العلاقة الغرامية التي قادت مؤثرة تيك توك ووالدتها إلى ارتكاب جريمتي قتل

20f04c20-49a3-11ee-9b58-cb80889117a8
ماهيك بخاري على إنستغرام وفي حجز الشرطة
كانت ماهيك بخاري نجمة صاعدة على تطبيق تيك توك، وكانت والدتها تدعم ابنتها المؤثرة بحماس. لكن علاقة غرامية مشؤومة انتهت بهما إلى الخداع والابتزاز والقتل في نهاية المطاف.اضافة اعلان

وكانت ماهيك التي تعيش في مدينة ستوك أون ترينت البريطانية، قد قررت العمل في وسائل التواصل الاجتماعي بعد توقفها عن استكمال دراساتها الجامعية.

وكان ذلك العمل قد بدأ يأتي ثماره. وجمعت ما يقرب من 129 ألف متابع وكانت تكسب دخلاً من خلال الترويج للعلامات التجارية، مع حضورها لحفلات وفعاليات إطلاق المنتجات في جميع أنحاء البلاد.

كما أنها كانت تتفاخر بعلاقتها المميزة مع والدتها أنسرين، التي كانت تنضم إليها كثيراً في مقاطع الفيديو الخاصة بها.

ولكن عندما التقت أنسرين بسقيب حسين البالغ من العمر 21 عاماً، أثار ذلك سلسلة من الأحداث التي انتهت بمأساة، وشهدت في النهاية إدانة الأم وابنتها بارتكاب جريمة قتل مزدوجة.
وحُكم على الاثنتين بالسجن مدى الحياة، حيث حكم على ماهيك بالسجن لمدة 31 عاماً وثمانية أشهر على الأقل، بينما حُكم على أنسرين بالسجن لمدة لا تقل عن 26 عاماً وتسعة أشهر.



الأم وابنتها في فيديو منشور على تيك توك

العلاقة الغرامية

بدأت أنسرين وسقيب الدردشة عبر الإنترنت للمرة الأولى في العام 2019، من خلال تطبيق الفيديو "أزار".

تبادلا أرقام الهواتف وسرعان ما أصبحا يتحدثان كل يوم. كانت علاقتهما متقطعة، لكنها استمرت حوالي ثلاث سنوات.

وقال مفتش المباحث مارك باريش من شرطة ليسترشاير، إن أنسرين شعرت "بالاطراء" من الاهتمام الذي أبداه سقيب بها.
وأضاف أنهما التقيا مرات عدة، في الفنادق والمطاعم وصالات الشيشة.

لكن في العام 2021، بدأت علاقتهما تتدهور. حاولت أنسرين قطعها، فاستاء سقيب.

وبينما كان يعاني في تقبل رفضها له، ناشدها إعادة النظر في العلاقة. وتأزمت الأمور حتى هدد سقيب أنسرين بإرسال مواد فاضحة لها لزوجها.
وفي نهاية ذلك العام، انفجرت أنسرين وأخبرت ابنتها بكل شيء. ولكن بدلاً من الذهاب إلى الشرطة للتعامل مع الابتزاز، قررت ماهيك أن تحل الأمور بنفسها.

وقال مفتش المباحث مارك باريش: "من خلال معرفتي بعائلة سقيب وتواجدي معهم طوال الوقت، أعلم أنهم كانوا سيتعاملون مع سقيب ويمنعونه من القيام بما كان يفعله".

"لو تحدثت [عائلة بخاري] إلى الشرطة، لما حدث هذا. ولما وصل الأمر إلى هذه المرحلة".



التقت أنسرين بسقيب للمرة الأولى عبر تطبيق دردشة بالفيديو

خطة القتل

في محاولة لمساعدة والدتها، لجأت ماهيك إلى صديقها، ميكانيكي السيارات، ريكان كاروان.

خطط الصديقان لاستدراج سقيب لحضور لقاء لتسليمه مبلغ 3000 جنيه إسترليني. كان هذا هو المبلغ المالي الذي قال أنه أنفقه على أنسرين عندما كانا عاشقين.

استعان ريكان بصديقه المقرب، رئيس جمال، وكذلك بابن عم رئيس، أمير جمال، وأصدقاء آخرين هم: سناف غلام مصطفى وناتاشا أختار ومحمد باتل.

في الساعات الأولى من يوم 11 فبراير/شباط 2022، وصلت المجموعة إلى سوبر ماركت تيسكو في ليستر، وانتظرت سقيب. كانوا قد نصبوا كميناً لسقيب.

