"مدرسة الروابي للبنات".. النساء يطرقن باب التنمر

Video thumbnail for youtube video ctbwicdw3gm
Video thumbnail for youtube video ctbwicdw3gm
إسراء الردايدة عمّان- "التنمر فظيع" وقد يخلق دورة لا تنتهي من المرارة والاستنكار خاصة حين تتعرض له فتاة مراهقة من قبل أقرانها، وتلك هي القصة مبسطة التي يقدمها مسلسل "مدرسة الروابي للبنات"، ثاني إنتاج أردني من قبل "نتفلكس". [caption id="attachment_1045247" align="alignnone" width="1024"]مشهد من مدرسة الروابي للبنات مشهد من مدرسة الروابي للبنات[/caption] إذ يقوم المنبوذون الذين عانوا من التنمر في "مدرسة الروابي للبنات" في التآمر والتخطيط لسلسلة من المخططات الخطيرة للثأئر من معذبيهم.

فريق نسائي وقضية عالمية

فريق نسائي وطاقم أردني ممثلا بالمؤلفات؛ تيما الشوملي، شيرين كمال وإسلام الشوملي، قاموا بكتابة نص "مدرسة الروابي للبنات"، من خلال خلق عالم خيالي في مدرسة ثانوية للبنات، لكل شخصية عالمها وكيانها الخاص، بيئتها وخلفيتها، معلمات ومكان، والأحداث كلها تقع ما بين المنزل والمدرسة. في 6 حلقات مدة الواحدة منها تقريبا 47 دقيقة نكتشف عالم الشخصيات الرئيسية وهن الأولى هي "مريم" -أندريا طايع- الطالبة المثالية الذكية، "ليان" –نور طاهر- الطالبة الجريئة التي تقود المدرسة لشعبيتها. [caption id="attachment_1044536" align="alignnone" width="1920"]مشهد من مسلسل مدرسة الروابي للبنات- الغد مشهد من مسلسل مدرسة الروابي للبنات- الغد[/caption] "نوف" –ركين سعد- الفتاة الجديدة المتمردة، "رانيا" التي تتمتع بحس السخرية، ولكنها بذات الوقت شخصية غير واضحة. وهنالك أيضا "دينا" –يارا مصطفى- الفتاة المرحة والصديقة الوفية المليئة بالإيجابية وحب الحياة، بينما شخصية "رقية" -سلسبيلا- فهي المخلصة لصديقتيها ليان ورانيا –جوانا عريض- اللتان تعتبران الفتيات الأكثر شعبية في المدرسة والأجمل. تناولت المخرجة والمؤلفة تيما الشوملي التي أمضت السنوات الـ 10 الأخيرة في تقديم أعمال تتناول قضايا المرأة هي اليوم تحت المنظار حيث يشاهد العالم كله مسلسلها ببطلاته الخمس: دينا، رقية، ليان، رانيا ونوف. [caption id="attachment_1045246" align="alignnone" width="810"]مشهد من مدرسة الروابي للبنات مشهد من مدرسة الروابي للبنات[/caption] صناع المسلسل لم يقدموا العمل على أنه محلي بمعن أنه يمثل الأردن أو بيئته، وهذا أمر مهم لأن التنمر قضية عالمية. وأرادت المخرجة بهذا بحسبها في مقابلة أجرتها "الغد" معها من خلال نتفليكس، "كان من المهم بالنسبة لي أن أحكي قصة هؤلاء الفتيات الصغيرات، لأنني شعرت أننا لم نراها بعمق". وتضيف، "هذه الفئة العمرية لديها الكثير من القصص، فهن لديهن أسرارهن، عالمهن الخاص، يفتقرن للشعور بالأمان، وعلاقتهن ومشاعرهن لطالما كانت لغزا". [caption id="attachment_1045243" align="alignnone" width="900"]مشهد من مدرسة الروابي للبنات مشهد من مدرسة الروابي للبنات[/caption] وفي صغري لم أجد أي عمل خلال مراهقتي يعبر عني، ولذا وجدت أنه لا بد من الحديث عما تمر به المراهقات اليوم خصوصا في ظل وجود منصات التواصل الاجتماعي التي تفاقم الأمر". وهذا تحديدا ما يجعل "مدرسة الروابي للبنات" عملا مختلفا يتوفر فيه تفاصيل كثيرة تكشف أسرار عالم المراهقة لفتيات لا يمكن معرفة أن ثمة مشكلة ما قد يعانين منها. ظنا من الجميع أن حياتهن وردية، ولكن ليس ما تراه العين هو الحقيقة. وهذه الشخصيات الخمس قام فريق التأليف برسم ملامح كل واحدة منهن بعناية لتعبر عن شخصية حقيقية تعيش بيننا لتحاكي هذه الفئة العمرية وقضاياها. وكانت تيما الشوملي قد اختيرت كواحدة من أكثر الشباب العرب تأثيراً في العالم من قبل مجلة Arabian Business Magazine لثلاث أعوام متتالية هي؛ 2015 و2016 و2017. وتضيف الشوملي بحماس عن تجربتها، متحمسة جداً لتجربة الإخراج والتأليف في مسلسل "مدرسة الروابي للبنات"، لأنها تعتبر مختلفة نوعا ما. حيث كان الهدف تسليط الضوء على أهم المشاكل التي تواجه الفتيات من وجهة نظر نساء عملوا خلف وأمام الكاميرا. ومن أكثر الأشياء التي أحببتها في العمل هو التعاون مع فريق نسائي في الكتابة، الأزياء، الديكور والتصوير والموسيقى الذين اهتموا للغاية بظهور اللمسة النسائية في كل التفاصيل.

