تقرير: اللاجئون السوريون ما يزالون يعانون من مشاكل التعليم والصحة والعيش اللائق

سماح بيبرس

عمان- أكد تقرير صادر عن منتدى الأردن للمنظمات غير الحكومية (JIF) الذي يعنى بتنفيذ برامج إنمائية وإنسانية لتلبية احتياجات الفئات الضعيفة في الأردن، أن اللاجئين السوريين ما يزالون يعانون من مشاكل تتعلق بمستويات المعيشة اللائقة، والتعليم والصحة.اضافة اعلان
وأشار المنتدى، في ورقة معلومات جاءت تحت عنوان "التقدم والتحديات في تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها في مؤتمر بروكسل 2018 من قبل الأردن والمجتمع الدولي"، أن عدد الأطفال من اللاجئين السوريين الذين تلقوا التعليم الرسمي وغير الرسمي في 2018 بلغ حوالي 83،920 طفلا، بما في ذلك المراهقون والأطفال ذوو الإعاقة والأشخاص المقيمون خارج المخيمات.
وأشارت الى أن الالتحاق والحضور يتناقصان بشكل كبير مع تقدم الأعمار؛ إذ إن معدلات الالتحاق تصل الى 99 % للأطفال السوريين دون سن 11، و15 % للأطفال البالغين من عمر 16 عاما، ونسبة المواظبة للسوريين 10 نقاط أقل من الأردنيين في التعليم الابتدائي، و47 نقطة مئوية أقل في التعليم الثانوي.
كما أشارت الورقة إلى قلة عدد الشباب السوري الذين يتلقون التعليم العالي.
وقالت "من أهم التحديات في قطاع التعليم اكتظاظ المدارس، وضعف الصيانة والعنف ضد الأطفال والبلطجة، وعدم وجود المعدات التربوية الأساسية، وعدم كفاية تدريب المعلمين الذي يسهم إلى حد كبير في تسرب الطلاب".
وأشارت الى مجموعة من الأسباب الكامنة وراء الخروج من المدرسة مثل المصاعب الاقتصادية وعمالة الأطفال، وزواج الأطفال (القاصرات)، والمسافة إلى المدرسة، إضافة الى أن خيارات النقل بأسعار معقولة محدودة لدى هؤلاء، عدا عن عدم توفر خدمات محددة ونقص المساحات المتاحة في المدارس العامة.
وقالت الورقة "إن أداء الأطفال السوريين أقل بكثير من المتوسط المحلي، وخاصة في المخيمات؛ إذ يتلقى الأطفال وقت تدريس محدودا".
وفي محور "سبل العيش"، أشارت الورقة الى أن من أهم التحديات التي تواجه اللاجئين؛ الافتقار إلى وسائل النقل إلى مكان العمل، والافتقار إلى فرص العمل المناسبة ثقافياً، وظروف العمل السيئة، كما أن خيارات الرعاية محدودة أو معدومة لرعاية الطفل، فيما أن عدم تطابق المهارات يجعل النساء أبعد عن العمل الرسمي.
ويتأثر الشباب السوري إلى حد كبير بالبطالة؛ فمعدل البطالة 20 % للذكور و53 % للإناث.
وألمح التقرير الى أنه ليس هناك إقبال على تصاريح العمل من قبل السوريين، وغالبيتهم يقولون إنهم غير قادرين على ذلك العمل أو يضطرون إلى العمل بشكل غير رسمي، فهم يخافون التقدم بطلب للحصول على تصاريح عمل بسبب "خطر الاستغلال"، والخوف من فقدان المساعدات الإنسانية أو الاضطرار لتغطية تكلفة التصريح.
وأشار التقرير الى أن أرباب العمل يفضلون التوظيف بشكل غير رسمي، لتجنب الحد الأدنى للأجور والإجراءات والتكلفة، أو لأن أعمالهم غير مسجلة.
وتشير المنظمات غير الحكومية إلى استمرار حالات الانتهاكات في مكان العمل: مثل الأجور غير المدفوعة، والمكافآت حسب تقدير صاحب العمل، وانخفاض الأجور، ورفض دفع العمل الإضافي، والتمييز.
وفي محور الحماية، أشار التقرير الى أن السوريين ما يزالون يعانون من قلة فرص المعيشة، وارتفاع الدين، وأن الظروف الاقتصادية تدفع العائلات إلى اللجوء لآليات المواجهة الضارة مثل عمالة الأطفال وزواج القاصرات.
كما أن إعادة التوطين في بلد ثالث انخفض خلال الأعوام الأخيرة، وهبط من 17956 في 2016، إلى 4473 العام 2017 ووصل الى 4404 العام 2018.
وفي قطاع الصحة، أشار التقرير إلى أنه على الرغم من السياسات التي طبقت في هذا القطاع لدعم اللاجئين، فإن تكلفة الرعاية الصحية الثانوية والأدوية والفحوصات الطبية اللازمة (بما في ذلك تلك المتعلقة بالأمومة) ما تزال غير مناسبة بالنسبة لعائلة لاجئة سورية.
وما يزال توفير خدمات الصحة العقلية وغيرها محدودا، خصوصا في المناطق المحرومة ونقص الخدمات المتخصصة للأطفال والمراهقين وكبار السن وذوي الإعاقة.
يشار الى أن تمويل خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للعام الحالي وحتى 23 أيلول (سبتمبر)، ما يزال لم يتجاوز الـ16.13 % من حاجة المملكة للعام الحالي والتي قدرت بـ2.4 مليار دولار.
وبلغ حجم التمويل الدولي للخطة حوالي 387.165 مليون دولار فقط من أصل 2.400 مليار دولار هو حجم الدعم الذي يحتاجه الأردن في مواجهة أعباء اللجوء السوري.
وبحسب موقع منصة خطة الاستجابة، فإن المجتمع الدولي موّل مكونات الخطة الثلاثة؛ الأول دعم المنعة والمجتمعات المستضيفة الذي تم تمويله بحوالي 101 مليون دولار، والثاني دعم اللاجئين السوريين الذي مول بحوالي 248.909 مليون دولار، والثالث دعم الخزينة الذي مول بحوالي 37.220 مليون دولار.
يشار إلى أن منتدى الأردن للمنظمات غير الحكومية (JIF) عبارة عن شبكة مستقلة من 61 منظمة غير حكومية دولية (INGOs)، تنفذ برامج إنمائية وإنسانية لتلبية احتياجات الفئات الضعيفة التي تعيش في الأردن.