بسبب تدني الأسعار وزيادة الكميات.. هل ينضم اللوز لقائمة الزراعات الخاسرة؟

ثمار اللوز وقد تركت من دون قطاف لتدني أسعارها باربد-(_)
ثمار اللوز وقد تركت من دون قطاف لتدني أسعارها باربد-(_)

أحمد التميمي - انضم "اللوز الأخضر" كمنتج زراعي وطني إلى قائمة الزراعات الخاسرة هذا الموسم، بعد أن واجه معضلة "وفرة الإنتاج وقلة التسويق"، انتهت بعزوف المزارعين عن قطافه، وإبقاء نصف الإنتاج على الأشجار، بكميات تقدر بنحو 650 طنا، تركها المزارعون بعد أن لمسوا عدم جدوى بيعها بأسعار متدنية وصلت في ذروة الموسم إلى نصف دينار للكيلو الواحد.

مع هذه الأسعار المتدنية، فضل المزارعون في محافظة اربد ترك الثمار على الأشجار، وتفادي تكاليف القطاف والتعبئة ونقل الإنتاج إلى الأسواق، مكتفين بما لحقهم من خسائر في هذا الموسم والتي وصفوها بـ "الفادحة". ووفق مزارعين، فإن تعرضهم للخسارة، قد دفع بهم نحو التحول لنمط زراعات أخرى أكثر جدوى وأقل كلفة، خاصة في ظل غياب عمليات تحويل اللوز الأخضر إلى جاف والاستفادة منه وبيعه بأسعار جيدة. وحسب عدد من المزارعين فإن تزامن قطاف موسم اللوز هذا الموسم مع شهر رمضان أدى إلى تراجع الطلب عليه، الأمر الذي تسبب بحالة ركود كبيرة تبعها انخفاض حاد بسعر كيلو اللوز الأخضر إلى ما دون نصف دينار. ويرى رئيس جمعية اللوزيات التعاونية المهندس خلدون الزعبي أن إنتاج اللوز في محافظة إربد كان هذا العام غزيرا وعكس المتوقع، بعد تخوفات مزارعين من ضعف الإنتاج بسبب قلة الأمطار وحالة الجفاف التي شهدتها المحافظة بداية فصل الشتاء. ولفت إلى أن الإنتاج فاق التوقعات، إلا أن الأسعار كانت متدنية بسبب زيادة الإنتاج وقلة الطلب، ما دفع بعشرات المزارعين إلى إبقاء الثمار على الأشجار دون قطافها لتوفير أجرة عمليات القطاف وما تحتاجه من أيد عاملة. وأكد الزعبي أن أسعار اللوز كانت في سنوات سابقة جيدة وشجع المزارعين على زراعة أراضيهم بأشجار اللوز، إلا انه في الوقت الحالي باتت الزراعة غير مجدية في ظل انخفاض الاسعار، موضحا أن بيع الكيلو بنصف دينار لا يغطي تكاليف أجرة العمالة والعبوات التي يتم تخزين اللوز فيها. وأشار إلى وجود ما يقارب 6 آلاف دونم في محافظة اربد مزروعة بأشجار اللوز يقدر إنتاجها السنوي بحوالي 800 طن ويشكل موسم اللوز فرصة استثمارية لتشغيل المتعطلين عن العمل والمساهمة بحل مؤقت لمشكلة الفقر والبطالة والحفاظ على الأمن الغذائي. وأوضح أن أشجار اللوز أثبتت قدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية (الجفاف) بعد تخوفات من موسم مطري جاف في ظل تأخر سقوط الأمطار في محافظة اربد، إلا أن غزارة الإنتاج أثبتت أن أشجار اللوزيات قادرة على الإنتاج بالرغم من التغييرات المناخية. وأكد الزعبي أن التوجه إلى تحويل اللوز الاخضر الى اللوز المجفف، بات مطلبا للجمعية في ظل وجود كميات فائضة عن حاجة السوق المحلي، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية دعم الجمعية بخطوط إنتاج وخصوصا وانه يتم استيراد اللوز المجفف من الخارج نظرا لوجود نقص كبير في هذا المنتج. ودعا إلى مساعدة الجمعية في جهودها لتغيير الثقافة لدى المزارعين بأن شجر اللوز يزرع عالميا لاستخراج ثمار اللوز الجاف رغم أن اللوز الاخضر أكثر جدوى في حال كان سعره مرتفعا، إلا أنه في ظل انخفاض أسعاره فإن التوجه لتجفيف اللوز بات أكثر جدوى. وطالب الزعبي الجهات المعنية بضرورة التشبيك مع