"الأولمبي" الأندونيسي يمنح دروسا مجانية في التخطيط والتطوير

لاعبو منتخب أندونيسيا تحت سن 23 يحتفلون بهدف في مرمى منتخبنا - (من المصدر
لاعبو منتخب أندونيسيا تحت سن 23 يحتفلون بهدف في مرمى منتخبنا - (من المصدر

لم يختلف اثنان في توقعاتهما قبيل انطلاقة منافسات بطولة كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت سن 23 لكرة القدم، أن المنتخب الأندونيسي سيحتل المركز الرابع والأخير في المجموعة الأولى، خلف منتخبات الأردن وقطر وأستراليا، قبل أن تأتي المفاجأة التي قدمها نجوم أندونيسيا، بتغلبهم على المنتخب الأولمبي ومنتخب أستراليا، والتأهل إلى الدور الثاني، فيما ودع المرشحان للتأهل الأردن وأستراليا البطولة "بخفي حنين".

اضافة اعلان


المتابعون للبطولة قبل انطلاقها، حصروا بطاقتي التأهل بين الأردن وقطر وأستراليا، ولم يرشح أحد المنتخب الأندونيسي ليكون منافسا، بل إن الترشيحات صبت في أن يكون الأولمبي الأندونيسي جسر عبور للفرق الأخرى، و"حصالة" الأهداف بالنسبة للمجموعة، لتأتي المفاجأة التي كشفت عن حجم التطور الذي أصاب الكرة الأندونيسية التي بدا أنها تعمل بصمت وبجدية للارتقاء بالمستوى وصولا إلى أعلى المستويات.


وتأهل المنتخب الأندونيسي عن المجموعة الأولى بعد حلوله بالمركز الثاني برصيد 6 نقاط، برفقة المنتخب القطري 7 نقاط، فيما خرج من البطولة منتخبا الأردن وأستراليا.


ويرى المتابعون المنبهرون بأداء لاعبي أندونيسيا، أن هذا الفريق لم يفاجئ المتابعين بالنتائج فقط، بل بهرهم بالأداء الذي ظهر عليه، وسلاسة اللعب وتناقل الكرات، والجمل التكتيكية المميزة داخل الملعب، ما يعني أن هناك عملا كبيرا قام به المدرب ومن خلفه الاتحاد الأندونيسي لكرة القدم، في مشهد من خلاله يمكن رؤية الكرة الأندونيسية تتنافس في مختلف البطولات.


ويؤكد المدرب الوطني محمد العبابنة في تصريح لـ"الغد" أن منتخب أندونيسيا الأولمبي، يعتبر مثالا للتطور التي تشهده الكرة في شرق آسيا، والتي رسمت خططا طويلة الأمد، بهدف التقدم التدريجي المبني على خطط مدروسة وممنهجة، بعيدا عن "الفزعة".


وقال: "شرق آسيا تتقدم بسرعة في عالم كرة القدم، وهو ما أكده المنتخب الأندونيسي في بطولة كأس آسيا لمنتخبات تحت سن 23، حيث ظهر التطور واضحا في الأداء والثقة التي ظهر عليها اللاعبون، ناهيك عن الجمل التكتيكية والفنية، وسلاسة اللعب، في مؤشر على عمل جاد وطويل بعيدا عن "الشوشرة" و"التبهير".


وأضاف العبابنة: "أعتقد أن الكرة الأردنية خارج التغطية الآن، بدليل نتائج المنتخب الأولمبي التي لا يتحملها المدرب وحده، فهناك أسباب لا مجال للحديث فيها الآن، ولكن إذا ما تحدثنا عن منتخب أندونيسيا، فهو واجهة لكرة شرق آسيا التي ستتصدر المشهد قريبا إذا ما واصلنا نحن والمنتخبات الأخرى "النوم في العسل"، وتركنا الساحة لتلك المنتخبات التي تعمل وفق خطط ممنهجة ومدروسة يضعها خبراء حقيقيون لا يسقطون "بالبراشوت"، كما يحدث في الكثير من الدول.


نحن نغبط منتخب أندونيسيا ومنتخبات شرق آسيا على فكرها الراقي في البناء والتخطيط وعدم استعجال الحصاد، ولكن في الوقت نفسه، نطالب القائمين على الكرة الأردنية بالسير على النهج نفسه، والاستعانة بالخبراء واللجان الفنية الحقيقية لتقييم عمل المنتخبات، ورسم خطط التطوير، لافتا إلى أن الراحل محمود الجوهري الذي كان مخططا للكرة الأردنية، كان مثالا للشخصية الفنية الخبيرة التي كانت ترسم خططا لسنوات وليس لأسابيع وأيام كما يحدث الآن.


وتمنى العبابنة، أن تشهد المرحلة المقبلة، دراسة حقيقية لكل ما حققه المنتخب الأول في كاس آسيا من إنجاز، وما تعرض له منتخب 23 من إخفاق، للتعرف على السلبيات ومعالجتها، والوقوف على الإيجابيات وتعزيزها، متمنيا التوفيق للمنتخبات الوطنية والكرة الأردنية في المشاركات المقبلة.


ويرى النجم السابق في المنتخب الوطني لكرة القدم قصي أبو عالية، أن منتخب أندونيسيا أبهر الجميع في المجموعة الأولى، من خلال الأداء الراقي والعالي الذي توجه بالفوز على الأردن وقطر، رغم أن ترشيحات التأهل عن هذه المجموعة، تجنبت منتخب أندونيسيا بشكل كامل، على اعتبار أنه الحلقة الأضعف في المجموعة، قبل أن تأتي المفاجأة.


أعتقد أن منتخب أندونيسيا حقق المطلوب، حتى لو لم يتأهل إلى أدوار أكثر تقدما في البطولة، فهو منتخب كشف عن حجم التخطيط والتطلعات في الاتحاد الأندونيسي لكرة القدم، الذي بدا وكأنه يرسم ويخطط بروية لصعود السلم درجة درجة.


واعتبر أبو عالية، أن الكرة الأردنية مطالبة بوضع خطط طويلة الأمد للتطوير، فالفوز ببطولة أحيانا يكون خادعا، فالإنجازات بجب أن تكون مبنية على قاعدة ثابتة وصلبة، مطالبا بالاستفادة من التجارب الناجحة في شرق آسيا.


يشار إلى أن عددا كبيرا من المشجعين الأردنيين، تفاجأوا بأداء منتخب أندونيسيا في مباراته أمام المنتخب الأولمبي، معتبرين أن هذا الأداء المفاجئ، يؤكد وجود خطة عمل مبرمجة بعيدة عن "الشو"، جعلت من الأولمبي الأندونيسي مفاجأة الدور الأول.

 

اقرأ أيضاً:

"الأولمبي".. إخفاق جديد يتطلب الوقوف على أسبابه ومعالجتها