مفاوضات متعثرة بين فرقاء السودان في جدة وأعمال نهب في الخرطوم

السودان - على وقع مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والطيران الحربي والدفاعات الأرضية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شمالي الخرطوم بحري، أكدت مصادر تعثر المفاوضات بين الفرقاء الجارية في جدة منذ السبت الماضي.اضافة اعلان
فلم تحرز تلك المفاوضات تقدما كبيرا لغاية أمس، وفق مصادر دبلوماسية أكدت أن "وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة. فكل من الفريقين يعتقد أنه قادر على حسم المعركة"
في الاثناء تتواصل المواجهات العنيفة فقد أكد شهود تقدم الجيش السوداني عبر عدة محاور من ضاحية الحلفايا شمالي الخرطوم بحري صوب قوات الدعم السريع المتمركزة في شمبات وبقية الأحياء الجنوبية للمدينة منذ بدء الاشتباكات قبل 4 أسابيع. وصاحبت محاولات الجيش للتقدم قصف جوي مكثف من سلاح الجو السوداني على أهداف للدعم السريع في شمبات، حيث شوهدت أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من عدة مواقع.
كما أدت شدة الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع لانقطاع التيار الكهربائي.
وبحسب سكان في العاصمة السودانية، شن الجيش السوداني ضربات جوية مكثفة وسط المدينة أيضا أول من أمس، وذكر شهود أن الجيش نفذ قصفا جويا مكثفا في وسط الخرطوم وحول القصر الرئاسي. وقالت قوات الدعم السريع إن القصر، الذي تقول إنها تسيطر عليه، أصيب في ضربة جوية ودُمر، لكن مصدرا بالجيش نفى ذلك.
والقصر الجمهوري القديم أحد قصرين داخل مجمع القصر الرئاسي الذي يضم أيضا القصر الجديد المبني أواخر سنوات حكم الرئيس عمر البشير (1989-2019). وكان القصر القديم مقر الحكومة السودانية منذ ما يزيد على 100 عام وحتى العقود التي تلت استقلال البلاد العام 1956. كما تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بارتكاب أعمال عدائية، بعد دخول الاشتباكات بين الطرفين أسبوعها الرابع.
وقال الدعم السريع إن قوات الجيش استهدفت عددا من المباني المدنية والأحياء السكنية والمصانع والمؤسسات الخاصة، مما تسبب في إصابة ومقتل عدد من المدنيين.
من جهته، قال الجيش في بيان إن "الموقف العملياتي مستقر بكل ولايات السودان (18 ولاية) عدا الأعمال العدائية والإجرامية للمليشيا المتمردة (الدعم السريع) ببعض مناطق العاصمة بما فيها المناطق السكنية".
وأضاف أن قواتهم اشتبكت مع الدعم السريع أثناء تمشيط منطقة موقف جاكسون وسط الخرطوم "وتم تدمير عدد من العربات القتالية والاستيلاء على أسلحة وأسر عدد من المتمردين ولاذ البقية بالفرار، كما قامت قواتنا بتدمير شاحنة ذخيرة للمتمردين بالقرب من كوبري المك نمر".
وفي إطار آخر، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بنهب المزيد من البنوك والمحال وسرقة ممتلكات المواطنين، وقال في بيان مساء أول من أمس "استمرت المليشيا المتمردة في أعمال نهب البنوك والمحال التجارية ومنازل المواطنين وتخريب مرافق الخدمات".
وأضاف أن عناصر الدعم السريع قاموا "بمواصلة نهب محطة جمارك سوبا وبنك الخرطوم فرع حي العمدة واقتحام عدد كبير من المنازل وسرقة ممتلكات المواطنين ببعض الأحياء تحت تهديد السلاح".
وندد اتحاد المصارف السوداني بعمليات السطو والتخريب في بعض فروع البنوك، قائلا إن المصارف ستستأنف خدماتها إذا سمحت الظروف بذلك.
وقالت قوات الدعم السريع في بيانات إنها تسعى لاستمرار الخدمات في الخرطوم، ونفت صحة تقارير عن قيام أفرادها بأعمال نهب وانتهاكات أخرى.
على الصعيد الإنساني، دفع القتال الذي اندلع يوم 15 نيسان (أبريل) في الخرطوم مئات الآلاف من الناس إلى الفرار من ديارهم وتسبب في أزمة مساعدات، حيث ارتفع عدد النازحين بما يزيد على المثلين خلال أسبوع إلى 700 ألف، حسبما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ووسط تحذيرات من أن السودان على شفا كارثة إنسانية، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن مسؤول المساعدات بالمنظمة مارتن غريفيث اقترح أن يدعم الطرفان المتحاربان في السودان "إعلان التزامات" لضمان المرور الآمن لمواد الإغاثة الإنسانية، وطُرح الاقتراح في جدة للنقاش.
وأضاف فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية أن "غريفيث يأمل في المصادقة على الإعلان في أقرب وقت ممكن، ليتسنى توسيع نطاق عمليات الإغاثة بسرعة وأمان من أجل تلبية احتياجات الملايين في السودان".
وتقدر الأمم المتحدة أن 5 ملايين شخص آخرين سيحتاجون إلى مساعدات طارئة داخل السودان، بينما من المتوقع أن يلجأ 860 ألفا إلى دول مجاورة تعاني أصلا من أزمات، في وقت خفضت فيه الدول الغنية مساعداتها.
وذكر شهود أن مظاهر الفوضى أصبحت مترسخة في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين لها. وقال سكان إن منازل ومتاجر ومستودعات تعرضت للاستهداف.-(وكالات)