مختبر الألعاب الإلكترونية: مبادرة تعلّم جيلا من الصناع الصغار

أطفال يشاركون في إحدى دورات مختبر مبادرة الألعاب الإلكترونية -(من المصدر)
أطفال يشاركون في إحدى دورات مختبر مبادرة الألعاب الإلكترونية -(من المصدر)

إبراهيم المبيضين

عمان- قال الشريك التقني لمبادرة مختبر الألعاب الإلكترونية الأردني؛ إحدى مبادرات صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، نور خريس "إن المختبر، وعبر أفرعه في محافظات الشمال والجنوب والعاصمة، لعب خلال الصيف الحالي دورا مهما في توعية الأطفال والأهالي بأهمية صناعة الألعاب الالكترونية، وأفاد من دوراته المجانية المتخصصة عشرات الصغار في صناعة يتوقع أن تسجل إيرادات تتجاوز الـ100 مليار دولار العام الحالي".اضافة اعلان
وأوضح خريس، في حديث لـ"الغد"، أن الدورات التي نظمها المختبر منذ بداية الصيف الحالي للأطفال والشباب، والتي ما تزال مستمرة، تهدف الى تحقيق العديد من الأهداف المباشرة وغير المباشرة، لعل أهمها توعية وتأهيل الصغار وتعريفهم بأساسيات صناعة الألعاب الرقمية، وهو الهدف المباشر العام للمبادرة، والعمل على إعطائهم المفتاح والأساس الذي يمكنهم من تصميم وبناء قصة للعبة الكترونية وبرمجتها عبر محركات البرمجة المعروفة.
وأشار خريس الى أن المختبر الذي يملك اليوم أفرعا في كل من عمان وإربد والعقبة ومعان، ومن خلال ورش العمل والدورات المجانية التي ينظمها يهدف بشكل غير مباشر الى توعية الأهل وتغيير وجهة نظرهم حول صناعة الألعاب الالكترونية، وبأنها يمكن أن تكون عملا مستقبليا يدر الربح على أولادهم، فضلا عن هدف غير مباشر آخر يتمثل في تهيئة الأطفال والشباب لعمل أو فكرة أو شركة مستقبلية قد تفتح لهم أبواب الرزق من تطبيقات ألعاب الموبايل.
وأكد أن هناك ثقافة وانطباعا عاما عن صناعة الألعاب بأنها نوع من الترف والتسلية، وبأنها لا يمكن أن توفر فرص عمل أو فرصا لتأسيس شركات يمكن أن تدر إيرادات وربحا على الشركات.
وقال خريس "إن المختبر، وبدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، تمكن منذ بداية الصيف الحالي من تنظيم 10 دورات مجانية متخصصة تناولت أساسيات صناعة الألعاب الالكترونية، وأفادت أكثر من 215 طفلا أردنيا في محافظات الشمال والجنوب والوسط"، لافتا الى أن هذه الدورات استهدفت الأطفال من سن 8 الى 13 سنة، وتناولت أساسيات في كتابة القصة وتطويرها الى لعبة إلكترونية والتدريب على محركات برمجة بسيطة، ليكون الأطفال جاهزين للعمل على تصميم وإنتاج لعبة الكترونية في مسعى من المبادرة لبناء قدرات الأطفال والشباب وإكسابهم المهارات التقنية لتطوير الألعاب، وتنمية قدراتهم في هذه التكنولوجيا الحديثة، والمساهمة في بناء مجتمع لمطوري الألعاب الإلكترونية بتوفير الدعم والمساندة لهم.
ويسعى صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، من خلال هذه المبادرة، الى توعية جيل الصغار بأهمية صناعة الألعاب الرقمية ونقلهم من ثقافة الاستهلاك للألعاب والتطبيقات الى مرحلة الإنتاج، وخصوصا أن هذه الصناعة تشهد نموا عالميا؛ حيث توزعت هذه الدورات، التي ينفذها مختبر الألعاب الالكترونية بشراكة مع شركة "ميس الورد" الأردنية المتخصصة في صناعة ألعاب الموبايل والمحتوى الالكتروني على النحو الآتي: 7 دورات في مختبر الألعاب الالكترونية في عمان، دورتان في مختبر الألعاب في العقبة، ودورة في مختبر الألعاب في الشمال؛ حيث كانت تمتد الدورة الواحدة لثلاثة أيام بواقع ساعتين في كل يوم.
وإلى جانب هذه الدروات المجانية التي انتهى منها مختبر الألعاب الالكترونية، فهو يخطط بالتعاون مع الصندوق لعقد دورة متقدمة لصناعة الألعاب تستهدف الأطفال المتميزين الذين أنهوا الدورات السابقة.
وإلى جانب هذه الدورات، يعمل المختبر أيضا على تنظيم دورة مجانية ولفترة أسبوع أيضا تستهدف فئة الشباب من 14 سنة فما فوق للتدريب على محرك "يونيتي" لتطوير الألعاب وبرنامج يتيح للمبرمجين بشكل رئيسي استخدام لغات c# أو الجافا وتطوير الألعاب على أنظمة تشغيل مختلفة للموبايل والكمبيوتر والـConsole، الى جانب تنظيم دورة للتصميم ثلاثي الأبعاد.
ويتيح مختبر الألعاب فرصة للاستفادة من النشاطات التي يقدمها للطلبة، لمن تزيد أعمارهم على 9 سنوات، ولديهم الرغبة في تطوير مهاراتهم الإبداعية في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية.
وكان بيان صحفي صدر مؤخرا عن مختبر الألعاب الالكترونية نقل عن مديرة البرامج والمبادرات في صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، يسر حسان، قولها "إن تنفيذ الصندوق لهذه الورش يأتي ضمن سياسته القائمة على الاستثمار في طاقات الأطفال وتشجيعهم على الابتكار منذ مرحلة عمرية مبكرة في واحدة من أهم الصناعات الواعدة في العالم، وهي صناعة الألعاب الإلكترونية".
وأضافت حسان قائلة: "نأمل، من خلال التدريب المتخصص، تطوير أفكار هذا الجيل وتعليمهم ليصبحوا فيما بعد قادرين على تصميم وإنتاج الألعاب الإلكترونية من خلال نشاطات مختبر الألعاب الذي يوفر لهم المرافق والأجهزة والبرمجيات والدورات والورش التدريبية مجاناً، إضافة الى ربط أعضاء ومنتسبي المختبر بالشركات المحلية والعالمية المختصة في المجال، مما سيتيح الفرصة أمام شبابنا للتطور والنمو في مجال تصنيع الألعاب الإلكترونية ليكونوا شركاء فاعلين في بناء صناعة أردنية مصدرة للأسواق العالمية".
ومختبر الألعاب الأردني، هو مباردة ملكية قام بتنفيذها صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بداية العام 2011 للاستثمار في إطلاق طاقات وإبداع الشباب والشابات على مستوى محافظات المملكة.
وتهدف المبادرة إلى دعم صناعة الألعاب الإلكترونية في الأردن ورفع مستوى الوعي بأهمية صناعة الألعاب بين الجيل الجديد ومساعدة الشباب على تطوير أفكارهم وتعليمهم أسس تصميم الألعاب الإلكترونية وإنتاجها، إضافة إلى التشبيك بين الشباب الأردني المهتمين في المجال والشركات العالمية.