المستوطنون يعيثون في الضفة فسادا ولا رادع يوقف بطشهم ونهبهم

قطيع من ذئاب المستوطنين يعيث فسادا بلا رادع في الضفة الغربية المحتلة-(أرشيفية)
قطيع من ذئاب المستوطنين يعيث فسادا بلا رادع في الضفة الغربية المحتلة-(أرشيفية)
الأراضي الفلسطينية - مع كل يوم يمضي تزداد سطوة المستوطنين الذين يعيثون فسادا ونهبا في الضفة المحتلة بحماية جيش الاحتلال، دون رادع يوقفهم، مع تشجيع من معظم وزراء حكومة الاحتلال المتطرفة.اضافة اعلان
ومنذ فجر أمس تواصلت اقتحامات جيش الاحتلال والمستوطنين المتطرفين لباحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، ولمدن وقرى بالضفة الغربية، فيما تركزت الاقتحامات في نابلس وجنين والمواقع الأثرية.
وفي القدس المحتلة تمكن 45 الفا من الوصول للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بسبب الحواجز العسكرية التي تحول دون الوصول لحق العبادة في المسجد، سواء لفلسطينيي الضفة أو فلسطينيي ألـ 48.
وفي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، أكدت مصادر محلية أن أكثر من 40 آلية عسكرية إسرائيلية اقتحمت المنطقة الشرقية من المدينة، وتمركزت في محيط "قبر يوسف".
واقتحم جيش الاحتلال المنطقة لحماية مجموعة من المستوطنين المتطرفين الذين أدوا طقوسا تلمودية بمناسبة اليوم الرابع من عيد الفصح اليهودي.
وكان الجيش الإسرائيلي نشر فرق القناصة في عدد من المباني المطلة على القبر وفرض طوقا أمنيا هناك قبل أن يقوم بإدخال مجموعات المستوطنين المتطرفين إلى داخل المبنى.
في المقابل، أشعل فلسطينيون إطارات السيارات وسدّوا بعض الطرقات بالحجارة تزامنا مع عملية الاقتحام.
ويأتي اقتحام الجيش للمنطقة المحيطة بقبر يوسف لحماية المستوطنين ضمن سلسلة اقتحامات ينفذونها احتفالا بعيد الفصح اليهودي. فأول من أمس، اقتحم عشرات المستوطنين أيضا قبر حبرون في الخليل بحماية قوات الاحتلال لتأدية طقوس تلمودية.
وذكرت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال حولت عدة أحياء من بلدة الخليل القديمة إلى ثكنة عسكرية، وأغلقت المحال التجارية ومنعت السكان من التجوال في الموقع.
وفي جنين، حلقت صباح أمس طائرة استطلاع على ارتفاع منخفض في أجواء المدينة ومخيمها، فيما أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت قباطية، وداهمت أحياءها وسيرت آلياتها العسكرية في شوارعها.
كما كثفت قوات الاحتلال من انتشارها العسكري في محيط بلدة عرابة وقرية بير الباشا ونصبت حواجز عسكرية متنقلة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال ليلة أول من أمس مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله بالضفة وداهمت منازل عدة واعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين بينهم سيدة.
وتزامنا مع حربه على غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، وهو ما أدى إلى استشهاد 489 فلسطينيا وإصابة نحو 4900 آخرين.
وفي غزة قصفت مدفعية الاحتلال أمس شمال مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، بينما نسف جيش الاحتلال مربعات سكنية في بلدة المغراقة وسط القطاع، كما استهدف فرق تأمين المساعدات الإنسانية.
واستشهد 3 فلسطينيين وإصيب آخرين في قصف إسرائيلي على مبنى تابع للصليب الأحمر يؤوي نازحين بشارع الوحدة وسط مدينة غزة.
كما استشهد صياد وأصيب آخر بنيران قوات الاحتلال أثناء عملهما قبالة ساحل مدينة رفح جنوب القطاع.
واستشهد 8 فلسطينيين من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لسيارة كانوا يستقلونها قرب مفترق المالية في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الاحتلال لجان تأمين المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة.
في هذه الأثناء، أعلن الدفاع المدني في غزة أنه انتشل ما يقرب من 400 شهيد من مقابر جماعية بمجمع ناصر الطبي، بخان يونس، ولم تستطع فرق الدفاع المدني التعرف على أكثر من نصفهم.
وأشار متحدث باسم الدفاع المدني في خان يونس، جنوبي القطاع، إلى وجود اعتقاد بدفن الاحتلال نحو 20 فلسطينيا وهم أحياء.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس أن الاحتلال ارتكب 5 مجازر في القطاع في الـ24 ساعة الماضية راح ضحيتها 51 شهيدا و75 مصابا، مما رفع عدد ضحايا قصف الإحتلال على غزة إلى 34 ألفا و356 شهيدا و77 ألفا و368 مصابا منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وفي سياق متصل، أجرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا بيّن أن 6 مجموعات إغاثية دولية تعرضت عملياتها أو ملاجئها لنيران جيش الاحتلال على الرغم من استخدام نظام منع الاشتباك التابع لجيش الإحتلال لإخطاره بمواقعها وتجنب أي استهداف عسكري لها.
وأوضحت الصحيفة في تحقيقها أن المنظمات الإنسانية التي استُهدفت لديها خط مباشر مع الجيش، وهي تأتي من دول غربية، بعضها من أقوى حلفاء إسرائيل.
وأشارت إلى أن بعض المواقع التي قُصفت تحمل علامات واضحة على هويتها الإنسانية، أو أنها تقع في منطقة مصنفة على أنها "إنسانية خاصة" قالت إسرائيل إنها آمنة للمدنيين.
وتشير نيويورك تايمز إلى أنه في الحرب على غزة تبين أن الأماكن التي تتوفر فيها كل سبل الحماية المتاحة ليست في مأمن من ضربات جيش الاحتلال.
ومع مضي أكثر من 200 يوم على الحرب بقطاع غزة، ما زال النازحون الفلسطينيون يعانون ويلاتها، حيث لم تهدأ ألسنة اللهب وآلة الدمار الإسرائيلية التي تقتل وتدمر وتشرد منذ بدء العدوان.
وخلال تلك الفترة عاش الفلسطينيون أوضاعا إنسانية صعبة، حيث تعرضت منازلهم للقصف والتدمير، مما تسبب بخسائر بحياة الأفراد، وتعرض بعضهم للإصابة، وما يزال آخرون في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
ونتيجة الحرب، اضطر الفلسطينيون للنزوح إلى مدينة رفح جنوب القطاع، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة، ومع ذلك أثخنها بغارات جوية وقصف على المنازل، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وأنشأ النازحون مخيمات مؤقتة في رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نازح، يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة.
وتفتقر المخيمات لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذا مؤقتا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.
يأتي ذلك بينما تجري الاستعدادات لاجتياح إسرائيلي محتمل لمدينة رفح رغم تحذيرات دولية من تداعياته.
وخلفت الحرب على قطاع غزة أكثر من 112 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
ويواصل الاحتلال حربه المسعورة والمدمرة على غزة رغم مثوله أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.-(وكالات)