مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع الصحي بغزة

الهواري: إعداد قوائم باحتياجات القطاع الصحي في غزة لتوجيه الدعم إليه

جانب من فعاليات المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة أمس-(بترا)
جانب من فعاليات المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة أمس-(بترا)

أكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، عبّر منذ بداية العدوان على قطاع غزة، عن موقف الأردن الثابت والواضح بالوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في هذا القطاع، من خلال المطالبة بالوقف الفوري للعدوان وحماية المدنيين الأبرياء.

اضافة اعلان


وشدد الهواري خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول لإعمار القطاع الصحي في غزة أمس، أن جلالته شدد على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية التي تخفف معاناة الغزيين وضمان وصولها إليهم، والذين يعيشون أوضاعا كارثية.


ويأتي المؤتمر الدولي بتنظيم من نقابة الأطباء والجمعية الطبية العربية الأميركية الوطنية NAAMA بالتشارك مع نقابات مهنية ومؤسسات مجتمع مدني وجمعيات ومؤسسات دولية من أكثر من 25 دولة.


ولفت وزير الصحة إلى أن جلالة الملك ترجم هذا الموقف على أرض الواقع من خلال إرسال المستشفيات الميدانية إلى غزة وخان يونس، بالإضافة إلى نابلس، وإرسال مواد الإغاثة والمعدات والمستلزمات الطبية عبر جسر الملك الحسين وعبر معبر رفح، أو حتى من خلال تزويد المستشفيات الأردنية الميدانية بالأدوية والمستلزمات الطبية عبر الإنزالات التي قامت بها طائرات سلاح الجو الملكي، بتوجيه مباشر من جلالته ومتابعة حثيثة من ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله.


وأكد الهواري أن العدوان على غزة أسفر عن وقوع الآلاف من الشهداء، وترك الكثير ممن بقي على قيد الحياة يعانون الإعاقة الجسدية والنفسية والتشوهات والألم والجوع والجفاف. 


وأضاف أن المرافق التي نجت من القصف تعمل فوق طاقتها، وكثيرا ما تتعطل الخدمات الصحية بسبب انقطاع الكهرباء.
وأشار إلى أن هذه التحديات تزيد المخاطر التي تهدد صحة السكان الذين يتعرضون إلى أخطار متزايدة أكثر من ذي قبل، "وهذا ما يدعونا اليوم لحشد كافة الجهود لإعادة إعمار القطاع الصحي الذي يحتاج إلى الكثير من الدعم السخي، ومن مختلف دول العالم، إلى جانب ضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة دون عوائق".


وناشد العالم للاستجابة لمعاناة الشعب الفلسطيني، وتحديدا للقطاع الصحي في غزة، والذي عانى الاستنزاف على مدار الساعة، والإنهاك المتواصل لكوادره الصحية المحدودة من الأطباء والممرضين والمخبريين وسائقي سيارات الإسعاف، الذين يعملون على مدار الساعة لاستقبال أفواج لا تنتهي من الشهداء والجرحى بإصابات متفاوتة.


ودعا الهواري إلى تحديد كل ما يحتاجه قطاع الصحة في غزة من بنية تحتية، وأجهزة ومعدات طبية وغير طبية، وكوادر صحية وخبرات ومؤهلات ومعرفة تمكنه من أداء دوره الإنساني على أكمل وجه، ووضع قوائم بهذه الاحتياجات حتى يتسنى للداعمين من الدول والمنظمات والأفراد، توجيه الدعم بناء على الاحتياجات المحددة، وبما يضمن استئناف المنشآت الحيوية والمستشفيات عملها لتقديم خدماتها للفلسطينيين في القطاع.


وتحدث خلال افتتاح المؤتمر، أطباء ومختصون صحيون من مختلف دول العالم، منهم ممثلة منظمة الصحة العاليمة ورئيس مبادرة إعمار القطاع الصحي الدكتور عمر لطوف.


