وجه رئيس الدولة

يديعوت أحرنوت

سيما كدمون

8/6/2014

إذا كنا اعتقدنا أن قضية (الرئيس الأسبق) موشيه كتساب حضيض لمرة واحدة، واذا كنا أملنا أن تكون ولاية شمعون بيرس قد أعادت إلى بيت الرئيس كرامته، فقد جاءت المنافسة الحالية على الرئاسة فأحدثت حضيضا لم يخطر حتى في بالنا، ولا سيما ذاك الذي يمكن أن يتصل بأولئك الذين يرون أنفسهم أعلى من الشعب ويستحقون لقب المواطن الاول لدولة إسرائيل.اضافة اعلان
إن القضية الجديدة، التي اضطرت مرشح حزب العمل إلى ترك المنافسة، تظهر مثل ذراع أخرى لأخطبوط الفساد الذي تحقق فيه شرطة إسرائيل في هذه الأيام، والشخصيات الرئيسة فيه معروفة لنا جيدا. فاذا تبين أن كل ذلك صحيح فان الحديث عن درك آخر من فساد الحكم. وفي الظروف التي نشأت فعل فؤاد الفعل المطلوب حينما أعلن اعتزاله دون أن ينتظر نتائج التحقيق.
يصعب أن نصدق مبلغ إهانة مؤسسة الرئاسة التي حدثت هنا في الاشهر الأخيرة. والشعور بالاشمئزاز الذي نجحت المنافسة الحالية في إثارته. ويا لها من خيبة أمل واحتقار بل إهانة يشعر بها الجمهور الإسرائيلي الذي يستيقظ في كل صباح على فضيحة جديدة.
توجد شهوة إلى الصراخ دون المس بالبراءة الأصلية للمشتبه فيه الحالي: أيها الفاسدون، ضقنا بكم ذرعا! ويبدو أن هذه الكلمات لم تكن قط جد صحيحة كما هي في هذه الأيام حينما يضطر اولئك الذين رأوا أنفسهم مرشحين إلى أن يعتزلوا المنافسة واحدا بعد آخر بسبب شبهات جنائية، في مجال الجنايات الجنسية أو في مجال طهارة الاخلاق. ألا يوجد ساسة نظيفو الأيدي؟ وهل يقل بين الساسة جدا اولئك الذين لا يفتح ترشحهم فورا صندوق الأوبئة وينشئ تحقيقا جنائيا؟ وكيف يتجرأ اولئك الاشخاص الذين دُهنت رؤوسهم بالزبدة على الخروج في الشمس أصلا؟ أوليس الحديث عن كسوف اخلاقي لهم، أوليس ذلك إهانة اخلاقية وقيمية للمجتمع الإسرائيلي كله الذين ينبت هؤلاء المرشحين؟ لأنه لا يمكن من غير ذلك أن نُبين ما يحدث هنا في الاشهر الأخيرة، من قضية سلفان شالوم إلى قضية فؤاد، ومن يعلم ماذا سيلد هذا اليوم وما الذي ينتظرنا في يوم الانتخابات بعد غد. أو بعبارة أخرى ما هي الفضيحة المتصلة ببعض المرشحين التي ستنفجر في وجوهنا؟.
لا ينقضي أي شيء حتى ينقضي. ويبدو مع كل ذلك أنه مع اعتزال فؤاد للمنافسة زادت احتمالات أن ينتقل مئير شطريت وداليا ايتسيك إلى الجولة الثانية إلا اذا فاجأ رفلين وحصل في الجولة الاولى على ما يكفي من الاصوات ليتم انتخابه. وقد ساء وضع رفلين في الجولة الثانية خاصة لأنه لو نافس فؤاد لفاز بيقين بأصوات لبيد الذي أعلن أنه لن يؤيد ألبتة فؤاد بسبب قانون التجنيد. ولو كان يوجد برلمان أكثر طبيعية ومرشحون خارجيون أكثر جاذبية فلربما كان النفور العام سيؤثر، لكن وجه الرئيس كوجه البرلمان وهو لا يبشر بالخير.
واذا كانت هذه هي حال المرشحين فربما كان رئيس الوزراء على حق حينما اقترح – وإن لم يكن ذلك لهذه الاسباب – الغاء مؤسسة الرئاسة كليا. وقد يكون هذا هو السبب أيضا الذي جعلهم في حزب العمل يحتارون أمس هل يؤيدون مبادرة رئيس الكنيست يولي ادلشتاين إلى تأجيل الانتخابات أسبوعين في محاولة لايجاد مرشح بديل مناسب يستطيعون الاتحاد حوله.
ومع كل ذلك توجد بقعة ضوء واحدة في الأحداث الحالية كلها لأنه برغم الحيرة والشعور بالعار الذي يثيره انتخاب من سيمثل وجه الدولة الجميل، فإنه من الجيد أن تتم هذه الغربلة قبل الانتخابات، ويبدو أن هذا هو الدرس الرئيس الذي تم استخلاصه من قضية قصاب.