إرادة ملكية لتطوير السياحة بعد تعثر حكومي

أمجد المسلماني *

جهد ملكي كبير يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني يهدف للتركيز على قطاعات اقتصادية وطنية يوجه جلالته دوما الحكومات للانتباه لها وتطويرها وعلى رأسها قطاعا السياحة والزراعة.اضافة اعلان
فزيارات الملك المتتالية للعقبة والبترا واللقاءات الملكية مع القطاع السياحي تشير إلى إرادة حاسمة بالتوجه نحو تطوير قطاع السياحة بعد تعثر الجهود الحكومية في إحداث اختراق في نمط تطور هذا القطاع.
وسيحقق الاهتمام الملكي في هذا القطاع نقلة كبيرة لقطاع السياحة ليصبح قطاعا استراتيجيا في أجندة الحكومة، فمقوماتنا السياحية تستحق أكثر بكثير مما تحقق من أعداد سياح عدها المسؤولون فتحا عظيما.
مولاي صاحب الجلالة: ان المطلب الأساسي لجذب السياح ومنافسة دول الإقليم في استقطاب السياحة يستوجب تحديد أولويات واحتياجات السائح وتحقيقها حتى يمكننا الدخول فعليا في منافسة متكافئة لاستقطاب السياح.
فخلال رئاستي للجنة السياحة في مجلس النواب السابق التقيت في مناسبات عديدة ممثلين عن قطاعات السياحة وحددنا احتياجات السياح وأبرز المشاكل التي تعيق تطور السياحة وتم في حينه مخاطبة الحكومة، وفي جهد غير مسبوق أصدرت لجنة السياحة في مجلس النواب وقتها كتيبا تضمن توصياتها ويشتمل على ما يواجه السياحة من مشكلات، وتم طباعة الكتاب وتوزيعه على كافة الجهات الرسمية.
اليوم تغير العالم وتغيرت آليات الترويج وأصبح السائح يحدد وجهته ويعقد مقارنة عبر وسائل الاتصال الحديثة ثم يحدد وجهته بناء على ما يقدم له وما يوفر من وسائل ترفيه وخدمات، وللأسف لم ندخل بعد في هكذا منافسة، فالسائح خلال يومين على الأكثر يكون حقق هدف زيارته ولن يجد أي مكان ترفيهي يقضي فيه أياما أطول فيغادرنا لدول مجاورة توفر له تنوعا في الخدمات.
جلالة الملك: ان المشكلة الكبيرة التي تواجه تطور السياحة هي تعدد المرجعيات والأنظمة القانونية التي تنظم مواقعنا السياحية، فللعقبة قانون وللبترا قانونها، والمعابر لكل منها نظامها، ووزارة السياحة بلا عمل ولا تعلم بما يتم اقراره من تعليمات في مواقعنا السياحية، وليس لها أي دور، فإذا أردنا تطوير السياحة يجب أن نبدأ بتوحيد المرجعيات وأن نعيد لوزارة السياحة اعتبارها ودورها.
ان تطوير القطاع السياحي يبدأ من ثغر الأردن وشاطئه البحري، فالعقبة تحتاج للكثير، ولم يتحقق ما طمحنا له منذ تحويل العقبة لمنطقة اقتصادية خاصة، فلم تشهد لا الفنادق ولا المرافق السياحية أي تحول مهم، وقد زرت العقبة مع عائلتي وبعض الأقارب ولم نستطع البقاء لأكثر من ليلة واحدة لعدم وجود أي مرافق، وهذا حال جميع السياح الزائرين للعقبة.
والعقبة بحاجة لأعداد إضافية من الفنادق واستقطاب استثمارات في مجال المطاعم فذاكرتي لا تسعفني لا تذكر متى تم افتتاح آخر مطعم سياحي في العقبة يمكن أن نقارنه بالمطاعم في المناطق السياحية في الإقليم.
فنادقنا تفتقر للتنوع في خدماتها وما تزال تعتقد ان السياحة مجرد غرفة ووجبات طعام، فلم تشهد المرافق الترفيهية في الفنادق أي تقدم ولم نسمع بفندق يوفر ألعابا مائية للأطفال كما أن الطعام المقدم في الفنادق لم يشهد أي تغيير في نوعيته منذ سنوات.
مولاي، ان المثلث الذهبي كنز سياحي لم نستطع لغاية الآن استكشافه ولم نقدم له للأسف أي شيء ولم نستقطب أي استثمار يمكن الحديث عنه، وطالما تحدثت سابقا ان المنطقة تحتاج الى مدينة تشابه مدينة ألف ليلة وليلة في مصر وبعدها فقط نستطيع ان نتناقش في أعداد السياح ارتفاعا أو انخفاضا.
فالبنية التحتية في المواقع السياحية تحتاج لإعادة تأهيل ولن يتم تأهيلها وتطوير مواقعنا السياحية إلا إذا طبق قانون الشراكة بين القطاعين بحيث يتولى القطاع الخاص تحديث وإدارة المواقع السياحية بإشراف حكومي مباشر.
سيدي، لا يخفى على أحد ما يعانيه النقل السياحي من نقص عدد الحافلات وتهالكها وعدم توفر حافلات صغيرة ومتوسطة لنقل العائلات بشكل يحفظ خصوصيتها. وقد كان النقل السياحي يراعى به التخصص ويتبع لوزارة السياحة ثم تقرر نقله لوزارة النقل، وقد حاولت جاهدا منع نقل هذا القطاع لوزارة النقل نظرا للطبيعة الخاصة للنقل السياحي إلا انني لم انجح في منع ذلك وتم التحشيد ضد موقفي وحتى اتهامي أنني أعمل لمصالح شخصية ولم استطع إبقاء هذا القطاع تحت ولاية وزارة السياحة وتم نقله الى هيئة تنظيم قطاع النقل كأي قطاع نقل وأصبح يعاني مما يعانيه قطاع النقل الذي يشهد مرحلة صعبة ومتردية، وعاد الجميع الآن لتبني ما طالبت به وبدأوا يطالبون بإعادة النقل السياحي تحت مظلة وزارة السياحة.
كما أن قطاع الطيران يحتاج من الحكومة بعض الاهتمام وتقديم قليل من التنازلات لقطاع وطني يشغل أردنيين ويدفع ضرائب لخزينة الدولة ولا يطالب هذا القطاع إلا بمعاملته كما تتم معاملة شركات الطيران الأجنبية.
صاحب الجلالة، ليس من المستحيل تجاوز كافة معوقات قطاع السياحة ولا يحتاج هذا القطاع لأي عصا سحرية، فقط ما نتطلع له أن تسير الحكومة على خطى جلالتكم وان تزور قطاعات الوطن. وقتها سنحقق رؤيتكم المباركة وسيصبح الأردن وجهة سياحية حقيقية.

  • نائب سابق