أم الرصاص: مدينة قديمة تمتاز بمنظومة أثرية تاريخية

أم الرصاص التي تقع على بعد 30 كيلومترا جنوب شرق مادبا - (الغد)
أم الرصاص التي تقع على بعد 30 كيلومترا جنوب شرق مادبا - (الغد)

عمان - الغد - تُعد قرية أم الرصاص (ميفعة) القديمة امتدادا لمنظومة تراثية تاريخية تبدأ بمسلة ميشع بذيبان مرورًا بمادبا وجبل نيبو.
ويمكن الدخول إليها عن طريق نتل، الزعفران، الرميل، أو عن طريق ذيبان شرق، وأيضًا من الطريق الصحراويK خان الزبيب. وتحتل الآثار الموجودة فيها موقعا عاليًا يمكن رؤيته عن بعد 20 كم بمساحة 30 دونمًا تشكله منطقة مغلقة داخل حصن منيع تحيط به أسوار عالية.اضافة اعلان
وتقع قرية أم الرصاص ضمن لواء الجيزة التابع لمحافظة العاصمة، على بعد 5 كم شرق ذيبان.
كما تبعد 26 كم جنوب شرقي مدينة مادبا،
و60 كم جنوب مدينة عمان.
وتقع القرية على هضبة مادبا الخصبة على ارتفاع 760 مترh عن سطح البحر، بين وادي الوالة ووادي الموجب.
وتبلغ مساحة المدينة القديمة قرابة 2 كم2 وتمتد القرية الحديثة على أطرافها، ويبلغ عدد سكانها 4200 نسمة كما تُعتبر أحد جيوب الفقر في الأردن.
ووردت أم الرصاص عند الجغرافي العربي البكري كقرية في البلقاء من سورية عرفت منذ فجر الإسلام بالمكان الذي التقى به الحنفي زيد بن عمرو بن نوفل براهب تنبأ بمجيء رسول الاسلام.
وأم الرصاص هو الاسم العربي المحلي الذي عرفت به لأول مرة للرحالة الغربيين منهم سيتزن عام 1807، وبكنجهام الذي زارها عام 1816.
وتعود تسمية أم الرصاص بهذا الاسم حسب معاجم اللغة إلى جذره، فهو مشتقٌ من الفعل (رصّ)، أي وضع أمرين ملتصقين بعضهما ببعض، كما تعني كلمة (مرصّ) الطلاء بالرصاص.
وقد ورد اسم المدينة القديم كاسترون ميفعة في نص باللغة اليونانية ضمن فسيسفاء تعود إلى العصر الأموي.
وورد  الاسم الجغرافي (ميفعة) في المصادر الرومانية والعربية، وعند المؤرخ يوسفيوس في كتابه الأسماء الجغرافية (أونوماستكون)، حين ذكر وجود وحدة من الجيش الروماني كان مركزها على حافة الصحراء في ميفعة.
وتُعتبر منطقة أم الرصاص من أهم المواقع السياحية الأثرية في الأردن التي يرتادها حجاج مسيحيون من مختلف مناطق العالم لما تحويه من معالم دينية قديمة.
ويُعد اكتشاف الأرضية الفسيفسائية لكنيسة القديس ستيفان، الاكتشاف الأهم في كل الموقع؛ والتي تعود إلى عام 785 (تم اكتشافها بعد عام 1986).
وتُعتبر هذه الأرضية الفسيفسائية المحافظ عليها جيدًا، الأكبر في الأردن كما تم إدراج أم الرصاص أو ميفعة على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 2004، نظراً للمزيج الفريد من الحضارات المختلفة فيها، كما أن معظم كنائسها تم بناؤها بعد الحكم الإسلامي.
وأطلق على ام الرصاص اسم "كاسرتون ميفعة" كما ورد في نص باللغة اليونانية ضمن فسيفساء تعود إلى العصر الأموي أسسها الرومان كمعسكرات في البدء من أجل تثبيت النفوذ وحماية طرق التجارة المتجهة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس. إلا أنها نمت لتصبح مدينة ابتداءً من القرن الخامس الميلادي، لتحتل منزلة كبيرة في ذلك الوقت.
ويحتوي الموقع الأثري فيها على أطلال تعود للفترة الرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى الفترة المبكرة من الحضارة الإسلامية (من نهاية القرن الثالث).
وتحيط بأم الرصاص، بقايا مناطق زراعية قديمة كما أن هنالك نظاما خاصا لجمع المياه على امتداد الموقع استعمل لمياه الشرب وكذلك كنظام لري المزروعات وبالرغم من احتوائها على الكثير من الكنائس التاريخية وآثار لمعسكر روماني كبير، إلا أن معظم أجزاء الموقع لم تُكتشف بعد.
من آثار المدينة
جانب من سور الحصن الروماني، يحيط به سور بُني بداخله في الفترة البيزنطية عدد من الكنائس، ويعود تاريخه للقرن الثالث الميلادي، وهو مستطيل الشكل يحيط به سور دعم بعدد من الأبراج وله بابان في الواجهتين الشمالية والجنوبية وباب كبير في الواجهة الشرقية حيث كان مقراً للفيلق الروماني الذي كلف بحماية الطريق التجاري السلطاني وحفظ الأمن والاستقرار في المناطق المجاورة لأم الرصاص.
الكنائس
كنيسة القديس أسطفان، يُطلق عليها أيضًا "كنسية القديس اسطيفانيوس" أو "استيفان".
وتتميز هذه الكنيسة بأرض ضخمة مرصوفة بالفسيفساء منذ عام 718 م وما تزال محفوظة حتى أيامنا هذه.
تصور هذه الفسيفساء التي تزيد مساحتها على 500 متر مربع - رسوماً لعدد من المدن البارزة التابعة للأرض المقدسة من جهتي نهر الأردن الشرقية والغربية، حيث تم وصف 8 مدن في فلسطين و 9 مدن في الأردن، بالإضافة إلى 10 مدن في دلتا النيل.