تايغر وودز سقوط من القمة إلى الجحيم

تايغر وودز سقوط من القمة إلى الجحيم
تايغر وودز سقوط من القمة إلى الجحيم

حصاد 2010

باريس -سيبقى العام 2010 ماثلا في ذهن نجم الغولف العالمي الاميركي تايغر وودز لانه سقط من القمة الى الجحيم بسبب مشاكله العائلية التي تفجرت بخيانته الزوجية مرورا بطلاقه ووصولا الى تأثيرها على مسيرته الرياضية حيث لم يحرز اي لقب وفقد صدارة التصنيف العالمي، وكانت لديه النية بالاعتزال.

اضافة اعلان

بدأ وودز، اول رياضي ميلياردير في التاريخ، العام 2010 في عيادة متخصصة في علاج الإدمان الجنسي، بعد الضجة الكبرى التي احدثتها وسائل الاعلام الاميركية بخصوص خياناته الزوجية المتعددة، وكانت النتيجة تخلي العديد من الرعاة عن النجم الاميركي الذي ابتعد عن المنافسات الرياضية واختفت صوره من على شاشات الإعلان.

ودفع وودز (35 عاما) ثمن "قصصه الغرامية المريعة" فتطلق من زوجته إيلين نوردغرين بعد زواج دام 6 سنوات، واحتفظت الاخيرة بحضانة أولادها تشارلي (20 شهرا) وسام اليكسيس (3 سنوات)، كما انه فقد الكثير من بريقه كنجم في ملاعب الغولف، وعلى الرغم من ذلك اعلن مؤخرا ان "سعادته لا حدود لها".

وقال وودز "قبل عام، كنت في الحضيض وغاضبا وشخصا غير سعيد لما كنت عليه. كنت أقوم باعمال تستحق الشجب أخلاقيا"، مضيفا "لكنني خرجت من النفق، وأصبحت أرى الاشياء أكثر وضوحا. ألان أعرف من أنا وأين أريد أن أذهب. حياتي متوازنة من الان فصاعدا".

كانت حياة وودز، أول رياضي يصل الى بليون دولار من العائدات (وفقا لمجلة فوربس)، خلال هذه الأشهر الـ12 مليئة بالانتكاسات. حادث سير طفيف في تشرين الثاني(نوفمبر) 2009 استدعى دخوله المستشفى لفترة وجيزة وادى الى فضيحة كبيرة تم الكشف خلالها عن خياناته الزوجية المتعددة مع نادلات وممثلات في افلام اباحية.

وبعد التزامه الصمت فترة طويلة، اعترف بأنه "كان يعيش كذبة" واقر بأنه "قام ببعض الامور الشنيعة" الى حين هشمت فضيحة جنسية صورته وجعلته محور النكات في البرامج الحوارية الهزلية على الشاشات الاميركية.

وقال وودز في اول مقابلة منذ حطم سيارته في تشرين الثاني (نوفمبر) قبالة منزله في فلوريدا، انه توصل الى فهم الحقيقة "البشعة" واستطاع ان يرى "الشخص الذي لم اظن يوما اني سأكونه" وذلك في اعقاب مرحلة من البحث الروحي انجزه بمساعدة معالج متخصص.

وقال "كنت اعيش كذبة، كنت فعلا كذلك. قمت بأشياء جمة تسببت بالاذى للكثيرين"، مضيفا "بعد ان تستبعد النكران والتبريرات المنطقية، تقترب من شخصيتك الحقيقية، ويمكن ذلك ان يكون بشعا للغاية".

وحاول وودز العودة الى ملاعب الغولف في نيسان(ابريل) بعد اربعة اشهر على المنفى الطوعي من خلال المشاركة في مباريات الماسترز التي يبلغ رصيده فيها 14 لقبا، وكانت النتيجة مخيبة حيث انهى البطولة في المركز الرابع، ولم تسر الامور جيدا ايضا فيما بعد، فبين خيبة امل بسبب النتائج واصابة في العنق ارغمته على الانسحاب من بطولة اللاعبين المحترفين، لم يكن وودز سوى شبح للنجم الذي كان قدوة للجميع.

وحاول وودز تصحيح الامور بالعودة الى اللعب باشراف مدرب جديد هو سين فولاي عقب رحيل مدربه منذ عام 2004 هانك هاناي في ايار(مايو) الماضي.

لكن وبدلا من الاستمتاع بضرباته في رياضة الغولف، تحول الاهتمام الى النكات التي يتبادلها الناس حوله والتي يتناولها الكوميديون والبرامج الحوارية للمشاهير.

وظهر بريق امل في حزيران/يونيو من خلال احتلاله المركز الرابع في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، لكنه سرعان ما انتكس في تموز(يوليو) بحلوله في المركز 78 في بطولة اكرون (اوهايو) بفارق 30 ضربة خلف البطل، فكانت أسوأ نتيجة في مسيرته الاحترافية.

واعلنت مجلة "سبورتس ايلوستريتد" حينها ان مداخيل وودز من الرعاية تراجعت بمقدار 22 مليون دولار في عام واحد.

وتأثر وودز كثيرا بالإعلان الرسمي عن الطلاق في آب(أغسطس)، حيث بدا ذلك من خلال احتلاله المركز 28 في اخر دورات الغران شيليم في الموسم، وكانت المرة الاولى في مسيرته التي يفشل فيها في التأهل الى الجولة الاخيرة من البلاي اوف في بطولات رابطة اللاعبين المحترفين.

وكان اختياره ضمن تشكيلة المنتخب الاميركي للمشاركة في كأس رايدر التي تجمع بين الولايات المتحدة واوروبا، بمثابة بلسم له، بيد ان الولايات المتحدة خسرت بفارق ضئيل امام القارة العجوز في تشرين الاول(اكتوبر) أي ان الفشل واصل ملازمته للنجم الاميركي.

وفي الاول من تشرين الثاني(نوفمبر)، لقي وودز المصير الذي كان يهدده في الأشهر الأخيرة فانتهت سيطرته على صدارة تصنيف اللاعبين المحترفين لمدة 281 أسبوعا متتاليا تاركا الريادة الى الانجليزي لي ويستوود الذي لم يفز حتى الان باي بطولة كبرى.

الحصيلة مخيبة: للمرة الاولى منذ بدء مسيرته الاحترافية قبل 14 عاما، أنهى وودز العام من دون اي فوز. حل 3 مرات فقط بين العشر الاوائل في 15 بطولة.

وعلق وودز على ذلك قائلا "لا يبقى لاعب في المركز الاول في صدارة تصنيف المحترفين الا اذا احرز القابا"، فهل سيكون ذلك هدفه عام 2011؟.