مركز ثقل جديد

معاريف بقلم: تومر أفيتال 14/5/2023 الدولة منقسمة وممزقة اكثر من اي وقت مضى. هذه الجملة تسمع بلا انقطاع. في الجملة توجد مشكلة واحدة: هي غير صحيحة. فهذا القول يتجاهل مجموعة ضخمة من السكان – الليبراليون. نحن، مقدسو الحرية، موزعون في اليسار، في الوسط وفي اليمين. معظمها علمانيين. لكن غير قليل منا متدينون وتقليديون، وعندما نربط الاعداد، تكون الصورة واضحة: نحن الأغلبية في اسرائيل، وهذا هو وقتنا – المعسكر الليبرالي – لان نضع الخلافات جانبا، نتحد تحت علم الحرية ونطلق صوتنا. على مدى سنين فصلت الدعاية الكاذبة والتحريض بيننا. السياسة تستقطب واستخدام تكتيك "فرق تسد" جرفنا الى معسكرات، تدهور الى واقع متحد: علينا جميعنا تسيطر أقلية محافظة. يوجد بيننا- نحن الليبراليون – خلافات رأي. نقطة الخلاف الاساسية تتعلق على ما يبدو في مسألة النزاع مع الفلسطينيين. هذه ايضا هي الوسيلة الاساسية التي تستخدم لتقسيمنا، لكن في الاشهر الاخيرة رأينا أننا جميعنا يوحدنا فكر بسيط واحد: عش ودع الاخرين يعيشون. او بكلمة اخرى: الحرية. تزعجنا عدم المساواة في العبء، ونحن نتطلع الى عقد جديد بين دافعي الضرائب واولئك الذين يستخدمونها. نحن نفهم ان لكل قطاع سكاني توجد احتياجات ونريد أن نجد السبيل الذهبي لدمج حقيقي للجميع في المجتمع. مهم لنا مساواة الفرص. نحن قد نختلف على الطريق لكننا نؤمن باننا يمكن ان نصل الى التوافقات. اذا أيدنا الليكود – اقالة غالنت، والعمل على خطوات فضائحية كقوانين الهدايا والتمويل غير المحدود لمنازل رئيس الوزراء – اوضحت بانه تم تجاوز حدود ما كان يجب أن يتم تجاوزها. يوجد لنا انتقاد على جهاز القضاء لكننا لا نريد أن نمنح السياسيين قوة غير محدودة. نحن نريد أن تكون قيود – على النواب الذين انتخبناهم ايضا. نحن نفهم ان من الجنون ان يزال الكابح الوحيد عن الحكومة – محكمة العدل العليا – دون أن يستبدل بآخر. صحيح، عند فحص احزاب المعارضة بزجاجات تكبير – يمكن ان نلاحظ فوارق جوهرية. لكن عند تكبير الصورة الاختلاف بينها في العام 2023 يصبح هامشيا. عمليا في مرآة القوانين المناهض لليبرالية، يوجد مستقبل وميرتس هما الحزب ذاته، كما أن جزءا من نواب الائتلاف اثبتوا منذ الان بانهم هم انفسهم جزء من المعسكر الليبرالي اذ تحدثوا ضد الاصلاح، بثمن ضربة قاضية لحياتهم السياسية. وعليه فقد حان الوقت للانفجار الكبير في السياسة الاسرائيلية. توجد كل القوى الليبرالية في الكنيست وخارجها لاجل خلق بديل جديد. هذا هو الوقت للضغط على باقي الزعماء لابتلاع الضفادع لوضع الخلافات جانبا والدخول في كتلة واحدة. هكذا نخلق مركز ثقل جديد للاغلبية الليبرالية. من خلال انتخابات تمهيدية مفتوحة، يكون الجميع مدعوا فيها في الجلوس حول طاولة – لا يكون فيها لاحد قوة ابتزاز. هذا ليس سهل، لكن الجهد مناسب. تخيلوا دولة توجد فيها حرية حقيقية. توجد فيها مواصلات عامة في السبت بين بلدات علمانية، وحكم ذاتي حقيقي للجماهير الحريدية ليعيشوا حسب فكرهم. تخيلوا دولة يمكن فيها لكل واحد أن يتزوج من يحب. تخيلونا نعود لنحترم ونحب الدين. تخيلوا جيراننا حرب اسرائيل، يعيشوا بامكان وبرفاهية اقتصادية – وليس كتعلق بتركيبة الائتلاف. تخيلوا تكافلا حقيقيا وحكما يخدم الجمهور بدلا من أن يخدم نفسه. هذا ممكن. هذا سيحصل اذا ما دعمنا مشاريع مثل "الربع الرابع"، التي تضغط على الاحزاب لهجر التطرف وتثبيت سياسة الخير المشترك والامل. هذا سيحصل اذا رفضنا الانصات لروايات حزبية مثل "اسرائيل الاولى واسرائيل الثانية" وبدلا من هذا نستمع الى مثال "حزب الافكار" الذي يعرض أهمية القصة المشتركة. هذا سيحصل اذا توقفنا عن أن الافتراض بان من يفكر بشكل مختلف هو خائن او فاشي وبحثنا عن القاسم المشترك.اضافة اعلان