تونس تطلق مشوارها بتعادل ثمين مع الدنمارك

صراع على الكرة بين الدنماركي بيير إميل هويبرج والتونسي عصام جبالي -(من المصدر)
صراع على الكرة بين الدنماركي بيير إميل هويبرج والتونسي عصام جبالي -(من المصدر)

 خيّم التعادل السلبي على مباراة منتخب تونس أمام نظيره الدنماركي، في مستهل مبارياتهما في المجموعة الرابعة من مرحلة المجموعات ببطولة كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في قطر.

وعجز كلا المنتخبين عن هز الشباك على مدار شوطي المباراة، حيث تبارى لاعبو الفريقين في إهدار جميع الفرص التي سنحت لهم طوال التسعين دقيقة، ليكتفي كل فريق بالحصول على نقطة التعادل، بالمجموعة التي تضم أيضا منتخبي فرنسا (حامل اللقب) وأستراليا. وكان المنتخب التونسي الطرف الأفضل معظم فترات المباراة، خصوصا في الشوط الأول، الذي أهدر خلاله أكثر من فرصة محققة، فيما تراجع الأداء نسبيا في الشوط الثاني، الذي كاد خلاله منتخب الدنمارك أن يخطف النقاط الثلاث لولا تصدي القائم الأيمن لإحدى هجماته. ويأتي هذا التعادل ليمنح منتخب تونس دفعة معنوية قبل لقائه الهام مع منتخب أستراليا في الجولة الثانية بالمجموعة، يوم السبت المقبل، قبل أن يختتم لقاءاته في مرحلة المجموعات بمواجهة منتخب فرنسا يوم 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. ويحلم منتخب تونس، الذي يشارك للمرة السادسة في كأس العالم، باجتياز مرحلة المجموعات والتأهل للأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه. وبات هذا هو التعادل السلبي الأول في منافسات مونديال قطر 2022، حيث شهدت جميع المباريات الخمس الأولى في تلك النسخة اهتزاز الشباك. وهذا هو التعادل الخامس في مسيرة منتخب تونس، الذي خاض اليوم مباراته الـ16 بمشواره مع كأس العالم، الذي بدأ بمونديال الأرجنتين العام 1978، مقابل انتصارين وتسع هزائم، علما بأنه التعادل الرابع له مع المنتخبات الأوروبية في بطولات كأس العالم، مقابل سبع هزائم. وجاءت المبادرة الهجومية في المباراة من جانب المنتخب الدنماركي، الذي حصل على أول ركلة ركنية باللقاء في الدقيقة الأولى، غير أنها لم تسفر عن شيء. وفي الدقيقة الثالثة، سدد يوسف المساكني تسديدة من خارج منطقة الجزاء، ولكنها اصطدمت في الدفاع. سرعان ما فرض المنتخب التونسي سيطرته على اللقاء، وأجبر نظيره الدنماركي على التراجع للدفاع. وأطلق محمد دراجر قذيفة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 11، لكن الكرة اصطدمت في أندرياس كريستنسن، لتغير اتجاهها وتمر بجوار القائم الأيمن إلى ركنية أسفرت عن ضربة رأس غير متقنة من المساكني، ذهبت إلى ركلة مرمى. ونشط منتخب الدنمارك هجوميا وسدد يواكيم أندرسن من خارج المنطقة في الدقيقة 21، لكن الكرة ذهبت في منتصف المرمى، ليمسكها أيمن دحمان، حارس مرمى تونس بثبات. ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى أحرز عصام الجبالي هدفا لتونس، لكن سرعان ما ألغاه حكم المباراة بداعي وقوع اللاعب في مصيدة التسلل. أصبح منتخب الدنمارك الأكثر استحواذا على الكرة، فيما حاول منتخب تونس استخدام سلاح الهجمات المرتدة، في ظل المساحات الخالية في دفاع منافسه. وسدد بيير إيميل هويبرج من خارج المنطقة في الدقيقة 34، غير أن دحمان كان في الموعد. استعاد المنتخب التونسي هيمنته على اللقاء، حيث أضاع فرصة محققة لافتتاح التسجيل في الدقيقة 38، عندما عجز الدفاع الدنماركي عن إبعاد ركلة ركنية من الجهة اليمنى، لتتهيأ الكرة أمام عيسى العيدوني، المتواجد على بعد خطوات قليلة من المرمى، لكنه سدد برعونة، ليطيح بها بعيدا تماما عن المرمى. وأهدر الجبالي فرصة أخرى مؤكدة للمنتخب التونسي في الدقيقة 42، حينما تلقى تمريرة بينية رائعة من المساكني، انفرد على إثرها بالمرمى، ليحاول وضع الكرة ساقطة (لوب) فوق كاسبر شمايكل، حارس مرمى الدنمارك، الذي خرج من مرماه لملاقاته، ليبعد الكرة بيده إلى ركنية، أسفرت عن تسديدة من خارج المنطقة عبر الياس السخيري، علت العارضة بقليل، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. حافظ منتخب تونس على نشاطه الهجومي مع انطلاق الشوط الثاني، حيث حصل على ركنية مبكرة لم تثمر عن أي جديد، فيما انطلق العيدوني بالكرة منفردا من منتصف الملعب في الدقيقة 50، لكنه فضل تمريرة الكرة بدلا من التسديد ليبعدها الدفاع لركنية. وأثمرت الركنية عن تسديدة من خارج المنطقة بواسطة دراجر، ارتطمت في الدفاع لتخرج لركنية أخرى. شدد منتخب تونس من هجماته، وحاصر نظيره الدنماركي في منطقة جزائه، ليحصل على أكثر من ركلة ركنية لكنه لم يتمكن من اغتنامها. وعلى عكس سير اللعب، ومن أول هجمة للدنمارك في هذا الشوط، أحرز أندرياس سكوف أولسن هدفا في الدقيقة 55، لكنه ألغي عقب وقوع زميله ميكيل دامسجارد في مصيدة التسلل. نظم منتخب الدنمارك صفوفه من جديد، لكن المنتخب التونسي سرعان ما امتص حماس منافسه، عن طريق تهدئة اللعب وتبادل الكرة فيما بين لاعبيه. وفاجأ كريستيان إريكسن الجميع بتسديدة مباغتة من خارج المنطقة في الدقيقة 68، أبعدها دحمان لركنية بعد أن كادت أن تسفر عن هدف التقدم للدنمارك. وتابع كريستنسن الركلة الركنية ليسدد ضربة رأس افتقدت للدقة، لتتهيأ أمام أندرياس كورنيلويس، الهارب من الرقابة والمتواجد أمام المرمى مباشرة، ليسدد ضربة رأس، لكنه وضع الكرة في القائم الأيسر بغرابة شديدة. وأجرى منتخب تونس تبديله الأول بنزول نعيم السليتي بدلا من أنيس بن سليمان. وطالب لاعبو تونس بالحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 71، بعدما لمست الكرة يد يواكيم أندرسن، داخل منطقة جزاء الدنمارك، لكن الحكم أشار لاستمرار اللعب. هدأ إيقاع المباراة نسبيا، حيث انحصر اللعب في منتصف الملعب، ليجري جلال القادري، مدرب المنتخب التونسي، تبديلين في الدقيقة 80 بنزول طه ياسين الخنيسي وحنبعل المجبري بدلا من المساكني والجبالي، من أجل تنشيط الفريق. ودفع منتخب تونس بتبديلين آخرين في الدقيقة 88 بنزول فرجاني ساسي ووجدي كشريدة بدلا من عيسى العيدوني ودراجر. شدد منتخب الدنمارك من هجماته في محاولة لخطف هدف الفوز، ولجأ حكم المباراة لتقنية حكم الفيديو المساعد بعدما لمست الكرة يد منتصر الطالبي داخل المنطقة، لكنه قرر عدم احتساب الركلة باعتبارها عفوية من اللاعب التونسي، لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي. -(إفي)

اقرأ المزيد :

منتخب تونس يخطف تعادلا ثمينا من الدنمارك

اضافة اعلان