"التدريب المهني".. موازنة ضعيفة ودور كبير في مواجهة البطالة

هبه العيساوي

عمان- في الوقت الذي وصل فيه عدد المشتغلين من خريجي مؤسسة التدريب المهني إلى نحو 14 ألف مشتغل خلال الثلاث سنوات الأخيرة، أكد مراقبون على دور المؤسسة المهم في التدريب والتشغيل وحاجتها إلى مزيد من الدعم الحكومي والخارجي.اضافة اعلان
وبين هؤلاء في حديث لـ"الغد" على ضرورة استقلالية المؤسسة والاستثمار فيها إلى جانب إعادة هيكلتها بحيث يساهم القطاع الخاص فيها بشكل أكبر.
وأشاروا إلى التحديات المالية التي تعاني منها المؤسسة في ظل موازنة سنوية بسيطة مقابل الدور الكبير الذي تقوم به في تدريب وتشغيل الشباب في تخصصات مهنية وتقنية يحتاج إليها سوق العمل.
وأكدوا أن جميع خرجي المؤسسة يحصلون على شهادة مزاولة المهنة من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، ويجب العمل على إزالة الانطباع الموجود في المملكة بأن من يذهب للتدريب المهني هم الفاشلون أكاديميا.
من جانبه قال مدير عام مؤسسة التدريب المهني المهندس أحمد غرايبة إن الميزانية العامة لمؤسسة التدريب المهني تصل إلى ما يقارب 19 مليون دينار بالإضافة إلى دعم من مجالس المحافظات اللامركزية والتمويل الخارجي المرتبط بمذكرات تعاون بين الحكومة والدول المانحة ومن خلال وزارة العمل ووزارة التخطيط.
وبين غرايبة أنه ضمن التوجيهات الملكية السامية، واهتمام سمو ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتطوير منظومة التدريب المهني والتقني، وضمن الخطة الاستراتيجية لمؤسسة التدريب المهني والتي تعتمد على فتح قنوات تواصل وتعاون بين المؤسسة والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات تم توقيع اتفاقيات تعاون ودعم لتطوير منظومة التدريب المهني حيث وقعت مؤسسة التدريب المهني ومن خلال الحكومة الاردنية مجموعة من الاتفاقيات مع منظمات دولية ومؤسسات مجتمع محلي ومن ابرز هذه المنظمات (المنظمة اليابانية للتعاون الدولي JICA، ووكالة التنمية البلجيكية Enable، ومنظمة جمعية الخدمة الجامعية العالمية في كندا wusc، الوكالة الالمانية للتعاون الدولي GIZ، والوكالة الكورية للتعاون الدولي KOICA.
وقال غرايبة، إن عدد البرامج المعتمدة والمطبقة في مؤسسة التدريب المهني يبلغ نحو 120 برنامجا تدريبيا معتمدا ومطبقا في كافة معاهد المؤسسة المنتشرة في جميع محافطات المملكة والتي يبلغ عدها 35 معهدا موزعة على ثلاثة أقاليم، وتسعى مؤسسة التدريب المهني الى التوسع في تطوير برامجها وإدخال تخصصات جديدة مواكبة للتطور التكنولوجي مثل مهن المهارات الخضراء، التكنولوجيا الحديثة والدقيقة، المهارات الرقمية وتصميم أشباه الموصلات، تكنولوجيا الزراعة الحديثة، وصيانة الطائرات بالإضافة الى إنشاء برامج متخصصة في مجال السيارات الهجينة والسيارات الكهربائية.
وتعمل المؤسسة حاليا بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد وجامعة الحسين التقنية، على تطوير البرامج التدريبية وفق معايير عالمية في معاهد للمؤسسة، سيعاد تأهيلها وتطويرها لتكون انموذجا متميزا يحتذى به لمعاهد التعليم والتدريب المهني والتقني، عبر المبادرة الوطنية الرائدة لتطوير التدريب المهني (+HTU).
وبشأن اتفاقيات التدريب المنتهي بالتشغيل واستحداث فرص عمل، بين الغرايبة أنه تبلغ نسبة التشغيل الكلية (من خلال الاتفاقيات وغيرها) حوالي 57.4 %.
بدوره أكد المدير السابق لمؤسسة التدريب المهني زياد عبيدات على معالجة التحديات المالية لمؤسسة التدريب المهني وخاصة النفقات الرأسمالية في ظل المساعدات الخارجية الممنوحة للمؤسسة.
وبين أن المؤسسة بحاجة إلى أن تكون أكثر استقلالية وأن يكون للقطاع الخاص الأغلبية في مجلس إدارة المؤسسة.
وتطرق عبيدات إلى أنه لدى المؤسسة نحو 130 اختصاصا لا يوفرها التعليم في القطاع الخاص، وغالبيتها مطلوبة في سوق العمل.
من جانبه اتفق مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض مع عبيدات حول أهمية مؤسسة التدريب المهني كواحدة من أهم المؤسسات التدريبية في الأردن ولو تم الاستثمار فيها من قبل الحكومة ودعمها وزيادة مخصصاتها كان سيكون لها أثر كبير.
وبين عوض أنه ما تزال الطاقة الاستيعابية لهذه المؤسسة لا تزيد على 15 ألف طالب والأعباء التي تتحدث عنها الحكومة أنها تريد المزيد من الطلاب والطالبات للالتحاق بالمؤسسة لا يتواءم مع قدرات المؤسسة وطاقتها الاستيعابية.
وأكد أنه في ظل القدرات الاستيعابية في المحافظات الكبيرة لا تستطيع المؤسسة تلبية الاقبال والطلب الشديد مقارنة مع المحافظات البعيدة عن العاصمة، ولذلك فإن المؤسسة بحاجة إلى إعادة هيكلة والتوسع في المعاهد التي عليها طلب كبير.
وقال عوض " أعتقد أن موازنة المؤسسة ضعيفة ولا تحصل على تمويل كاف وغالبية موازنتها يذهب نفقات تشغيلية، وصحيح أنه تأتيها مشاريع من بعض الجهات المانحة ولكنها ليست متاحة دائما".
ورأى أنه مطلوب زيادة الاهتمام بالمؤسسة من حيث القدرات التدريبية والهيئات التدرسية والأدوات المستخدمة.
وختم عوض حديثه بأن "خريجي المؤسسة بعد جهد يلتحقون بسوق العمل ولكن بحاجة إلى تعزيز قدرات المؤسسة الفنية ليكون الخريجون أكثر كفاءة."
يشار إلى أنه بلغ عدد المشتغلين من خريجي مؤسسة التدريب المهني خلال العام الماضي نحو 3,468 مشتغل نسبة الذكور منهم 78 % والإناث 22 %.