وفي مسقط رأسه كان سقيب، يحاول ترتيب رحلة بالسيارة إلى ليستر.

سأل بعض الأصدقاء. وعرض هاشم إعجاز الدين، أن يوصله.

وقال المفتش باريش: "هاشم لا يعرف أي شيء عما كان يحدث، فهو صديق لسقيب وقد وافق على توصيل سقيب إلى ليستر في الليلة المعنية ببراءة تامة".
"لم يكن يعرف أياً من المتهمين، ولم يكن يعرف شيئاً عما يدور، وفي بعض النواحي ربما يكون الشخص الوحيد الذي كان في المكان الخطأ في الوقت الخطأ".




صورة للمطاردة بكاميرات المراقبة

المطاردة

وصل سقيب وهاشم إلى موقف سيارات تيسكو الساعة 01:17 بتوقيت غرينتش. وقفا وانتظرا لبضع ثوان، لكنهما شعرا بوجود شيء غريب.

سرعان ما غادرا المكان، ولكن تبعتهما سيارتان، سيارة سيات ليون زرقاء يقودها رئيس، وسيارة أودي تي تي مع ريكان خلف عجلة القيادة.
كانت كل من ماهيك وأنسرين في سيارة الأودي بحسب ما جاء في المحاكمة.

في هذه المرحلة، علمت الشرطة من سجلات الهاتف أن ماهيك اتصلت بسقيب.

ويقول المفتش باريش: أصبح الجو متوتراً جداً. لا نعرف ما دار بينهما. ولكن تم تبادل الكلمات".

وبعد دقيقة واحدة من انتهاء المحادثة، اتصل سقيب برقم الشرطة 999.

وأخبر عامل الهاتف أنه في سيارة وهناك سيارة أخرى تطارده. وقال إن السيارة التي تطارده تحاول صدم سيارته وإخراجها عن الطريق.

استمرت المكالمة المحمومة حوالي خمس دقائق بينما واصل سقيب وهاشم السير في الطريق المزدوج، متجاوزين الإشارة الحمراء في محاولة للإفلات من مطارديهم.

وقال المفتش باريش: "أحد الأشياء الأولى التي تحدث عنها انه على وشك الوقوع في حصار، اللقطات التي سجلتها كاميرا وكالة بيع سيارات تظهر بوضوح أن سيارة أخرى تسد طريق سيارة سقيب و تحاول إجبارها على الوقوف ".

وأضاف أنه يمكن سماع سقيب في المكالمة وهو يقول لهاشم أن يسرع ويخرج من هنا.

ويتابع: "في تلك المرحلة، يمكنك أن تتخيل بوضوح الخوف والقلق الذي يدور في ذهنيهما - حقيقة أنهما تجاوزا الإشارة الضوئية الحمراء وما زالا مطاردان".

طلبت عائلتا سقيب وهاشم عدم بث مكالمته مع 999 التي عرضت في المحكمة.

كانت اللحظات الأخيرة مؤلمة للغاية. وفي النهاية، يتوقف الخط لمدة 10 ثوانٍ قبل أن يسأل عامل الهاتف سقيب ما إذا كان لا يزال على الخط.

ويقول المفتش باريش: "تصبح المكالمة عاطفية ومزعجة للغاية ويمكنك سماع أنهم يقفون خلفهم مباشرة، ثم يصرخون وبعدها يهدأون".


في أعقاب الجريمة

بعد الساعة 01:30 بقليل، كان سائق إنقاذ يعمل على طول الطريق السريع A46، عندما رأى سيارة مشتعلة بجوار شجرة. وبعد أن أدرك أن أحداً لم يتصل بالشرطة، أغلق الطريق بشاحنته.

وصل أول ضباط شرطة بعد حوالي 10 دقائق، وتبعهم رجال الإطفاء مباشرة.

وبعد إخماد الحريق، شاهد أحد ضباط الشرطة جثتي شخصين في السيارة.

وبعد مسافة من الطريق نفسه، توقف سائقا سيارتي "أودي" و"سيات". وتولت ماهيك قيادة الـ"أودي" وناتاشا قيادة الـ"سيات".

ثم عادوا إلى ليستر. وفي طريق عودتهم، مروا بالقرب من السيارة المحترقة.

بمجرد وصولهم إلى المدينة، توقفوا في ساتون بليس، وهو طريق مسدود هادئ بعيداً عن أعين الناس. نزلت المجموعة من السياراتين وبدأت بالسير في الشوارع.