التنمر قضية قديمة جديدة

قضية التنمر ليست بالجديدة، ولكن أثرها اليوم أكبر وأعمق في ظل تواجد منصات التواصل الاجتماعي وهو ما يقدمه مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" من خلال القائمين عليه. فشخصية مريم الطالبة المجتهدة التي تتعرض للضرب من قبل زميلاتها وتنمرهن عليها تقرر الانتقام. وتلك الرحلة ذاتها هي التي تخلق صراعا نفسيا للجميع تتعمق باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لتناقل الحادث أو الصور. واختيار الشوملي لهذا الموضوع ارتبط بغياب وجود أعمال سابقة تناقشه وتسلط الضوء فيه على الحالة النفسية والآثار التي يفرضها مثل هذا الموقف، سيما في ظل وجود فجوة بين الأهل وبناتهن. [caption id="attachment_1045223" align="alignnone" width="1024"] شخصية مريم في مشهد من مسلسل مدرسة الروابي للبنات شخصية مريم في مشهد من مسلسل مدرسة الروابي للبنات[/caption] غياب الحوار الأسري واحد من أهم المواضيع التي طرحتها الشوملي وفريقها إلى جانب التنمر، وهو حيوي لأنه يلعب دورا في طريقة تعاطي المراهق في مرحلة عمرية حساسة مع تلك المواقف التي تتطلب حماية الأهل. وحين لا يجدد المراهق مساحة آمنة، يلجأ لحل المشاكل لنفسه وفقا لمشاعره والضغوطات التي يمر بها، يصبح الأمر خطيرا ويقود لمشكلة أكبر ويضره ومن حوله حتى.

هل العمل يمثل المجتمع المحلي؟

بالتأكيد لا، ولكنه حتما يتناول مشكلة محلية إقليمية وعالمية، فالمراهقين هم أنفسهم في كل مكان وما يجعل الأمر مهم أنه اليوم أمر يتعرض له الطلبة من كلا الجنسين. ويترك آثارا نفسيه مدمرة فيهم إن لم يتم حلها، "هذه الفئة العمرية لديها الكثير من القصص، وأسرارهم، وعدم أمنهم، وعلاقاتهم، وحبهم، كانت دائما لغزا"، تقول المخرجة والمؤلفة تيما الشوملي. وتعلق على فكرة التنمر، "أردت أن أعطي لمحة صغيرة عن القضايا الاجتماعية مثل التنمر الإلكتروني، الفجوة بين الأسر وبناتهم، والفجوة في الحوار الاجتماعي على نطاق أوسع".

المدرسة عالم كامل

المدرسة هنا تعتبر جحيما، على الأقل بالنسبة للفتيات اللواتي عانين من التنمر، ففي "مدرسة الروابي للبنات: يتزايد هذا الأمر. ولا يتعلق فقط بدمج صراعات طفيفة فيما بين الشخصيات بل هنالك ضرب حقيقي وقوي خاصة مشهد ضرب مريم "بعنف ووحشية وتركها تنزف". وكما لو أن الحادث لم يكن سيئا بما فيه الكفاية، الثلاثة تمكنوا من إلقاء اللوم على الضحية. ونادراً ما تُظهر مثل هذه الضحيّة صوتا وإذا قيل أي شيء، البقية سينسحبون بالفعل لأسباب مختلفة. ولا يتوقف التنمر هنا، بل تنمر في النظام نفسه وهذا أمر حقيقي، فالمسلسل ليس فقط نقدًا للمرتكبين الثلاثة للتنمر الذين يجعلون حياة الآخرين جحيما. [caption id="attachment_1045226" align="alignnone" width="1024"]ليان في مشهد من مسلسل مدرسة الروابي للبنات ليان في مشهد من مسلسل مدرسة الروابي للبنات[/caption] بل ويتهم النظام أيضا بالسماح لمثل هذه المظالم بأن تمر دون عقاب، بل وأحيانا بتشجيعها. لأنه بالطبع هنالك رجل يفرض سيطرته بسبب منصبه ونفوذه ووضعه المالي وهو أب غني لطالبة مدللة "ليان". وهذا هو السبب في أنها يمكن أن تتحمل أي شيء على الأقل في المدرسة. وحقيقة أن لديها حرية أقل بكثير مما يظهر عليه، ولا تكتشف إلا في مرحلة متأخرة.

