القطاع السياحي.. نمو يفرض البحث عن سبل جذب الاستثمار

1684767926829304900
سياح في جبل القلعة -(ارشيفية)
عمان - يُجمع خبراء ومختصون على أن قطاع السياحة في المملكة بات يشهد تطورا ملحوظا بفضل ميزة التنوع السياحي والعمل على تطوير القطاع في السنوات الأخيرة لكنهم شددوا على ضرورة استمرار دعم النمو عبر إعادة النظر في كلف الطاقة والضرائب إضافة إلى زيادة حملات الترويج.
وبين الخبراء أن الأردن أصبح أكثر جذبا للاستثمارات السياحية التي توفر فرصا أكثر للعمل في بلد تصل في نسبة البطالة أكثر من 22 % غير أن ضعف الاهتمام في البنية التحتية والترهل في محاربة البيروقراطية يحول دون جذب استثمارات ذات قيمة مضافة أعلى، كما يرى الخبراء.
ويقول رئيس سلطة إقليم البترا التنموي السياحي د. سليمان الفرجات إن "قطاع السياحة مرّ بمراحل عديدة منذ استقلال الأردن ولغاية اليوم في مختلف القطاعات السياحية إذ بدأت السياحة بالتطور في ستينيات القرن الماضي".
وأشار إلى الدور المهم والمستمر الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في دعم القطاع السياحي الذي حقق إنجازات تاريخية حقق الأردن من خلالها مكانة مهمة في خريطة السياحة العالمية.
وأكد الفراجات أن السياحة دخلت مرحلة جديدة في التطور والنهضة منذ بداية الألفية الثانية جراء الاهتمام الملكي بهذا القطاع.
وأضاف أن جلالة الملك، يدرك تماما أهمية القطاع السياحي اذ يدعو في مختلف المحافل الدولية إلى زيارة الأردن وجذب الاستثمار لما له من أثر مهم في تنشيط العجلة الاقتصادية وتوفير فرص عمل للأردنيين.
وبين الفرجات ان الأردن اليوم أصبح ينافس عالميا وله حضور مرموق في الدور السياحي وحقق أرقاما مطمئنة ويجب الحفاظ عليها والعمل لتحقيق مستوى أفضل في القطاع على مستوى العالم.
وطالب الفرجات بالارتقاء في البنية التحتية والخدمات ونشر الوعي بين المواطنين بأهمية القطاع اضافة الى دعم القطاع وتفعيل الشراكة بين القطاعين.
كما طالب بالاستمرار في عمليات الترويج والتسويق لجذب أكبر عدد ممكن من السياح وجذب الاستثمارات السياحية والاقتصادية للأردن.
وقال الخبير السياحي ميشيل نزال "القطاع السياحي حقق نقلة نوعية فريدة من نوعها منذ استقلال الأردن؛ بدأت في بعض من المناطق لتصل الى كافتها وتحقيق نمو ملموس على أرض الواقع".
وأكد نزال أن الأردن أصبح وجهة سياحية مطلوبة على مستوى العالم.
واضاف "الأردن اهتم بالقطاع السياحي إذ أنشئت الفنادق والاستراحات في مناطق المملكة كافة ليصل الى مكانة عالمية في هذا القطاع الحيوي".
وبين نزال ان القطاع السياحي سجل نموا كبيرا وتطورا مشهودا يجب العمل على الحفاظ عليه وزيادته.
وطالب نزال أهمية العمل على زيادة الغرف الفندقية لجذب أكبر عدد ممكن من السياح ولتعزيز النمو السياحي الذي يشهده الأردن ومحاربة كافة أشكال البيروقراطية في الإجراءات والمعاملات والتي تطرد الاستثمار وتحد من توسع المستثمر المحلي.
كما طالب نزال بتخفيض الكلف التشغيلية للمنشآت السياحية خاصة فاتورة الطاقة والضرائب التي تثقل كاهلها في منافسة الدول المجاورة.
وقال عضو مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة إن "الأردن واجه مشاكل عديدة وأزمات سياسية منذ الاستقلال لكنه تجاوزها وحقق نقلة نوعية في كافة القطاعات وخاصة السياحية التي ازدهرت في تسعينيات القرن العشرين عبر إنشاء قاعدة سياحية عالمية".
وبين أن القطاع سجل أرقاما سياحية مبشرة جعل الأردن من أولوية السائح وحصلت مواقع سياحية على مكانة عالمية مثل دخول البترا إلى عجائب الدنيا السبع في وقت شهد فيه القطاع السياحي نهضة قوية في السنوات الأخيرة.
وارتفع الدخل السياحي خلال الثلث الأول من العام الحالي بنسبة 84.5 % بتسجيله ما قيمته 2.214 مليار دولار، مدفوعاً بارتفاع عدد السياح إلى مليون و957 ألفا وبنسبة نمو بلغت 87.2 % نتيجة لارتفاع عدد سياح المبيت ليصل إلى مليون و597 ألفا بنسبة نمو بلغت 78.7 %، في حين وصل عدد سياح في اليوم الواحد إلى 360 ألف سائح وبنسبة نمو وصلت إلى 137.1 %، بحسب بيانات البنك المركزي. 
ويشار إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني تهدف إلى توفير 99 ألف فرصة عمل إضافية بدوام كامل في القطاع السياحي خلال العقد المقبل 2033.
وبحسب الرؤية، فإن أبرز المبادرات المقترحة ضمن محرك النمو "الأردن وجهة عالمية" والمتعلق بالسياحة، تطوير وإدارة المواقع والمرافق السياحية والحفاظ عليها، وتطوير المنتجات الخاصة بالسياحة بأنواعها المختلفة، وتفعيل مبادرة الاستثمار السياحي، وتسهيل السفر إلى الأردن والتنقل داخله، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة تنافسية الكلف وإتاحة الخدمات بأسعار مناسبة.
ومن المبادرات المقترحة أيضاً، إنشاء برنامج لصقل المهارات في قطاع السياحة، وإطلاق مبادرة السائح الرقمي، والاستمرار بالتسويق السياحي، وربط الأردن بشبكة أوسع رافدة للسياح، وتطوير الهوية التجارية، وتحديث بيانات القطاع بما يمكن من اتخاذ القرارات، ووضع معايير وقواعد عالمية المستوى لقطاع السياحة، وتحسين القوانين المرتبطة بقطاع السياحة، وتبسيط الإجراءات الحكومية، وإطلاق مبادرة "أردن الأمن والسلامة والبيئة النظيفة".
ووفقاً للملخص التنفيذي للرؤية، جرى تحديد الإمكانات الإستراتيجية وأولويات القطاع السياحي، والتي تشتمل على تنمية إمكانات الأردن ليصبـح أفضـل الوجهات السياحية للباحثيـن عـن تـجـارب عالميـة المسـتوى فـي المواقع الأثرية والتراثيـة والطبيعية، وسياحة المغامرات، والسياحة الدينيـة، والسياحة العلاجيـة.اضافة اعلان