العقبة: استخراج أكثر من 60 طن نفايات من البحر

جانب من النفايات المستخرجة من أعماق بحر العقبة - (الغد)
جانب من النفايات المستخرجة من أعماق بحر العقبة - (الغد)

أحمد الرواشدة

العقبة- أكثر من 60 طن نفايات، استمر العمل على اخراجها من جوف وأعماق منطقة الشاطئ الاوسط لخليج العقبة، وجمعت خلال الشهرين الماضيين، ضمن حملة بيئية نفذتها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، مدشنة بذلك واحدة من أكبر حملات تنظيف الشواطئ في البحر الأحمر، على غرار حملات التنظيف البحرية العالمية.

اضافة اعلان


هذه المهمة التي أنجزتها السلطة، كانت بمشاركة بحارة وغواصين من كوادرها، اذ جرى جمع النفايات البحرية في منطقة ارصفة الميناء القديم، ثم وضعت في اكياس خاصة، لنقلها الى مكب النفايات، وفق الطرق والمواصفات البيئية العالمية، وبعد دراسة حول هذا الأمر، نفذتها مفوضية البيئة وشؤون الاقليم.


ووفق وصف مسؤولين في السلطة، فإن كميات النفايات المستخرجة من أعماق الشاطئ، تعد واحدة من أكبر الكميات التي استخرجت في تاريخ خليج العقبة.


وسبق للسلطة، أن نفذت حملات نظافة لأجزاء من أعماق الخليج وشواطئه، وجمع كميات منها، لكن هذه الحملة، وفق توصيف مشاركين فيها، كانت الاكبر والأهم، بخاصة في ظل توقف السياحة في المدينة خلال جائحة كورونا، وفي بادرة، أطلقت من خلالها رسائل للمواطنين والصيادين والبحارة والعاملين في البحر، تدعوهم الى ضرورة الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي البحري في العقبة، والتوقف عن رمي المخلفات في المياه البحرية، حماية لبيئة الخليج، ولما يتفرد به من جماليات، كالكنوز المرجانية ومواقع الغوص، بخاصة بعد توجيه جلالة الملك عبد الله الثاني، بإنشاء محمية بحرية في خليج العقبة.


مفوض البيئة وشؤون الاقليم في السلطة سليمان النجادات، قال ان الحملة جاءت بتوجيهات ملكية، وأنه جرى اثر ذلك قيام السلطة بوضع خطة استمرت لشهرين لجمع النفايات في منطقة الشاطئ الاوسط، وبمساحة تصل الى نحو 10 كم، للحفاظ على الحياة البحرية، ووقف الاضرار التي لحقت بها العامين الماضيين، وتحديدا جراء ما تتعرض له اعماق الخليج من أضرار، تتمثل بإلقاء النفايات في أعماقه، ما يتسبب بانتهاك بيئته الفريدة والحيوية والجاذبة لسياحات متنوعة.


إطارات الشاحنات والسيارات المستخرجة من أعماق البحر، كانت الابرز في عملية استخراج النفايات، وبعضها مر على إلقائه الى القاع عدة عقود، ثم تلتها النفايات البلاستيكية وعلب المشروبات وخيوط الصيد، وغيرها من النفايات التي تتسبب بتدمير الحياة والتنوع البحريين.


وبين النجادات، ان منطقة الشاطئ الاوسط وبعد شهرين من العمل الدؤوب والمستمر، الذي شاركت فيه كوادر من غواصي وصيادي السلطة، أضحت حاليا خالية من النفايات.


لكنه كشف عن أن هذه الحملة لن تتوقف، مؤكداً انها مستمرة، وان كوادر السلطة المؤهلين من البحارة والغواصين، سينفذون حملات متواصلة في اعماق الشاطئ الجنوبي وعلى فترات، بهدف استمرار الحماية البيئية للمنطقة.

وأشار الى أن انطلاق الحملة، تفرضه المسؤولية المجتمعية التي تلتزم بها السلطة، وتتطلع من خلالها الى جعل العقبة بؤرة بيئية نظيفة، والمحافظة عليها لان هذا المسعى، يحقق عدة أهداف للتنمية المستدامة التي تنهض بالمدينة، كنقطة جذب سياحي عالمية، وذات سياحات متعددة، بدأت تلفت الأنظار الى المزايا التي تتمتع بها العقبة في كل العالم.


وأوضح النجادات، ان الحملة تهدف الى جعل بحرنا نظيفا، وفي الوقت نفسه، تبث رسالة توعوية للمجتمع المحلي والزوار والسياح والعاملين في البحر، بأهمية المحافظة على نظافة البيئة، وأن يتخلصوا من النفايات بطرق مشروعة، تؤمنها لهم السلطة، لا بإلقائها في بحر العقبة، والذي يمثل طيفا مهما من التنوع الحيوي البيئي والجمالي والغذائي.


وأشار الى اهمية حملات النظافة التي تقوم بها جهات كثيرة في المدينة على مدار العام، لإبراز جماليات البيئة البحرية وتشجيع السياحة البيئية، والحفاظ على المنطقة من الملوثات الناجمة عن الممارسات السلبية لرواد البحر والعاملين فيه.

ولفت الى ان ابرز المهام التي تستطيع أن تمكننا من إبقاء المدينة بشواطئها وبحرها نظيفة، هو ادراك المواطنين والعاملين في البحر بأن مهمتهم ليست فردية، بل جماعية، لأن البيئة النظيفة، عنصر اساسي في الحفاظ على تنمية المجتمع والمدينة والتنوع البيئي البحري.


وأكد النجادات ان المظاهر السلبية التي يمارسها بعض المخالفين، والاشخاص الذين لا يتمتعون بحس مسؤول، يجب ان تنتهي، وأن كل من يرتكب مخالفة بحق البيئة البحرية، يعرض نفسه للعقوبة حسب القانون.


وكشف أن النفايات التي جرى استخراجها، تشتمل على ملوثات تضر ببيئة المنطقة، وهي من البلاستيك او "الكاوتشوك" مثل اطارات السيارات والشاحنات والأكياس والبالونات، وبقايا ما تستعمله القطع البحرية من حبال السفن وشباك الصيد والعبوات البلاستيكية والزجاجية وأعقاب السجائر، وما تلقيه بعض السفن من مواد صلبة وسائلة.


وأضاف النجادات إن السلطة عملت على جمع هذه النفايات في إطار مساهمتها في خدمة المجتمع والقيام بأعمال تخدم البيئة المحلية، وتسهم في الحفاظ عليها التي تعكس التقدم الحضاري للعقبة التي تجذب السائحين سنويا.

ويبلغ طول الحيود المرجانية في خليج العقبة حوالي 13 كلم، وتتميز جنة الحيود المرجانية في الخليج، بأصناف نادرة من الاسماك الملونة والشعب المرجانية، التي تحمل ألوانا زاهية وطبيعية، بالإضافة إلى مجموعة أحياء بحرية نادرة.


ويؤوي خليج العقبة أكثر من 150 نوعا من المرجان الصلب، والعديد من البيئات المختلفة، مثل البيئة الرملية والصخرية الفريدة والمتنوعة، والتي تعد مصدر جذب كبير للسياحة والاستثمار وكسب الرزق للمجتمع المحلي.