عصام حجاوي لـ"الغد": نحتاج لمجلس أعلى للدراما يدعم قطاع الإنتاج

مسلسلات ستعرض في شهر رمضان القادم- (من المصدر)
مسلسلات ستعرض في شهر رمضان القادم- (من المصدر)
أحمد الشوابكة عمان- يرى المنتج الأردني عصام حجاوي أن الدراما تعبر عن الواقع الذي نعيشه في الماضي والحاضر، وفي التطلع للمستقبل، وهي وسيلة ناجعة لتسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات بتوجيه المجتمع نحو الأفضل. وأكد حجاوي أهمية الدراما التلفزيونية في رسم ملامح الهوية الوطنية والترويج في الداخل والخارج لصورة الوطن وتأكيد حضوره بأحلى الأساليب وأكثرها تأثيراً، الى جانب الترويج السياحي بشتى أشكاله ومناحيه، مشيراً إلى أن الإنتاج التلفزيوني الدرامي الجيد والمدروس هو استثمار حقيقي يدر على الوطن ربحاً مادياً مجزياً، إضافة الى دعم الفنانين والفنيين والعاملين بالعمل الفني. ويؤمن حجاوي بالفن وصناعته منذ بداية رحلته، ما دفعه لدراسة الفنون المسرحية في جامعة عمان الأهلية، قبل أن يقدم تاريخاً كبيراً من المسلسلات والأفلام التي أبرزت العديد من النجوم المحليين وأسهمت بسطوعهم عربياً، كما استقطب العديد من الأسماء المهمة جداً عربياً للتمثيل بأعمال أردنية، ما يدفعها للعودة لمكانتها عربياً. وبدأ حجاوي مع الإنتاج الفني منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ومرت عشرون عاماً على انطلاق مؤسسة عصام حجاوي للإنتاج والتوزيع الفني، فكانت البداية في فيلم "حكاية شرقية" برفقة المخرج السوري الكبير نجدت إسماعيل أنزور، بطولة الراحل محمد القباني والراحل جميل عواد، جولييت عواد ونادرة عمران، أما آخر الأعمال، فهو المسلسل الذي لاقى نجاحاً كبيراً جداً على المستوى العربي "الخوابي"، وهو من إخراج محمد علوان من بطولة النجم: إياد نصار وعبير عيسى ومحمد العبادي، وبين العملين قام بإنتاج ما يزيد على الـ"70" فيلما ومسلسلا. ومن أبرز المسلسلات التي قدمتها مؤسسة حجاوي ولاقت رواجاً أردنياً وعربياً كبيراً، وتم عرضها على أهم المحطات الفضائية العربية: "رياح السموم، صبر العذوب، العقاب والعفرا، وين ما طقها عوجا، ومن نبع الحياة وحنايا الغيث"، حيث شارك في هذه الإنتاجات نخبة النجوم العرب وأكثرهم تأثيراً. ويصور حجاوي حالياً في مدينة مادبا وجوارها، مسلسلا دراميا، وذلك لمكانة هذه المدينة وطبيعتها وتاريخها عبر السنين، مشيراً إلى أن مادبا هي متحف طبيعي متنقل، وهذا يسهل عملية التصوير التي ستكون منسجمة مع أحداث المسلسل ولغته المكتوبة على الورق، ونقلها إلى الواقع بأسلوب درامي مشوق للمشاهد وفق رؤية إخراجية متكاملة العناصر. وينوه حجاوي إلى أن المناطق كافة في الأردن هي استوديو طبيعي متنقل لتصوير الأعمال التلفزيونية والسينمائية كافة، ما يسهم في ترويج وتسويق جل هذه المناطق سياحياً واقتصادياً واستثمارياً، "وهذا ما سنركز عليه في أغلب الأعمال الفنية التي سنتولى إدارة إنتاجها مستقبلاً"، وفق ما ذكره لـ"الغد". وعاد حجاوي بذاكرته إلى الأعمال الدرامية الأردنية التي كانت قد تصدرت الشاشات العربية في السبعينيات والثمانينيات. ويضيف: "بعد ذلك وفي فترة التسعينيات جاءت موجة المقاطعة، لم تعد الحركة الإنتاجية الأردنية قادرة على العودة للساحة والمنافسة بسبب شح الإمكانيات المادية، وبعد أن ارتفعت تكلفة الإنتاج"، لافتا إلى أن جهود القطاع الخاص للإنتاج جاءت متباعدة، كما تدنى مستوى بعضها لشح القدرات المالية، ما قلص مساحة التوزيع والاستثمار وأسهم بالعزوف عن مشاهدتها وحلت إنتاجات أخرى مكانها. وأكد حجاوي أن المحاولات التي يقوم بها مع بعض الزملاء المنتجين غير كافية لإعادة الحياة والألق والاستمرارية المرجوة للدراما التلفزيونية الأردنية، فبحسب قوله: "لا نريد أن نقف عند الخلل والمعوقات والأسباب، بل نبحث عن الحلول المجدية ونسعى لتحقيقها"، منوها إلى أهمية التفاعل الإيجابي بين الحكومة والقطاع الخاص للإنتاج الفني من تخفيف الأعباء