بدوره، قال الرئيس المشارك لمبادرة إعمار القطاع الصحي في غزة الدكتور فوزي الحموري، إن العدوان على قطاع غزة أدى إلى حدوث أضرار لم يسمع بها أحد عبر التاريخ الحديث.


وقال الحموري إن الحرب أسفرت عن استشهاد أكثر من 27 ألف فلسطيني، منهم 12 ألف طفل و9 آلاف امرأة.

 

ولفت إلى إصابة نحو 67 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى 700 ألف آخرين مصابين بالأمراض المعدية جرّاء النزوح.


وقال إن 60 ألف امرأة حامل لا يستطعن الحصول على أي رعاية أمومة، و350 ألف مريض بأمراض مزمنة لا يملكون الدواء، ومن بينهم أطفال مرضى بالسكري لا يجدون الأنسولين.


وأكد أن هناك نحو 10 آلاف مريض بالسرطان بلا رعاية بسبب استهداف مستشفيي السرطان الوحيدين من قبل جيش الاحتلال.


وأوضح أن العدوان على غزة، أدى إلى خروج 20 مستشفى و53 مركزا صحيا عن الخدمة، وتدمير 122 سيارة إسعاف، واستشهاد 340 من العاملين في مجال الرعاية الصحية. وطالب بوضع أسس لإعادة بناء ما تم تدميره، لأن شعب غزة لديه الحق بالحصول على الرعاية الصحية مثل أي شعب آخر.


من جانبه، قال نائب رئيس اتحاد الأطباء العرب نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي إن المؤتمر يعتبر الأول من نوعه الذي يناقش حالة القطاع الصحي والمؤسسات الطبية والتعليمية الصحية في قطاع غزة وسبل إعادة إعمارها.


وأشار الزعبي إلى أنه سيتم تقديم تقرير ودراسات ميدانية وخطط لإعادة بناء وتشغيل القطاع الصحي في غزة ضمن إطار عمل دولي منظم إنهاء الحرب.


وشدد على أن نقابة الأطباء ومنذ بداية الحرب على القطاع، تواصلت مع مؤسسات طبية ودولية عدة في محاولة لإيجاد الوسيلة لإرسال المواد الطبية وتأمين وصول الأطباء الأردنيين إلى قطاع غزة، من أجل المشاركة في علاج الجرحى.


وأوضح أن هناك ما يزيد على 1000 طبيب في المملكة على أتم الجهوزية للتوجه إلى غزة وبشكل فوري لعلاج المرضى وجرحى الحرب هناك. 


ودعا ممثلي الدول المشاركة إلى العمل على التنسيق والضغط على حكوماتهم لتقديم المساعدات إلى غزة، والسعي لإعادة إعمار القطاع بشكل فوري.


وتضمنت محاور المؤتمر، ورش عمل متنوعة كما تم إطلاق مبادرة للتبرعات لإعمار القطاع الطبي بغزة.


بدوره، قال مدير عام الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب يوسف زريقات إن 77 بعثة طبية أردنية توجهت إلى غزة في السنوات الماضية عبر المستشفى الميداني الأردني في القطاع.


وأكد زريقات أنه تم علاج نحو 77 ألف حالة مرضية في المستشفى الميداني، مشددا على أن الخدمات الطبية الملكية تابعت 5400 حالة طوارئ، وأجرت 184 عملية جراحية.


ولفت إلى أن المستشفى الميداني الأردني في خان يونس تم تجهيزه بـ35 سريرا وغرفتي عمليات و44 حاضنة أطفال، حيث جرى فيه علاج نحو 44 ألف حالة منها 10 آلاف حالة طوارئ.


وشدد على أن الجيش العربي ملتزم بدوره الإنساني لإخوته في قطاع غزة تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك بهذا الخصوص.

 

اقرأ المزيد : 

"النقد الدولي": الضغوط على الصحة تحتاج إلى كفاءة في الإنفاق على القطاع