أندية تدعو لإقامة دوري المحترفين في الصيف

من نهائي بطولة الكأس بين الفيصلي والسلط - (تصوير: أمجد الطويل)
من نهائي بطولة الكأس بين الفيصلي والسلط - (تصوير: أمجد الطويل)

بلال الغلاييني

عمان -طالبت أندية في دوري المحترفين لكرة القدم، بضرورة إقامة الدوري في الصيف، بدلا من الموعد السابق الذي اقيم فيه الدوري في الموسمين الماضيين.اضافة اعلان
وأجمع رؤساء أندية في تصريحات لـ”الغد” على أن اقامة البطولات المحلية في المواعيد التي جرت فيها في الموسمين الماضيين يزيد من أوجاعها، بل يضاعف من مشكلتها المالية، باعتبار أن الأوضاع المالية الصعبة التي وصلت إليها حاليا، جاءت نتيجة تغيير مواعيد البطولات، والتي جرت العادة أن تبدأ في الصيف، وتنتهي مع حلول فصل الشتاء، وهذه المواعيد متعارف عليها في أغلب دول العالم، وهي تتناسب أيضا مع الاستحقاقات القارية، وتجمع المنتخبات الوطنية.
وأكد رئيس اللجنة المؤقتة للنادي الفيصلي م. نضال الحديد، أن النادي لا يستطيع دفع الرواتب للاعبيه المسجلين في كشوفات النادي خلال الفترة المقبلة، مؤيدا فكرة عودة بدء الموسم الكروي في منتصف العام المقبل بعدة شروط.
وبين الحديد أنه في حال بدء الموسم الكروي بشهر تموز (يوليو) المقبل، فإنه الفترة الطويلة المقبلة يجب استغلالها بإقامة بطولات تنشيطية، وتنفيذ فكرة إقامة بطولة ولي العهد على أرض الواقع.
وقال رئيس الهيئة الإدارية المؤقتة لنادي الوحدات د. فهد البياري، أن الأندية خرجت من موسمين مضغوطين، وهي تكبدت الكثير من المصاريف والنفقات المالية، وتسببت بحرمان الكثير منها من التسجيل والتعاقد مع اللاعبين.
وقال البياري “الأندية بحاجة حاليا إلى لملمة أوراقها، والبحث عن حلول مناسبة تخرجها من الضائقة المالية الصعبة التي تواجها في الوقت الحالي، وأن تحديد مواعيد اقامة البطولات المحلية فعلا هي بحاجة لجنة مختصة تدرس الموضوع من كافة الجوانب وأثرها على الأندية ومستقبل كرة القدم الأردنية، كما أن مواعيد إقامة البطولات يجب أن يتوافق مع الاستحقاقات كافة، والبطولات المهمة، خصوصا التي تقام العام المقبل، وتحديدا بطولة كأس العالم.
وأكد رئيس نادي السلط خالد عربيات أن بداية الحلول للمشاكل المالية التي تعاني منها الأندية حاليا، اقامة البطولات المحلية في صيف العام المقبل، وذلك لمنح الأندية فرصة لالتقاط انفاسها بعد خوض موسمين مهمين وطويلين تكبدت من خلالهما الأندية خسائر مالية كبيرة، خصوصا في ظل غياب الراعي الرسمي لبطولات الاتحاد، والذي أثر بشكل كبير على خزائن الأندية، علاوة على ضعف الحضور الجماهيري للمباريات، علاوة على تأثر الأندية بشكل واضح في القرارات التي تتعلق بجائحة كورونا، ومنها اقامة المباريات بنسبة 30 % ثم 50 % وقبل ذلك كانت المسابقات تقام من دون جمهور، وكل ذلك ساهم بوصول الأندية إلى هذا الحال.
تواجه أندية المحترفين العديد من الصعوبات والعوائق المالية، والتي باتت تشكل (أزمة) غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم الأردنية، وتهدد بذات الوقت مستقبل الغالبية العظمى من هذه الأندية.
الأندية الخارجة للتو من منافسات البطولات بعد موسم طويل وشاق، استنزفت فيه الأندية كامل قوتها وطاقتها الإدارية والمالية، باتت محاصرة بالديون، وخصوصا التي تتعلق بمستحقات اللاعبين والأجهزة التدريبية، في الوقت الذي دخلت فيه بقرارات الحرمان من تسجيل اللاعبين والتعاقدات معهم، والتي أدت إلى ضياع الفرصة عن الأندية المحلية بالمشاركة في البطولات الآسيوية، باستثناء نادي الوحدات، الذي سيكون ممثل الوطن الوحيد في بطولة دوري أبطال آسيا، وربما هذه هي المرة الأولى، التي تغيب فيها الأندية الأردنية عن المشاركات بالبطولات الآسيوية، وبالذات بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
وزادت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجه الأردن في الوقت الحالي، خاصة مع انتشار فيروس كورونا، من معاناة الأندية، حيث القت بظلالها على الرياضة الأردنية بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، حيث غياب الراعي الرسمي لبطولات اتحاد الكرة، وضعف الحضور الجماهيري على المباريات، وغياب الدعم الحكومي والخاص عن أغلب الأندية، ساهمت جميعها بوصول الأندية إلى هذا الحال، وربما يكون القادم أصعب من ذلك بكثير، خصوصا وأن الجميع يترقب “الكم الكبير” من الشكاوى، التي سيتقدم بها اللاعبون لتحصيل حقوقهم المالية، وقبل ذلك يتوجب على الأندية الإسراع بتسديد الديون المتراكمة عليها في الوقت الحالي، وذلك حتى تبدأ بالتحضير للموسم الجديد 2022.
وترى الأندية أن اقامة البطولات المحلية المقبلة، حسب المواعيد التي جرت عليها في الموسمين المنصرمين، يزيد من أوجاعها، ويضاعف من مشاكلها المالية، وربما تستعجل في إعلان الأندية عن إفلاسها، وهذا ما لا يتمناه أي شخص محب وغيور على كرة القدم الأردنية، كون الخاسر في هذه القضية سيكون الجميع.
وبدأ حراك نادوي قبل عدة ايام، وذلك ضمن مساعي الأندية لإيجاد الحلول المناسبة، حيث انشغل قروب رؤساء الأندية (الواتس اب)، في الرسائل التي دعت إلى ضرورة توحيد الجهود، والدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لرؤساء الأندية للتباحث في هذا الموضوع، وإيجاد المخارج المناسبة، التي تساعدها على حل معضلة الحرمان من التسجيل والتعاقد مع اللاعبين، في الوقت الذي ينتظر فيه مواصلة رؤساء الأندية ضرورة عقد الاجتماع باعتباره أولوية في الوقت الحالي.