والضرائب، وتسهيل مهمة عملية الإنتاج، كي لا تتوقف حركة الإنتاج الفني في الأردن. وقال حجاوي "إن تشكيل مجلس أعلى للدراما بموازنة معتدلة، وشراء التلفزيون الأردني حق بث الأعمال الدرامية على الشاشة الوطنية كفيل بتغطية جزء كبير من تكلفة الإنتاج، ويأتي التسويق بمعظمه كأرباح لتغذية صندوق المجلس لضمان الاستمرارية والتطوير، وأن يختص هذا المجلس بإنتاج الدراما العصرية الأردنية، وأن يترك إنتاج الأعمال التاريخية والبدوية والريفية للقطاع الخاص". ومن أجل تحقيق الهدف بإنتاج دراما أردنية معاصرة متميزة، يقول حجاوي: "يجب أن يكون في مجلس الأعلى للدراما أعضاء من ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة لتحمل المسؤولية عن جودة الإنتاج وموضوعيته بدءا من النص المكتوب إلى اختيار الطاقم المشارك من فنانين وفنيين وإخراج ولكل ما يحتاجه المسلسل حتى تسويق المسلسل". ويؤكد ضرورة الاعتماد على كفاءة الفنان الأردني كركيزة أساسية في إنجاح الأعمال الفنية الدرامية كافة، سواء كانت تراثية، تاريخية، بدوية، ريفية أو معاصرة. ويشير إلى مقدرة الفنان الأردني على تقديم ونشر إبداعاته إلى المتفرج العربي، وهنا بات واضحاً من خلال الكثير من الفنانين الأردنيين الذين طرزوا أسماءهم في سماء الدراما العربية، واحتلوا مكانة مرموقة في هذا الجانب، وهم: إياد نصار، صبا مبارك، ومنذر رياحنة. ويقول: "مهمتي وواجبي تزويد الحركة الفنية الأردنية بمواهب جديدة لتسهم في تطويرها وازدهارها، ونحن لدينا مواهب متعددة ومبدعة في المجالات كافة ولا ينقصها سوى تقديم الفرصة لها، ونحن نفعل ذلك لأن هذا واجبنا تجاه هذه المواهب الشابة". ويلفت إلى أن الدراما الأردنية بحاجة أيضا إلى ممثلين جدد ملائمين للأعمال الاجتماعية والبدوية على حد سواء، ليكونوا امتداداً للنجوم الرواد الكبار ومساندين لهم. وأكد أن المشاهد أينما وجد يقتنع من خلال النص الجيد، والمصداقية في الأداء، والابتعاد عن الخداع والزيف وعدم الاستخفاف بذكائه وذائقته. وحول تأثير قنوات "يوتيوب" على المسلسلات الدرامية وتأثيرها على البث التلفزيوني في ظل هذه التحولات الرقمية والإنترنت والفضاء الواسع للبث، يقول: "بالتأكيد القنوات الرقمية تؤثر على المسلسلات الدرامية وهي الآن مؤثرة جدا؛ حيث إن إيقاع الحياة قد اختلف، فالجميع من خلال المنصات الرقمية يستطيع مشاهدة المسلسل التلفزيوني في أي مكان وفي أي وقت على العكس من التلفزيون. وقد تأثرت بالفعل المشاهدة التلفزيونية بدرجة كبيرة، ولكنها ترتفع خلال شهر رمضان، فقد أصبح المسلسل التلفزيوني جزءا لا يتجزأ من الوجبة الرمضانية". وبهذا الخصوص، يؤكد حجاوي أن هناك أعمالا درامية جاهزة للعرض التلفزيوني في شهر رمضان المبارك المقبل 2022 من أبرزها؛ "ذياب هباب الريح" عن قصة عنترة بن شداد، "على بعد مسافة من الحب"، و"نشميات من البادية". وأكد حجاوي أنه بصدد إنتاج فيلم عن حياة الشهيد معاذ الكساسبة، وسيتولى كتابة الفيلم الدكتور سليمان أبو شارب. وكان رمضان 2021 للمسلسلات الدرامية من إنتاج حجاوي حصة الأسد في عرضها على المحطات الفضائية العربية، وهم: "لعبة الانتقام"، "جلمود الصحارى"، "كرم العلالي" و"بلاقي عندك شغل". ويذكر أن المنتج عصام حجاوي لمع اسمه وحقق نجاحاً على مستوى الوطن العربي بإنتاجه مسلسلات ضخمة لاقت مشاهدة جماهيرية كبيرة من أبرزها مسلسلات بدوية. وحقق المنتج عصام حجاوي نجاحاً باهراً في عالم السينما، وذلك بالتعاون مع المخرج العالمي د. محيي الدين قندور عندما قام بإنتاج فيلم بعنوان "الشراكسة"، الذي حاز على عدد من الجوائز في مهرجان موناكو. وقدم حجاوي بسوية عالية ترضي الجمهور العربي بشكل عام والجمهور الأردني بشكل خاص، كما كان رضاهم في مسلسلاتنا البدوية السابقة منها: رعود المزن، حنايا الغيث، الدمعة الحمراء، وأخيرا تم تتويج هذه المسيرة بالمسلسل الذي لاقى إعجابا هائلا منقطعا، وهو "العقاب والعفرا" الذي عرض في الشهر الفضيل.اضافة اعلان