كورونا.. الحظر الشامل يعصف بمداخيل أسر ويفقد العديدين وظائفهم

رانيا الصرايرة

عمان - "فقدت وظيفتي بسبب الحظر، ولم يعد لدي دخل لإطعام أسرتي"، "فقدت معظم دخلي، وأواجه مشكلة مالية حقيقية لأنني أسكن في بيت مستأجر"، "خسرنا وظائفنا بسبب التعليم عن بُعد واستغنوا عن خدماتنا بحجة عدم الحاجة لأساتذة بهذا النظام. للأسف دمرونا".. كانت هذه شهادات لرجال تحدثوا عن ما حصل معهم في فترة الحظر الشامل الذي فرضته الحكومة بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، أتبعته بستة أسابيع من الحظر الجزئي.اضافة اعلان
في حين ركزت شهادات النساء على عبء العمل غير مدفوع الأجر أو الضغط النفسي الناتج عن الحظر.
ورصدت دراسة أعدها مركز المعلومات والبحوث، التابع لمؤسسة الملك الحسين، بعنوان "كوفيد 19 والعبء المضاعف على النساء في الأردن"، تجارب نساء فقدن الدخل أو العمل اثناء فترة الحظر، حيث قالت احداهن "خسرت زبائني لأن عندي مطبخا وشغلي كان قويا جداً قبل أزمة كورونا. الزبائن خايفين والحظر مانعني اوصل للزبائن".
وقالت أخرى "أثناء الحظر، أصبت بالاكتئاب وشعرنا أنا وزوجي بالإرهاق الذهني، كان الوضع المالي سيئاً" في حين توضح ثالثة "أعيش مع أمي وطفلي وأتحمل جميع المسؤوليات الحياتية لثلاثتنا. سرحوني من عملي بسبب أزمة كورونا. وأنا الآن أبحث عن عمل وليس لدي مصدر دخل منذ نيسان (ابريل) الماضي".
واستندت الدراسة إلى استمارة أجريت عبر الإنترنت بعنوان "مسؤوليات الأسر اثناء حظر التجول في أزمة فيروس كورونا"، تم تعبئته من قبل 3555 مستجيبا (79 % نساء، و21 % رجال)، غالبيتهم متزوجون، وتتراوح أعمارهم ما بين 25 و44 عامًا.
وبينت أن 44.7 % من الرجال، منهم 17.4 % يعملون لحسابهم الخاص، و29.1 % من النساء، كانوا يعملون قبل الحظر الشامل، بداية الجائحة"، مشيرة الى أن "32.8 % من النساء عاطلات عن العمل، 26.7 % يبحثن عن عمل، مقابل 24.7 % من الذكور عاطلون عن العمل ويبحثون عن عمل".
وبالنظر إلى الرجال والنساء العاملين، وجدت الدراسة أن النساء "زادت مسؤولياتهن زادت، وأنهن لم يشعرن أن المسؤوليات مشتركة على قدم المساواة"، قائلة "إن 75.4 % من العاملات يتمنين على أزواجهن القيام بالمزيد من الأعمال في المنزل".
وأضافت أن 24.2 % من النساء لم يتحدثن إلى أزواجهن بشأن ذلك، لأسباب مختلفة، منها لتفادي خلق مشاكل في المنزل".
وتقول سيدة من عمان "كانت فترة مرهقة لكلينا، لذلك لا داعي لتحميله العبء"، في حين قالت أخريات إن "أزواجهن لا يعرفون كيفية القيام بالعديد من المسؤوليات المنزلية، سواء كانت رعاية الأطفال أو التنظيف، ولذلك يفضلن القيام بها بأنفسهن".
وبينت الدراسة ان من بين أولئك الذين تم توظيفهم قبل الحظر، كان 26.7 % من النساء يعملن من المنزل لمدة 2-5 ساعات، و25.4 % يعملن لمدة 6-10 ساعات، مقارنة بـ11.1 % و10.4 % من الرجال على التوالي.
وكان 13.2 % من الرجال في إجازة غير مدفوعة الأجر، و28.2 % أصبحوا عاطلين عن العمل.
وأكدت "أن معظم المستجيبين، خسروا إما الدخل الجزئي أو الكلي، أو المدخرات"، مضيفة في الوقت نفسه "في معظم المجتمعات الذكورية، تكون مشاركة المرأة في العمل الإنتاجي أقل من مشاركة الرجل، وبشكل عام يتم الانتقاص من قيمتها الحقيقية وتكون أقل وضوحاً".
كما أكدت أنه في أوقات الكوارث أو تفشي الأمراض أو الحروب، تتحمل معظم النساء مسؤوليات أكبر وغالباً ما يثقلن بالعمل المأجور وغير المأجور ما يؤثر على رفاههن بشكل عام.
وأوضحت الدراسة أن "هذا التقسيم غير المنصف للعمل بين الجنسين يزيد بالفعل من ضعف وهشاشة المرأة ويمكن أن تصبح المسؤوليات الإضافية طويلة الأمد تستمر إلى ما بعد إنتهاء الجائحة".