تم رصدهم في نقاط مختلفة في حوالي الساعة 02:00، وتم التقاط صورهم بواسطة كاميرات المراقبة أثناء تحركهم في جميع أنحاء المنطقة في ظلام فبراير/شباط البارد.

لم يتمكن الضباط الذين حصلوا على اللقطات لاحقا من التأكد مما كانوا يفعلونه، لكن إحدى النظريات تقول أنهم كانوا يعدون قصة للتغطية على الجريمة .

ثم توجهوا إلى منازلهم. بعدها بدأت ناتاشا، صاحبة سيارة الـ"سيات"، رحلة العودة إلى منزلها في برمنغهام، بينما توجهت البنت وأمها شمالاً نحو ستوك أون ترينت.



ماهيك وأنسرين وريكان يسيرون في شوارع ليستر بعد جريمة القتل

في هذا الوقت، عرفت شرطة ليسترشاير شيئاً لم تعرفه المجموعة.

تم إرسال مكالمة سقيب للشرطة على رقم 999 إلى المحققين وبدأوا في البحث في تسجيلات كاميرات التعرف التلقائي على لوحات أرقام السيارات.

عممت الشرطة على مختلف الاقسام ارقام السيارتين، ورصد ضابطان في وست ميدلاندز سيارة ناتاشا.

بدأوا في متابعتها، وبعد ذلك حاصروها في محطة بنزين. قبل أن يحدث ذلك، اتصلت ناتاشا بصديقها رئيس وهي في حالة ذعر.
ثم تم القبض عليها واحتجازها.

وبعد الساعة 08:00 بقليل، استيقظت ماهيك وأنسريم في المنزل على صوت ضباط الشرطة وهم يتحدثون إلى شقيق ماهيك ووالدها.

لاحظت ماهيك في هذه المرحلة، أن لديها مجموعة كبيرة من محاولات الاتصال بها من رئيس، الذي علم أن الشرطة عثرت على ناتاشا.

وبينما واصل ضباط شرطة ستافوردشاير التحدث إلى الأعضاء الذكور في المنزل، عاودت ماهيك الاتصال برئيس.

ثم أرسلت بعد ذلك رسالة نصية إلى والدتها في الغرفة المجاورة، تشرح فيها ما الذي يجب أن تقوله للضباط.

كذبت ماهيك، التي كانت ترتدي سترة وردية اللون كبيرة الحجم، على الشرطة قائلة إنه في ليلة الحادث، كانتا في طريقهما إلى نوتنغهام لحضور حدث متعلق بوسائل التواصل الاجتماعي.

وتم القبض على الابنة ووالدتها في وقت لاحق وتم نقلهما إلى مركز الشرطة في ليستر.

وأثناء التحقيق معها في مركز الشرطة، واصلت ماهيك الكذب بشأن ما كانت تفعله في تلك الليلة.

ولكن عندما قامت الشرطة بإسماعها مكالمة سقيب لـ 999، بدت مصدومة.

إلا أنها وبدلاً من الاعتراف بفعلتها، انهارت بالبكاء وقالت إن سقيب "يكذب كثيراً" و"يحرّف" الأحداث.

واتهمت الابنة ووالدتها وستة أشخاص آخرين في ما بعد بالقتل.

جرت تبرئة محمد باتل لاحقًا من جميع التهم،بعد أن أخبر الشرطة بالقصة الكاملة، وكشف عما حدث أثناء المطاردة.

الأهم من ذلك، هو أنه أخبر الضباط أن ريكان ورئيس أجريا محادثة هاتفية أثناء المطاردة حول صدم سيارة سقيب ورميها خارج الطريق.

الدموع في قفص الاتهام

بعد ظهر يوم الجمعة 4 أغسطس/آب 2023، وبعد 18 شهراً من الانتظار، استعدت عائلتي حسين وإعجاز الدين لمعرفة مصير المتهمين بقتل أحبائهم.

وقد درست عمل هيئة المحلفين القضية لأكثر من 28 ساعة.

في وقت سابق من ذلك اليوم، شوهدت ماهيك من قبل الصحفيين خارج محكمة ليستر كراون وهي تضحك وتلوح لهم من على شرفة.

وسرعان ما اختفى سلوكها الواثق. إذ انفجرت في البكاء عندما وجدت هيئة المحلفين أن الأم وابنتها مذنبتان بتهمتي قتل.

كما أُدين ريكان كاروان ورئيس جمال، سائقي السيارتين، بارتكاب جريمتي القتل.

فيما أُدين كل من ناتاشا أختار وسناف غلام مصطفى وأمير جمال بتهمتي القتل غير العمد.