مظاهر الاحتجاج ضد الحرب على غزة تسهم بدحض رواية الاحتلال

جانب من التظاهرات الكبيرة وسط لندن المنددة بجرائم الاحتلال الصهيوني قبل أيام-(وكالات)
جانب من التظاهرات الكبيرة وسط لندن المنددة بجرائم الاحتلال الصهيوني قبل أيام-(وكالات)

تعددت مظاهر الاحتجاج العالمية على جرائم العدو الصهيوني منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، تصاعدت اشكالها في غالبية عواصم العالم ومدنها، كقطع العلاقات الدبلوماسية أو استعادة السفراء من الكيان المجرم، إلى جانب الإعلان عن استقالات موظفين في مؤسسات دولية، ما اعتبره محللون، رسائل تحميل تاثيرات تصب في الضغط على آلة الإجرام الأميركي والصهيوني في التوقف عن ارتكاباتها غير المسبوقة بحق المدنيين والعزل في غزة.

اضافة اعلان


وبين المحللون في أحاديث لـ"الغد"، بأن مثل ذلك النوع من الاحتجاجات يحمل رسائل سياسية ودبلوماسية، وفي الجانب الاقتصادي، مقاطعة لبضائع الدول المساندة لهذه الحرب الوحشية، لكنها للأسف لا يمكنها أن تحمل تاثيرا واقعيا عند الحديث عن القانون الدولي الإنساني.


وأكدوا أن تلك الممارسات والمطالبات الحقوقية، والضغط الجماهيري قد يحدث فرقا، ويسهم بدحض رواية العدو الصهيوني المزيفة، ويفضح ادعاءاته الكاذبة، تلك التي يروج لها منذ 75 عاما، وتجلت بوضوح خلال العدوان على القطاع.


الأردن، استدعى سفيره من الكيان، احتجاجا على هذه الحرب الوحشية، وطلب من سفير الكيان، عدم العودة الى العاصمة عمان، في حين أن حكومة بوليفيا، قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، لما ارتكبه من جرائم في غزة، بينما استدعت كولومبيا وتشيلي المجاورتان سفيريهما للتشاور.


ونددت الدول الثلاث الواقعة في أميركا الجنوبية بهجمات العدو الإسرائيلي على القطاع، ودانت قتل المواطنين الفلسطينيين، كما دعت الدول الثلاث لوقف إطلاق النار، وحثت بوليفيا وتشيلي على السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، واتهمتا العدو بانتهاك القانون الدولي.


كما قدم مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في نيويورك كريغ مخيبر استقالته، احتجاجا على صمت هيئات في الأمم المتحدة عما يجري في غزة.


المدير التنفيذي في معهد القانون والمجتمع معاذ المومني، قال إن "مثل هذه الممارسات، بالتأكيد مشكورة ومحل تقدير، وتوجه رسالة ذات طابع سياسي ودبلوماسي ضمن العلاقات الدولية، ولكنها على أرض الواقع غير مؤثرة عند الحديث عن القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".


وبين المومني، أنه إذا ما قامت الدول وتكاتفت باللجوء للأدوات القانونية المعروفة في القانون الدولي لن تحقق أي نتائج حقيقية على أرض الواقع، في سبيل وقف إطلاق النار، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.


بدوره، قال وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء ووزير الإعلام الأسبق جواد العناني، إن "مثل هذه الممارسات والاحتجاجات لا تؤثر عند المحتلين، ولا يأبهون بها، لكن كثيرا من عقلاء العالم يأخذونها على محمل الجد، كونها تؤثر على المؤشر الإخلاقي ليس للمحتلين فقط، بل وللولايات المتحدة الأميركية التي تدعمها.


ورأى العناني أن ذلك النوع من الاحتجاجات، يؤثر في تكوين رأي عالمي يقف ضد رواية العدو الكاذبة، والتي يغدق على ترويجها في العالم مليارات الدولارات، لتنتشر في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.


وبين أنه ليس من مصلحة أميركا والمحتل، اطالة المعركة لأنها ستنتقل الى دول أخرى، وستزيد الخصوم لأميركا الذين سيستغلون الفرصة لتكوين تحالفات ضدها.


وقال العناني، إن تلك الاحتجاجات والتصويت ضد استمرار الحرب على غزة، يقوي مركز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عالميا، ويوضح موقفها في الدفاع عن نفسها وعن شعبها.


ولفت إلى أنه يجب أن تكون هناك تحالفات وتكاتف بين الدول، وتطوع لمحامين من أجل استخدام القانون الدولي لمعاقبة الجناة، وهذا الذي له تأثير على أرض الواقع بشكل أكبر.


من جانبه، قال مدير مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور، "أتصور أن أي جهد تضامني أو أي جهد في كشف جرائم الاحتلال، له أثر وفائدة، وهذا الموضوع تراكمي، ولكن لن يجد التغيير في يوم وليلة".


وبين منصور، أننا حين ندقق في المشهد، سنرى بأن الأكاذيب والأخبار المضللة التي كان الاحتلال في أول أسبوع من العدوان وحرب الابادة على فلسطين يروج لها، قد تعرضت لاختراقات، وظهر للعديد من الشعوب والمنظمات بأنها زائفة وليست حقيقية.


وأضاف، أنه بدأ هناك نوع من التوازن، إذ بدأت الرواية الفلسطينية والحق الفلسطيني يتقدمان للأمام، ويأخذان مكانهما، بعد أن تبين حجم جرائم العدو وحرب الإبادة الموجهة ضد الشعب الفلسطيني في غزة.


وقال منصور، إننا الآن أمام مفترق طرق، ودائما الحق يتقدم وينتصر، وبالتالي لدينا ثقة بأن موقف منظمة حقوق الإنسان والمطالبات الحقوقية والضغط في الشارع والتظاهرات والتحرك الشعبي؛ كل هذا يحدث فرقا وينتصر لعدالة قضية الشعب الفلسطيني.


وأوضح أنه في وقت لا نملك فيه عصا سحرية، لكننا نملك ارادتنا ومواقفنا المستقلة، فعلينا الاستمرار بالضغط لكسر الهيمنة على الرأي العام الدولي والهيمنة على المؤسسات الدولية والإعلام ايضا، وبالتالي نصحح المسارات، وبالتالي نتفوق ونتقدم ونستقطب الشارع ليس في العالم العربي فقط، بل وفي العالم.

 

اقرأ المزيد : 

11 ألف انتهاك للمحتوى الفلسطيني