بالعقبة، أن شركة الجسر العربي سارعت إلى إكمال كافة المتطلبات الدولية و الفنية اللازمة لتشغيل الخط البديل بين الموانئ الأردنية و الموانئ المصرية المطلة على البحر الابيض المتوسط من خلال إنشاء مسار بحري جديد لخدمة متطلبات النقل البري و البحري في ظل أزمة الملاحة العالمية في البحر الأحمر و باب المندب.
واوضح أن سير الخط البديل سيكون عبر "العقبة – ميناء نويبع – موانئ الاسكندرية و بورسعيد و دمياط"، وذلك بالتعاون و التنسيق مع وزارتي النقل الأردنية و المصرية وسلطة منطقة العقبة الخاصة و شركة تطوير العقبة و كافة الجهات ذات العلاقة.
وكشف العبادلة عن أهمية الخط العربي البري البحري البديل للمملكة من حيث توفير مسار بديل لنقل الصادرات الأردنية المتجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية و أوروبا، لا سيما صادرات المناطق الصناعية المؤهلة و المنتجات الزراعية وربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط بالطرق البرية ما ينوع طرق المبادلات التجارية و يقلل كلف النقل، إضافة إلى تحييد التجارة عبر الموانئ الاسرائيلية كهدف قومي و الاستفادة من الميزات التي يقدمها الجانب المصري لتخفيض كلف نقل الصادرات الأردنية و تسهيل وصولها إلى أميركا و أوروبا إضافة إلى تحول جزء من التجارة المتجهة من شمال السعودية و شرق العراق باتجاه هذا الخط البديل الجديد وتعزيز تنافسية المملكة و قدرتها على لعب دور محوري في طرق و سلاسل الإمداد ضمن بدائل مستجدة و حديثة و تقليل الزمن اللازم لوصول الصادرات الأردنية إلى مقاصدها النهائية ما يعزز المرونة و الاستجابة والثقة وزيادة نشاط قطاع الشاحنات في المملكة، إضافة إلى زيادة حجم تجارة الترانزيت عبر ميناء العقبة و ميناء نويبع المصري، ما يسهم في رفع تنافسيتهما بين موانئ المنطقة.
وعرض العبادلة الميزات والتسهيلات التي توفرها شركة الجسر العربي لمستخدمي الخط العربي البري البحري البديل، والتي تضمن توفير وحدات بحرية متخصصة في الشحن البحري وطاقة استيعابية كافية لاستيعاب كافة البضائع من الاتجاهين، إضافة إلى العمل على مدار الساعة و عدم تحميل أي غرامات نتيجة انتظار الحاويات في الساحات و تعدد الخطوط الملاحية في الموانئ المصرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
كما لفت إلى وجود عامل المنافسة في زمن وصول البضائع لوجهتها النهائية، إضافة إلى المحافظة على البضائع من خلال تقليل الآثار الناتجة عن المعاينة و التفريغ و اعادة التحميل و ثبات كلف النقل على مدار العام و عدم زيادتها في المواسم أو خلال الأحداث الاقليمية، إضافة إلى سرعة الاجراءات في الموانئ بسبب الأولوية للبضائع لهذا الخط البديل.
وأوضح مدير عام شركة الجسر العربي أهم الاجراءات المتخذة للمشروع من الجانبين الأردني و المصري حيث وافق الأردن من خلال سلطة و شركة تطوير العقبة، على استخدام نمط جديد من أنماط النقل عن طريق ميناء العقبة – محطة الركاب (حاوية محملة على شاحنة ) عبر أسطول الجسر العربي و تخصيص ساحة خاصة في مدخل محطة الركاب و توفير أجهزة مينائية للكشف والمعاينة و التفتيش و فصل شاحنات الخط العربي البديل عن شاحنات خط نويبع.
أما فيما يتعلق بإجراءات الجانب المصري فتمثلت بإصدار منشور إجراءات نقل الحاويات تحت نظام البوالص المجمعة من ميناء نويبع إلى الموانئ المصرية المطلة على البحر المتوسط (ميناء الاسكندرية و بورسعيد و دمياط) وبالعكس وإعفاء الحاويات العابرة من ميناء نويبع إلى موانئ الاسكندرية و بورسعيد و دمياط من التسجيل على المنظومة الإلكترونية و تخفيض الرسوم و الأجور في ميناء نويبع بنسب كبيرة وإصدار فاتورة موحدة لخدمات هذا الخط من ميناء نويبع لتسهيل الإجراءات و المرور السريع وتخفيض رسوم العبور.
وأكد العبادلة أن زمن الشحن لنقل الحاويات من المناطق الصناعية المؤهلة في المملكة إلى الولايات المتحدة الأميركية ترانزيت عن طريق الموانئ المصرية سيكون من 18 إلى 20 يوما فقط، وبأقل الكلف و أعلى نسبة أمان.
وكان محافظ العقبة خالد الحجاج أكد في بداية اللقاء على أهمية هذا الخط البديل الذي يربط الموانئ الأردنية بالموانئ المصرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط ودور شركة الجسر العربي كناقل رائد في النقل البحري بخدمة متطلبات هذا الخط البحري البديل من خلال قطعها البحرية السبعة الحديثة القادرة على نقل الحاويات بسرعة وسهولة.
اقرأ أيضا:
"تطوير العقبة": نعمل لإدامة العمل في الموانئ
اجتماع بالعقبة والذي ضم ممثلين من الجانبين الأردني والمصري لإعلان تشغيل الخط البديل-(من المصدر)