المكان والأداء

بطلات "مدرسة الروابي للبنات"، لسن ممثلات محترفات لكنهن قدمن أداءا قويا على الشاشة، وسر نجاح ذلك شقين الأول إدارة المخرجة لممثلاتها. وثانيا موقع الأحداث وشكلها التي أشرف عليها أيضا فريق نسائي هن: مصممة ديكور الإنتاج: رند عبد النور، ومصممة الملابس: فرح قاروطة، وبالطبع باقي الفريق. وبما ان الأحداث خيالية تقع داخل أسوار المدرسة، تم عكس شخصية كل فتاة وتميزها من خلال زيها وطريقة ارتدائها للزي بدءا من طريقة لف ربطة العنق، تسريحة الشعر، الإكسسوار، وحتى طريقة طي الأكمام، والتي تخبر الكثير عن صاحبتها. [caption id="attachment_1045228" align="alignnone" width="1280"]مشهد من المسلسل مشهد من المسلسل[/caption] وهناك أيضا شكل المدرسة التي تبدو فاخرة جدا لدرجة تظهر فيها غير حقيقية وهو أمر واقعي، لأن الظاهر مختلف تماما عما يجري في أروقتها، "مثالية خادعة"، ألوانها والإضاءة .وتكوين الصورة نفسها يعكس الأسرار والخفايا المظلمة التي تقع فيها الأحداث دون علم أحد. وأخيرا هنالك نشيد المدرسة، " الذي كتبته إسلام الشوملي ويمثل الحقيقة المزيفة "نحن فتيات الروابي.. نحو القمم محلقات"، والتناقض بين الحقيقة والفساد المخفي. وتلعب الألوان الصارخة دورا في تقديم شخصيات المراهقات الخمس، بين الموضة وعالمهن الخاص وحياتهن وأحلامهن وحتى علاقتهن مع ذويهن، فمنزل ليان ظهر بألوان داكنة قليلة الإضاءة تحدد أن علاقتها بأهلها ومساحتها محدودة. وليس كما تظهر في المدرسة، بعكس دينا التي تملك غرفة ملونة زهية مبهجة تعكس رقتها وشخصيتها، مقابل غرفة مريم للشخصيات القوية وديكور يتماشى مع شخصيتها التي تسعى لثابتها بسبب والدتها.

هل المسلسل مقتبس؟

ليس فعليا، وإن كان موضوع وشخصيات فتياته شبيهات بمسلسل "فتيات لئيمات" من عام 2004 وبطولة ليندسي لوهان بشخصية "كاري". ولكن الاحتمال ضعيف جدا، فالأجواء والتركيز في الشخصيات مختلف تماما، والتنمر في الحقيقة مشكلة عالمية لا حصر لهويتها. وأرادت مخرجة "مدرسة الروابي للبنات" جليا أن يكون هذا المسلسل توعية للمراهقين وذويهم بخطورة التنمر، خاصة أنه سيبث بـ 190 بلدا، و32 لغة متنقلا من المحلية للعالمية. [caption id="attachment_1045233" align="alignnone" width="1280"]مشهد من مدرسة الروابي للبنات مشهد من مدرسة الروابي للبنات[/caption] وتبين الشوملي، حين بدأن بالكتابة لم نكن نتصور أن نبلغ هذه النقطة اليوم حيث يعرض مسلسلنا على المنصة اليوم، أشعر بالغبطة والفرح فما وفرته لنا "نتفليكس" من خلال الإمكانات العالية في التصوير والوقت في الإنتاج والكتابة أمر مهم جدا، لنكتب بأريحية ونقدم منتجا ومحتوى ناجحا وقويا. وساعدت جائحة كورونا على جعل العمل أقوى، لأنه منح فريق المسلسل مساحة للتحضير، وهنا نقطة التحول. [caption id="attachment_1045241" align="alignnone" width="1024"]مشهد من مدرسة الروابي للبنات مشهد من مدرسة الروابي للبنات[/caption] ففريق العمل الأردني تمكن من بلوغ منصة عالمية يشاهده حاليا كل العالم لتؤكد الشوملي، "أشعر بالفخر بفريق العمل كاملا لأننا نقف هنا اليوم". وتضيف الشوملي، من أكثر الأشياء التي أحببتها في العمل هو التعاون مع فريق نسائي في الكتابة، الأزياء، الديكور والتصوير والموسيقى الذين اهتموا للغاية بظهور اللمسة النسائية في كل التفاصيل.. وتتابع، وفخورة بالفريق الأردني الكامل من النساء والرجال الذين عملوا على المسلسل، "مدرسة الروابي للبنات" حلم بدأ بصفحة بيضاء فارغة والآن هو مسلسل سسيعرض على منصة نتفليكس العالمية ليصل للمشاهدين حول العالم.اضافة اعلان