في يومهم العالمي.. شباب ينسجون قصص نجاح مشرفة ترتقي بالوطن

Untitled-1
Untitled-1
تغريد السعايدة عمان- في رسالة وجهها الملك عبد الله الثاني في يوم الشباب بإحدى السنوات، قال "إن هويتنا الوطنية الجامعة، التي كانت وستبقى عصب الدولة وعصبتها، بحاجة إلى شباب أردني متقد وملتزم بالوطن يجدد حيوية الدولة واندفاعها ويؤمن بهدف سام هو نهضة الأردن ورفعته ويرى في نفسه الشريك المسؤول والقادر وفي عمله واندفاعه الطريق لتحقيق ذلك". وعام وراء آخر، ما يزال الشباب الركيزة الأساسية لكل الأوطان، لتخصص لهم اليونسكو يوماً يحتفى بهم وبآمالهم وطموحاتهم التي تنهض بالأمم، منذ الأزل، ليكون العام 1999، هو الذي أقرت فيه الجمعية العامة تحديد الثاني عشر من آب (أغسطس) من كل عام يوماً دولياً للشباب، تستذكر فيه مختلف دول العالم شبابها وتحفزهم على المضي قُدماً تنمية الشعوب والأوطان. اليونسكو، وعبر موقعها الخاص، بينت أن موضوع احتفالية 2020، هو "إشراك الشباب من أجل تحفيز العمل العالمي وإبراز السبل التي تثري بها مشاركة الشباب على الصعد المحلية والوطنية والعالمية المؤسسات والعمليات الوطنية ومتعددة الأطراف، فضلا عن استخلاص الدروس عن كيفية تعزيز تمثيلهم ومشاركتهم في السياسات". وكما جاء في البيان المخصص لذلك، فإن الغاية من هذا اليوم هي "الاحتفال بالشباب وإسماع أصواتهم وأعمالهم ومبادراتهم ومشاركاتهم الهادفة وتعميمها جميعا، وسيكون الاحتفال بيوم الشباب الدولي على شكل مناقشة يستضيفها الشباب تبث على الإنترنت، فضلا عن الاحتفالات المستقلة المنظمة في جميع أنحاء العالم، التي تعترف بأهمية مشاركة الشباب في الحياة والعمليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وفي الأردن، يحظى الشباب الأردني باهتمام كبير من الجهات المعنية، التي تحاول تقديم كل ما هو متاح ضمن الإمكانيات في سبيل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من مساعدتهم وتهيئتهم ليكونوا على قدر المسؤولية تجاه مجتمعاتهم التي يحيون بها، ويحيوها، في الوقت ذاته. ويتميز الأردن بوجود العديد من النماذج الشبابية التي لم تتوقف عن العمل والجهذ الذاتي والوظيفي في تميزها، وتقديم صورة مشرفة عن الأردن في مختلف بقاع العالم. وكانت جائحة كورونا لهذا العام، حاضرة في احتفال اليونسكو بيوم الشباب العالمي، كما ظهر في البيان. اليونسكو أوضحت أن جائحة كورونا أثرت على مختلف أفراد المجتمع، ليكون الشباب هم من يواجهون تلك التحديات، كون برنامج العمل العالمي للشباب أتاح للحكومات تفويضا لضمان تلبية احتياجات الشباب من خلال خدماتها، وهذا "يؤكد أهمية سماع أصوات الشباب جنبا إلى جنب مع أصوات المرضى والمجتمعات المحلية في ما يخص طرح ما يلزم من تدخلات صحية وغير صحية استجابة لتلك الجائحة". وفي كل تكريم، يأتي تأكيد الدولة أهمية دعم الشباب وإعطائهم المساحة الكافية لإظهار إبداعاتهم ومشاريعهم الريادية وكل عمل يقومون به وينعكس إيجابا على وطنهم ومجتمعهم. وجلالة الملك عبد الله الثاني حرص، قبل أيام قليلة، على أن يكرم عدد من الشباب بوسام الاستقلال، لتبيان أهمية الدور الذي يقومون به كل في تخصصه ومنطقته، ليكون من ضمنهم المعلم عمر البدور من محافظة الطفيلة. البدور معلم في إحدى المدارس متواضعة الإمكانيات في إحدى القرى النائية في الطفيلة، لم يتوقف يوماً رغم صعوبة عمله وتنقله إلى المدرسة، من أن يتلاشى شغفه في التعليم وتدريس الأطفال بكل أمانة، بل كان