نتائج الثانوية العامة.. ابتهجوا باعتدال



تظل نتائج الثانوية العامة الهاجس الأكبر في كل عام لمعظم البيوت العربية بشكل عام وللأسر الأردنية بشكل خاص، ولا يختلف أحد على أن مرحلة الثانوية العامة مرحلة فيصلية في حياة كل طالب توجيهي، بالرغم وجود أشخاص لم يكملوا دراستهم الثانوية واستطاعوا أن يبنوا أنفسهم، وتصبح لديهم مكانة مميزة في محيطهم ومجتمعهم. الحصول على الثانوية العامة ليست نهاية الطريق بل هي البداية للمرحلة الجامعية والتي هي البوابة التي سيدخل منها الطالب إلى مرحلة العمل واكتساب الخبرات، بل أجزم أنها من أهم المراحل وأصعبها في حياة كل إنسان. فالعمل الذي يتمناه أي شخص يعتمد بالأساس على نوع التخصص الذي يختاره الطالب في الجامعة، وذلك يعتمد بالطبع على معدله في الثانوية العامة.اضافة اعلان
إن الفرحة بنتائج الثانوية العامة فرحة لا توصف ولا تنسى في نفس الوقت، فالانتظار والترقب هما سيدا تلك الفترة الحاسمة من عمر الطالب، والنجاح والتفوق هما غاية المنى لطلاب التوجيهي، والاحتفال بنجاح طالب ما أو تفوقه من الواجب أن يكون محفوفا بالحكمة والتوازن في التعاطي مع فرحة النجاح، وعدم الاستهتار في التعامل مع مجريات الاحتفال بإزعاج المواطنين وإقلاق راحتهم، وبث الخوف في قلوب الأطفال من أصوات المفرقعات والأغاني الصاخبة وإطلاق الأعيرة النارية والمسيرات التي تجوب الشوارع بأصوات صافرات السيارات العالية، للجميع الحق بإظهار فرحته لكن باعتدال من غير إفراط بإيذاء الآخرين، بعض الحوادث جرت في الأعوام الماضية حولت الفرح إلى حزن والسرور إلى عزاء، لا أحد يرغب في سرقة فرحة الأهالي بنجاح أبنائهم، فما جرى بالأعوام السابقة نأمل أن لا يتكرر في هذا العام، مقصدنا من الفرحة أن نفرح الأحباء والأصحاب، لا أن نجلب لهم الأحزان والدموع، فتلك فرحة مشوهة لا معنى لها.
ما تقوم به وزارة الداخلية من ضبط الأمن خلال احتفالات المواطنين بنجاح فلذات أكبادهم، خطوة على الطريق الصحيح وضبط المخالفين من الضرورة بمكان، لتجنب أي حوادث قد تقع لا سمح الله تحزن القلوب وتدمع العيون.
أمن المواطن أهم من كل شيء، والمجتمع لا يتسامح مع أولئك المستهترين بأرواح المواطنين بحجج ومبررات واهية، فكم من أرواح ذهبت ضحية رعونة القلة القليلة بزعم السعادة والابتهاج، فالسعادة حدودها واضحة لا تسوق الأبرياء إلى دائرة الخطر والمجازفة بأرواحهم، ليثبتوا للناس أنهم في غاية السعادة! فيشهرون أسلحتهم بإطلاق النار والتباهي بذلك، والأدهى أن يكون الأطفال والشباب مجتمعين حولهم فتأتي رصاصة طائشة تزهق روحا بريئة.
الفرحة المنضبطة التي لا تفلت من عقالها محمودة والفظة مذمومة...
والذين لم يحالفهم الحظ في الثانوية العامة ليست نهاية العالم، فكم من شخص لم ينجح في الثانوية العامة بالجد والإصرار نال مراتب المتفوقين والأمثلة على ذلك كثيرة.