برمجة لغوية عصبية

الإبداع والتفوق والقيادة والتخطيط والدعوة الإسلامية وسائر فنون النجاح في الإدارة وفي الدنيا والآخرة يمكن أن يحصل عليها المواطنون بعد محاضرات عظيمة ومبهرة، يقدمها "شيف" في فندق أو شاب تلقى تأهيلا لدى اختصاصي صعوبات تعلم.

اضافة اعلان

وقد حصلت بعد عناء ومتابعة على كثير من الأفكار والخبرات الممكن تحصيلها في هذه البرامج والدورات، ويمكن أن أقدمها للقراء بإيجاز، وقد توفر عليهم كثيرا من النفقات والأوقات والجهود الواجب بذلها في المشاركة مع مثل هؤلاء المزودين والموردين لخدمات التفوق والإبداع.

الإنسان يستطيع أن يطور إمكاناته العملية والعلمية والفكرية بلا حدود، ويمكن عرض بعض الأمثلة والإنجازات العلمية التي توصلت لها من خلال عمليات بحث وتأمل وتركيز وتفكير ومتابعة وقياس وتحليل.

لاحظت مرة وأنا أسير في الشارع أن نافذة المكتب مضاءة، أي يصدر عنها ضوء، فتوقعت على الفور أن الضوء في المكتب لم يطفأ، وبالفعل ذهبت وتأكدت بنفسي، وهنا يجب أن تلاحظوا أنه لا يكفي التأمل والملاحظة النظرية، ولكن لا بد من التجربة والتحري والتعب، فقد تحركت بنفسي إلى المكتب وتأكدت من الضوء ولم أكتف بالملاحظة والنظريات كما يفعل البعض.

صحيح أن المكتب كان مطفأ وأن الضوء الذي رأيته هو من نافذة المكتب المجاور ولكن هذا لا يقلل من أهمية العمل والإنجاز العلمي.

وأنا أيضا تراودني شكوك يومية أو كل يوم، يومية تعني كل يوم، فهما يؤديان المعنى نفسه وتستطيعون أن تختاروا أحد المصطلحين، وأنا هنا أحاول إن أساعدكم في تنمية المفردات  اللغوية لأن البرمجة اللغوية تحتاج إلى ثراء لغوي أنني لم أغلق الباب، وهنا أدخل في عملية حوار ذاتي وصراع فكري عميق ثم أذهب وأتأكد أن الباب مغلق، مرة أخرى يجب أن تلاحظوا  كيف يحتاج البحث والتفكير إلى جهد عملي مضن وتأكد واختبار.

وهناك عمليات علمية أكثر تعقيدا وثراء يمكن الوصول إليها فقد اكتشفت مثلا طريقة نعرف بها هل السيارة التي تراها تتحرك أم واقفة، وذلك بالتركيز على عجلات السيارة إن كانت تدور أو لا تدور، طبعا ستعرفون، ولا أريد أن أطيل بالشرح في هذه المساحة كيف تربط بين دوران العجلات وبين معرفة أن السيارة تتحرك أم هي واقفة، ولكن يمكن أيضا الوصول إلى عمليات أكثر ارتقاء في التحليل والتفكير والبرمجة اللغوية العصبية فالاستنتاج يكون باتجاهين، فقد تبين أنك يمكن أن تعرف إذا  كانت السيارة واقفة أم متحركة بمعرفة دوران العجلات من توقفها، ولكن تستطيع أيضا أن تعرف إذا كانت العجلات تدور أم تتحرك إذا عرفت أن السيارة واقفة أم متحركة، والموضوع ليس ترفا فكريا ولا رياضة علمية منطقية فقط، أنت تستطيع أن تبني على ذلك مجموعة من الخطط الإستراتيجية والعملية والأفكار والتطبيقات اليومية والمرحلية أيضا، فأنت تستطيع أن تقرر أن توقف سيارتك في مكان السيارة الواقفة أو المتحركة أم أنك لا تستطيع، لأنه عندما تكون السيارة متوقفة وليست متحركة فلن تستطيع أن توقف سيارتك مكانها، ولكن إذا كانت تتحرك وليست واقفة فتستطيع ربما أن توقف سيارتك لأنها لن تبقى في المكان نفسه إلا في اللحظة التي رأيتها، وأنت بحسبة رياضية وإحصائية معقدة قليلا تستطيع أن ترتب لوقوف سيارتك بعد أن تكون السيارة التي عرفت أنها تتحرك قد تحركت بالفعل.

الموضوع يطول بالطبع، ولكن في دورة للتفكير يمكن أن أقدم بالبروجكتر الكمبيوترايز وببرنامج البور بوينت مثل هذه الأفكار وغيرها وأعلم الناس مسائل مهمة وعملية في  التفكير.

وطورت أيضا أدوات للقياس والمعرفة في أثناء إقامتي في الدوحة وملاحظتي المستمرة للفرق بين الأمكنة المغلقة والمكيفة مثل المباني والعمارات وبين الشارع أو المكان المكشوف في الشمس والرطوبة، فدرجة الحرارة تكون في المبنى المكيف أقل من الشمس، والرطوبة كذلك تكون أقل.