حاضراً بكل عزم، يؤدي الأمانة، يتنقل بين الجبال الوعرة خلال جائحة كورونا، يقدم للأطفال في بيوتهم أسس التعليم ودروسهم التي كادت أن تجف منابعها بسبب التعلم عن بُعد في ظل ظروفهم المعيشية الصعبة التي تفتقر لإمكانيات التواصل عن بعد. البدور يقول لـ"الغد" إنه يشعر بالفخر لكونه شابا في مقتبل العمر ويُكرم من الملك بحصوله على وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة، تكريماً له على إطلاق مبادرته، وهي تعليم الطلبة في المناطق النائية في جائحة كورونا، ليوجه رسالة إلى أقرانه من الشباب، بقوله "رسالتي من هذا المنبر للشباب هي إيصال رسالة التعليم للطلبة مهما كانت الظروف والتحديات التي تواجه كل شخص حتى يصل إلى هدفه وإيصال رسالته على الوجه المطلوب". ويضيف البدور أن الشباب عليهم العمل والتحدي في مواجهة الظروف الصعبة التي تحيط بهم؛ إذ إن أي تقصير قد يحصل في تقديم الواجب سوف يؤدي إلى قصور في أداء الرسالة، فلا يجب أن نجعل "التحديات والصعوبات تثنينا عن أداء الرسالة"، و"ندعو الله أن يعيننا على حمل رسالة التعليم وغيرها ولنترك بصمة واضحة يفتخر بها أبناؤنا من بعدنا". راكان فاخوري أيضاً شاب تميز في عمله التطوعي منذ سنوات عدة، يعمل بكل همة ليؤسس مبادرة "همتنا"، وكان كذلك أحد الشباب الذين تشرفوا بتكريمه بوسام الاستقلال كذلك من الملك عبد الله الثاني. فاخوري يتحدث في هذا اليوم، ويقول "الشباب هم أساس المجتمع وعمود الإنجاز والتطوير وبناء الأوطان، هذه الثروة التي يتمتع بها وطننا الغالي من شباب همتهم عالية وحبهم لأرضهم يغلب كل حب.. هم ثروة لا تقدر بثمن ويسعون لأن يبقى الأردن واحة أمن واستقرار وإنجاز وعطاء، مستمدين هذه الروح الوطنية من قائدهم الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله في دعم الشباب وتمكينهم وتأكيد ثقتهم بهذه الجهود". ومن هنا، يوجه فاخوري رسالته إلى مختلف الشباب في الأردن، ويقول "أوجه رسالة لنفسي أولا ولشباب الوطن أن يبادروا بكل عمل وجهد من شأنه خدمة الأردن وأهله، هذه الأرض التي نعشق حبات ترابها ونشبهها صلابة وجمالا"، ليقود فاخوري "همتنا" في خدمة مجتمعه ووطنه في كل محافظة وقرية، بكل ما أوتي من طاقة وإمكانيات ليقف جنباً إلى جنب مع مؤسساته الأهلية والرسمية. رئيس جمعية سند للفكر والعمل الشبابي الناشط الشبابي سلطان الخلايلة، يقول في حديثه عن هذا اليوم "إن اليوم العالمي للشباب يمثل فرصة لصنّاع القرار والجهات ذات العلاقة في مجال العمل الشبابي للتفكير بشكل أكبر في أهمية المقاربات المختلفة التي يتم تبنيها للتعامل مع الشباب في مجتمعاتنا"، وشدد على عدم النظرة إلى الشباب "كتحدِّ ومشكلة ديموغرافية ذات أبعاد أمنية مرتبطة بارتفاع نسب البطالة وما يُمثله ذلك من تشكيل بيئة غير مستقرة قد تدفع ببعضهم نحو مآلات سلبية كالتطرف والجريمة" على حد تعبيره. وأشار الخلايلة إلى أن جمعية سند للفكر والعمل الشبابي تؤمن بأن الشباب يمثّلون طاقات كامنة، وأن تمكين الشباب يبدأ من فتح المجال لهم ليكونوا مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم المحلية، ولكي يكون الانطلاق نحو مواطنة حقيقية على مستوى الوطن ككل ومن ثم الوصول لمرحلة المواطنة العالمية، كون الكثير من التحديات التي تواجهنا كتحدي التغير المناخي والإرهاب تتطلب عملاً عابراً للحدود، ليقف الشباب الأردني بكل عزم في مواجهتها حمايةً وحباً لوطنه الذي يُبنى على أكتاف شبابه.اضافة اعلان