المؤسستين المدنية والعسكرية لتسويق اللوز الأخضر ووقف استيراد اللوز الجاف من الخارج باعتبار اللوز الجاف مادة مطلوبة في السوق المحلي ويمكن تعويضها من المنتج المحلي بعد استحداث خطوط إنتاج لهذه الغاية. المزارع محمد عبيدات، مني بخيبة أمل بعد أن أزال قبل سنوات أشجار الزيتون واستبدلها بأشجار اللوزيات لعلها تكون أكثر جدوى ليتفاجأ أن زراعة الزيتون كانت أجدى في ظل انخفاض أسعار اللوز للعام الثالث على التوالي. وأكد عبيدات أن اللوز كان في سنوات سابقة مجديا في ظل ارتفاع أسعاره، اذ وصل كيلو اللوز الى حوالي 3 دنانير كمعدل متوسط طيلة الموسم، إلا أن انهيار الأسعار خلال السنوات الماضية كبده خسائر كبيرة. ولفت إلى أن تكلفة إنتاج كيلو اللوز بدأ من عملية حراثة الأرض ورش الأشجار بالمبيدات الحشرية وصولا إلى عملية قطف ثمار اللوز وتعبئته بعبوات خاصة ونقله إلى الأسواق تصل الى أكثر من دينار ونصف، فيما يباع في الأسواق بنصف دينار إلى دينار لبعض أصناف اللوز. وقال المزارع محمد الزعبي إن بدء موسم اللوز بالتزامن مع شهر رمضان المبارك تسبب بحالة ركود غير مسبوقة على شرائه، مؤكدا أن أسعار اللوز كانت مقبولة للمزارع في سنوات سابقة وتحقق هامش ربح معقول وخصوصا مع بداية الموسم، إلا أن الأسعار كانت متدنية منذ بداية الموسم الحالي. وأكد الزعبي ضرورة دعم المزارع من خلال عمل خطوط إنتاج لتجفيف اللوز من خلال شراء ماكينات خاصة، لافتا إلى أن هناك العشرات من أشجار اللوز في مزرعته تركت دون قطاف لهذا الموسم لعدم جدوى بيعها في الأسواق وستبقى دون قطاف للموسم المقبل نظرا لعدم قدرته على تجفيفها بالطريقة التقليدية التي تحتاج إلى أيد عاملة. ولفت إلى أن مشروع تجفيف اللوز من شأنه خلق فرص عمل للشباب المتعطلين عن العمل بشكل موسمي في ظل محدودية فرص العمل وعدم وجود مشاريع استثمارية في المحافظة وخصوصا في لواء بني كنانة الذي يشتهر بزراعة اللوزيات. بدوره، قال مدير زراعة بني كنانة المهندس عبدالإله عبيدات، إن الحل لوقف هدر أطنان من اللوز الأخضر بعد ارتفاع المعروض، وبيعه بأسعار لا تتناسب مع كلف إنتاجه، يكمن بتجفيفه في ظل وجود فائض في الإنتاج وعدم تصديره للخارج، خصوصا وأنه لا يوجد هناك طلب من الدول على اللوز الأخضر. وأوضح عبيدات أنه نتيجة للزيادة في كميات الإنتاج وخاصة لمحصول اللوز الأخضر، فقد أصبحت الكميات المعروضة فائضة عن حاجة السوق المحلية في ظل عدم السماح بتصدير الفائض إلى الأسواق الخارجية وغياب عمليات الترويج والتعبئة المناسبة للمحصول، ما أدى إلى خفض جودة المنتج وبيعه كمنتجات شعبية لا تلبي أسعار تكاليف الإنتاج، الأمر الذي ألحق خسائر كبيرة للمزارعين. وأكد أن الزراعة تشجع المزارعين على إيجاد بدائل تسويقية للوز للحفاظ عليه كمنتج وطني في ظل اعتماد الأردن بشكل كامل على استيراد اللوز الجاف من الخارج، عبر إيجاد بدائل ومنافذ تسويقية جديدة تسهم بدعم المزارعين مستقبلا من خلال استخدام التقنيات والآلات الزراعية المساندة، ومنها آلات القطاف الآلي والتقشير والتعقيم والتعبئة في ظل ارتفاع تكاليف الطرق التقليدية في التجفيف. وأشار إلى أن عدم إقبال المزارعين نحو الاستثمار في اللوز الجاف يعود إلى غياب وعدم التوجه لإدخال المكننة الزراعية لهذه الغاية، إضافة إلى عدم توعية وتوجيه المزارع إلى الحفاظ على هذه الثروة الزراعية عن طريق التجفيف.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان