"كورونا" يفرض إجراءات طبية احترازية مشددة على قلوب الرياضيين

خالد الخطاطبة عمان- أكد أطباء ومعالجون في الرياضة الأردنية، أن تداعيات إصابات كورونا، وتأثيراتها المفترضة على سلامة القلب عند الرياضيين، دفعتهم للمناداة والالتزام بتطبيق إجراءات طبية احترازية، للحفاظ على سلامة اللاعبين الذين يصابون بهذا الفيروس. ويرى المسؤولون الصحيون العاملون في حقل الرياضة الأردنية، خاصة في مجال كرة القدم، أن الأزمات القلبية المفاجئة التي أصابت لاعبين عربا وأجانب في الفترة الأخيرة، وتسببت في وفاتهم داخل الملعب، دقت ناقوس الخطر عند العلماء والأطباء بضرورة إخضاع اللاعبين لإجراءات طبية مشددة، في ظل الربط بين إصابة اللاعب بفيروس كورونا وتأثيراتها على الرياضي الذي يبذل جهدا كبيرا خلال التدريبات والمنافسات. وبين مختصون في الجوانب الطبية، ممن يعملون في أندية المحترفين في الأردن، في تصريحات لـ”الغد”، أن الربط بين كورونا والأزمات القلبية عند الرياضيين، دفعهم لاتخاذ خطوات احترازية للحفاظ على سلامة نجوم الكرة الأردنية، مؤكدين تغيير البروتوكولات الصحية المطبقة سابقا، وإجبار اللاعبين على بروتوكولات جديدة أكثر صرامة ودقة. الدكتور خالد الصالح اختصاصي الباطنية والقلب وعضو مجلس إدارة اتحاد الطب الرياضي، أكد ضرورة إجراء فحوصات القلب قبل الانخراط في التدريبات والمباريات، للحفاظ على سلامة اللاعب الذي يبذل جهدا كبيرا يحتاج لجسم سليم. وأوضح الصالح أن إخضاع لاعبي المنتخبات لفحوصات القلب كان مطبقا قبل كورونا، ولكن لم يكن هناك تشديد في تطبيقه، لتأتي هذه الجائحة وتجبرنا على التشديد على الرياضيين بضرورة إجراء فحوصات طبية، خاصة فيما يتعلق بعضلة القلب. وأضاف: “حدثت وفيات كثيرا مؤخرا في الملاعب وخلال المنافسات والتدريبات، ولكن لم يثبت العلم بشكل قاطع أن هذه الوفيات مرتبطة بفيروس كورونا، أو مرتبطة بنوع معين من المطاعيم، حيث ما تزال البحوث والإجراءات مستمرة لمعرفة التشخيص الحقيقي”. وأكد اختصاصي القلب أن المرحلة الحالية تفرض على كل رياضي أصيب بـ”كورونا”، ضرورة إجراء فحص القلب قبل الدخول في المنافسات وقبل بذل أي مجهود، حفاظا على السلامة العامة. وبدوره، أشار معالج النادي الفيصلي شادي العاصي، إلى أن ناديه حريص على تطبيق البروتوكول الطبي المتبع، لافتا إلى أن الفيصلي كان أول من طبق البروتوكول الصحي، عندما أصيب محترفه السابق دومنيك ميندي بفيروس كورونا، وتم منعه من دخول التدريب والمباريات، إلا بعد حصوله على إذن من طبيب القلب، خاصة وأن اللاعب تعرض لإصابة في غشاء القلب. وبين العاصي أن الفيصلي يحرص على تطبيق إجراءات طبية مشددة لكل لاعب أصيب بفيروس كورونا، حيث لا يمكن للاعب العودة للتدريبات إلا بعد فحص جهد وتخطيط للقلب، كما أن عودته للتمارين تكون متدرجة، لافتا إلى أن الفيصلي حرص في الأيام الأخيرة على شراء جهاز الصدمات الكهربائية لمعالجة لإنعاش القلب حفاظا على سلامة لاعبيه. وقال معالج نادي الرمثا محمد المومني الذي يملك خبرة طويلة في هذا المجال مع المنتخبات الوطنية والأندية، إن هناك ربطا طبيا عالميا بين إصابات كورونا وسلامة القلب، خاصة عند الرياضيين الذين يبذلون مجهودا كبيرا خلال المنافسات. وأضاف: “نحن في الأردن، وحفاظا على سلامة اللاعبين، بدأنا بإجراءات طبية احترازية، ففي نادي الرمثا تحديدا، لا بد لأي لاعب أصيب بكورونا أن يحضر تخطيطا للقلب وفحوصات كاملة، قبل السماح له بالعودة للتدريبات، كما أن اللاعب الذي يتلقى مطعوم كورونا، لا يمكنه المشاركة في التدريبات لمدة 3 أيام”. وتحدث المومني عن حادثة شهدتها تدريبات الرمثا، قائلا: “في أحد تدريبات فرق الفئات العمرية، جاء أحد اللاعبين ليخبرني بشعوره بالتعب في منطقة الصدر، لنكتشف أن هذا اللاعب تلقى المطعوم، ثم توجه للمشاركة في التدريب، ما دفعنا للإشراف على مطاعيم اللاعبين، وإبعادهم عن التدريبات لمدة 3 أيام من تاريخ أخذ المطعوم”. وبين المومني أن اتحاد كرة القدم أيضا اتخذ خطوات عملية في هذا الاتجاه للحفاظ على اللاعبين، من خلال إجبار أي لاعب يصاب بـ”كورونا”، بضرورة إجراء فحص “ايكو”، قبل السماح له بالعودة للتدريبات والمنافسات، وهو ما بدأت الأندية بتطبيقه. أما معالج نادي الجزيرة جبرين مناصرة، فقد أكد أن البحوث العلمية، كشفت عن علاقة بين كورونا والقلب، خاصة وأن هذا الفيروس يصيب الرئة أحيانا، ويؤثر على تروية عضلة القلب بالأكسجين، ما قد يؤدي لحدوث أزمات قلبية. وقال مناصرة: “الأصل أن يخضع اللاعب بعد إصابته بكورونا لفحص قلب، للاطمئنان على عمل القلب ومدى تحمله للجهد الذي سيبذله اللاعب خلال المنافسات”. ولفت المعالج إلى أنه اتخذ قرارا في فريق الجزيرة لكرة القدم، بمنع أي لاعب من دخول التدريبات، إلا بعد إحضار فحص للقلب، وهو أمر بات ضروريا للحفاظ على سلامة اللاعبين. والد أحد نجوم كرة القدم المحلية، كشف التزام نجله بتطبيق البروتوكول الصحي الصادر عن اتحاد كرة القدم، بالتنسيق مع وزارة الصحة حفاظا على سلامة اللاعبين. وقال: “أصيب ابني بفيروس كورونا، الأمر الذي دفعنا بالتنسيق مع النادي، لإبعاده عن التدريبات الفردية طيلة فترة الإصابة، كما أن عودته للتدريبات الجماعية جاءت بعد الخضوع لفحص طبي شامل للقلب، مع العودة التدريجية للتمارين”. وأضاف: “ربما هناك تخوف مشروع عند عدد من اللاعبين، بعد إصابتهم بفيروس كورونا، ولكن ما يطمئن نجوم الكرة هو تغيير الإجراءات الطبية المتبعة على الساحة المحلية، والذهاب إلى إجراءات طبية احترازية، نتمنى أن يتم التشدد في تطبيقها حفاظا على سلامة اللاعبين”.

اقرأ المزيد:

اضافة اعلان